جدّ الجدّ أمس من لحظة إعلان التنفيذي الجديد للجنة الاولمبية الوطنية بعد مخاض عامين لم يحرّك سلفه قيد أنملة تجاه الإعداد السليم لانتخابات منظمة وفق رؤى ومصلحة الرياضة تَعقُب فضّ التنافس العالمي في اولمبياد لندن 2012 ، ولهذا يأمل الجميع أن يُشمّر الأعضاء المنتخبون عن سواعدهم لدورة مهمة تستمر حتى عام 2018 بمسؤولية أكبر ولا يضيعون الوقت من اجل المباشرة بكتابة مسودة قانون أولمبي يُنهي أزمة الاحتكام إلى 16 و20 والثلاثية والتوافق و(بوس اللحى) !
وعلى الرغم من المناكفات التي سبقت إقامة المؤتمر الانتخابي وما نَضَحَه بعض الفاشلين من حقد أثناء حماستهم بمهاجمة أندادهم الفائزين بمقاعد الاتحادات الرياضية وفضح سلوكياتهم وتخندقهم ومحاربتهم بشتى الأسلحة من أجل التسقيط والاستحواذ على مقدرات ألعابهم ، وهو توجه مَشين لم نكن نتمنى مشاهدته في الفضائيات إلى الحد الذي وصف أحدهم اجتماعات رئيس مجلس إدارة الاتحاد السابق بأعضائه على قرعات الطرق وقرب دورات المياه !
إن رئيس اللجنة الأولمبية المنتخب مرة ثانية رعد حمودي يدرك حدّ الألم لا يمكن تكرار الأخطاء إلى ما لا نهاية ، ولابد من التصدي لسلبيات الفترة الماضية بكل ما أوتي من حكمة ودراية ومعونة ثلة من المتخصصين الذين كنا نترقب زيادة عددهم في التنفيذي الجديد، ليتسنى له الخلاص من انتقادات موضوعية تحرص على سمعة الرياضة أولاً التي تلاعبت بمركبها رياح الولاء للشخوص والنزاع على منافع ومزايا اقل ما توصف انها بخسة ولا تشرّف مقام قادة الرياضة المكلفين بحماية مصالحها الضائعة.
وبعيداً عن قصص الغدر التي تناولها بعض المغادرين للمؤتمر إثـر خسارتهم معركة التصويت ، فإن القادمين الجُدد للمكتب يعون جيداً أهمية إثبات الجدارة ومهر استحقاقهم لمناصب الأولمبية لأربع سنوات مقبلة بعرق العمل النظيف والتحرك الجاد لاستعادة مكانة الرياضي العراقي في المحافل الدولية واللجوء إلى دراسة جميع الملفات العالقة منذ السنين الماضية ، وأهمها تسوية المشكلات العالقة بين الاتحادات والتنفيذي قانونياً ومالياً وفنياً واعتماد نظام التنقيط لتقييم نتائج الاتحادات بغية إحقاق تخصيصاتها بما يتناسب مع حجم المنجزات أو عدم التهاون مع المتكاسلين ومحاسبتهم إلى حد التلويح بطرح الثقة بعد أول سنة.
وواهم من يعتقد أن وداع سامي سعيد وسمير الموسوي ود.منذر الواعظ وإياد نجف وجميل الطيار وصالح محمد كاظم وميساء حسين مواقعهم لأسباب مختلفة ، يعد خسارة وصدمة ويأساً لهم ، أبداً هؤلاء أدوا ما عليهم من واجبات واجتهدوا في ظل إمكانياتهم لكنهم دفعوا ثمن التركيز على التكتلات أكثر من طرح مشروع وطني يُحسب لهم في تاريخ العمل الأولمبي ، وهو درس مهم لمن خلفهم وأعني فلاح حسن وسرمد عبد الإله وبشتوان مجيد وجميل عزيز وكمال محمد قادر ليتوجهوا من اليوم إلى بناء علاقات مهنية يغلبها الحرص على أمانة المنصب وليفكروا بأن صندوق الانتخاب الذي ابتسم لهم اليوم سيعاود مكافأتهم عام 2018 إذا ما أحسنوا استقطاب الهيئة العامة لمنجزاتهم وليس أسماءهم.
وتبقى مسألة استبعاد اتحاد كرة القدم عبر الاقتراع السري فيها وجهة نظر، فبما أن الاتحاد الدولي لكرة القدم وجه باعتماد الأسماء الثلاثة ناجح حمود وعبد الخالق مسعود وطارق احمد وتركت اللجنة الاولمبية الدولية الخيار في إقرار مصير الاتحاد للجمعية العمومية ، كان من الأصوب أن يتم الاقتراع بين أعضاء الجمعية بشأن قبول تصويت ممثل اتحاد كرة القدم أم ترشيحه فقط ؟ وليس كما تم التعامل معه بالتصويت على قبول مشاركته في الانتخابات أم لا ، فالفرق كبير ، ويكشف عن وجود اتفاق مسبق أجهز بصورة نهائية على رمزية كرة القدم التي تشكل عمدة الألعاب الأخرى بعيداً عن وجهة نظرنا باتحادها المطوق بإشكاليات تنتظر حلول 20 نيسان المقبل لحسمها عبر صندوق الانتخاب.
انه لأمر عجيب أن تتوّجس الأولمبية الوطنية طوال الأشهر الماضية منذ صدور قرار (كاس) في تشرين الثاني 2013 بمسّ طرف من اتحاد كرة القدم مع انه جزء من عائلة الرياضة خوفاً من عقوبات يفرضها (فيفا) بالتوافق مع الاولمبية الدولية ، ويتجرأ اليوم بإعدامه على رؤوس الأشهاد!
ولادة من رحم التسقيط !
[post-views]
نشر في: 15 مارس, 2014: 09:01 م