العراق بوصفه بلداً تصدر المراتب الاولى بقائمة الدول الاكثر فسادا في العالم ، انطبق عليه القول الشعبي الشائع " مضروب جيب" نتيجة تزايد اعداد المفسدين المتورطين بقضايا غسيل الاموال وترويج عقود اقامة مشاريع وهمية ، قيل عنها انها ضمن ما يعرف بمشاريع اعادة البنية التحتية المدمرة جراء سياسيات وممارسات النظام السابق .
على الرغم من وجود لجنة وهيئة للنزاهة، الاولى في مجلس النواب ، والاخرى مستقلة ،تعرض العراق لاكبر عملية "ضرب جيب "في التاريخ المعاصر من قبل النشالة ، وعندماردد المتظاهرون المحتجون على سوء الاداء الحكومي عبارات تطالب بمحاسبة" النشالة "من المسؤولين المتورطين بملفات فساد ، اعطت الجهات المعنية الاذن الطرشة ، وتجاهلت المطالبات الشعبية ، ولكنها وبطريقتها الخاصة في التعاطي مع القانون على وفق المزاج وتسخيره لصالح المتنفذين ، أصدرت قرارات قضائية "خجولة " من قبيل كفالة بمبلغ 50مليون دينار بحق مسؤول سابق ادين بسرقة مليارات الدولارات ، فتوفرت له فرصة الاقامةفي عاصمة اوربية ، فيما ظلت فضائية حزبه في بغداد تبث البرامج والتقارير ، تسلط فيها الضوء على الاجراءات الحكومية في مكافحة الفساد ودور القوى والاحزاب الدينية في الحملة الوطنية لمكافحة الفساد والمفسدين "النشالة "، متجاهلة في الوقت نفسه الاشارة الى الوطن "المضروب جيب طول وعرض" ، ولكنها وفي محاولة لتلميع صورة صاحبها الهارب بمليارات الدولارت ، خصصت جزء من برامجها لمرشحي الحزب، للحديث عن برامجهم الانتخابية ، في البحث عن "ركعة للشك الكبير " بمعنى اعتماد اليات واجراءات من شأنها ان تعالج اضرار عملية ضرب الجيب .
مفردة "النشالة " يطلقها البغداديون على اشخاص يقومون بسرقة نقود المارة في المناطق المزدحمة ، وبغداد كغيرها من العواصم المكتظة بالسكان، تشهد ظاهرة سرقة محفظات نقود المارة من قبل اشخاص يمتلكون اساليب مبتكرة وخفة وموهبة في ضرب الجيب وسرقة ما فيه من دون شعور الضحية ، نشاط "النشالة" يكون عادة في مرائب انطلاق مركبات النقل العام والخاص والاسواق ، وتحتفظ الاجهزة الامنية بصورهم واسمائهم بوصفهم من اصحاب السوابق ، وغالبا ما يتعرضون للملاحقة بعد الابلاغ عن حوادث السرقة ، وفي اماكن نشاط" النشالة " ولتفادي اساليبهم والاعيبهم ، يتبرع احد الاشخاص فيطلق بصوت مرتفع قوله" دير بالك على جيبك" فيستجيب المارة للنداء ، باتخاذ الحيطة والحذر خشية التعرض لعمليات "ضرب الجيب ".
نشالة الباب الشرقي وسوق الغزل ، يتعاطفون في بعض الاحيان مع "المضروبين جيب" فيرمون الهويات الشخصية التعريفية والوثائق الرسمية الاخرى ، لينقذوا الضحية من متاعب مراجعة الدوائر الرسمية للحصول على بدل ضائع ، وعندما يعثر "المضروب جيب" على هويته ووثائقه ، ينسى نكبته المالية، ويحرم على نفسه الوصول الى الباب الشرقي وسط بغداد عاصمة العراق المنتظر سماع عبارة "دير بالك على جيبك"من النشالة والمسؤولين المفسدين .
العراق " مضروب جيب"
[post-views]
نشر في: 17 مارس, 2014: 09:01 م