كشفت الشركة العامة للصناعات البتروكيمياوية عن تكبدها خسائر كبيرة بسبب توقفها عن العمل للعام الثالث على التوالي، وانتقدت فشل الجهات المختصة بتوفير الغاز الطبيعي الذي يعتبر جوهر عمل الصناعات البتروكيمياوية، فيما تضيع مليار قدم مكعب من الغاز
كشفت الشركة العامة للصناعات البتروكيمياوية عن تكبدها خسائر كبيرة بسبب توقفها عن العمل للعام الثالث على التوالي، وانتقدت فشل الجهات المختصة بتوفير الغاز الطبيعي الذي يعتبر جوهر عمل الصناعات البتروكيمياوية، فيما تضيع مليار قدم مكعب من الغاز الطبيعي يوميا دون استثمار، مشيرة إلى أن الشركة التي تعاني من مشكلة تامين 42 % من رواتب موظفيها عرضت أكثر من مرة للاستثمار دون أي استجابة بسبب القوانين الطاردة للاستثمار.
وقال المدير العام للشركة سالم ابراهيم سالم في بيان صدر عن وزارة الصناعة أمس السبت وحصلت "المدى" على نسخة منه ان "الشركة تعاني من عدم توفر الغاز الطبيعي منذ عام 2003 لتلكؤ أعمال الحصول عليه رغم أن ما يقارب (1000) مليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي يحرق يوميا دون استثمار"، موضحا بأن الشركة متوقفة تماما عن العمل منذ نيسان من عام 2011 بسبب عدم تجهيزها بالكمية المطلوبة من الغاز الطبيعي والبالغة (50) مقمق للتشغيل الأولي إذ يتم تزويد الشركة بكمية (15) مقمق فقط تكفي لتشغيل مكائن الكاز تورباين لتوليد الطاقة الكهربائية للشركة وتجهيز الشبكة الوطنية بالكمية المتبقية بحدود (30 الى 40) ميكاواط .
وأضاف أن الشركة سعت كثيرا لحل مشكلة عدم تجهيزها بحاجتها من الغاز الطبيعي من خلال مفاتحة الحكومة المحلية في محافظة البصرة على مستوى المحافظ ورئيس مجلس المحافظة ولجنة الصناعة في المحافظة وعقد عدة اجتماعات معهم، غير أن التعليمات المركزية تقضي بأن تكون الأولوية في تجهيز الغاز الطبيعي المنتج بالكامل للمحطات الكهربائية".
وأشار إلى ان كميات الغاز المتوفر بحدود (300) مقمق قليلة جداً مقارنة بالكميات التي تحتاجها محطات الكهرباء خاصة تلك التي تم إنشاؤها حديثا والتي هي قيد الإنشاء، مضيفا بان وفدا من الشركة وشركة الأسمدة الجنوبية تباحث مع وزير النفط والذي وعد بدوره بوضع خطة عمل مشتركة بشأن تجهيز الشركة بالكمية المطلوبة من الغاز للبدء بالتشغيل ، داعيا الجهات الحكومية من رئاسة الوزراء ولجنة الطاقة للإسراع بإنجاز مشاريع استثمار الغاز لخدمة قطاع الكهرباء والصناعات النفطية والبتروكيمياويات .
واكد سالم بأن الشركة وخلال السنوات الماضية أجرت أعمال صيانة للوحدات الإنتاجية خاصة وحدة الأثيلين والمبادلات الحرارية وتبديل أجزاء كثيرة منها وتبديل صمامات وتنظيف معدات الا ان هناك نقصا كبيراً في المواد الاحتياطية لأن الصناعات البتروكيمياوية كبيرة ومعقدة تحتاج الى دعم كبير".
وأضاف بأن الشركة تمكنت من تأهيل الوحدات الإنتاجية وتوفير الأجهزة والمعدات المهمة من تخصيصات الخطة الاستثمارية للأعوام من (2008 الى 2013) وحتى الصعود بالطاقات الإنتاجية الى 60% من الطاقات التصميمية وكذلك تبديل أجزاء مختلفة واستيراد مراجل بخارية جديدة ومعمل نيتروجين جديد ومبادلات حديثة لوحدة الأثيلين .
وعن موضوع الاستثمار أوضح بأنه تم عرض الشركة للاستثمار أكثر من مرة دون ان تحظى بأي عرض او استجابة، عازيا سبب ذلك الى عدم وجود رؤية واضحة لعملية الاستثمار اذ يجب ان تكون قوانين الاستثمار جاذبة للشركات مع تقديم تسهيلات لأعمالها وتوفير الحماية الأمنية للشركات العالمية إضافة الى عدم وجود بنى تحتية تساعد على الاستثمار كما في دول العالم الأخرى.من جانبه أشار معاون مدير عام الشركة كريم البزوني الى ان الشركة تعاني الكثير من المشاكل كونها متوقفة عن العمل منذ ثلاث سنوات بسبب عدم تجهيزها بالغاز الطبيعي، وهي غير قادرة على تأمين ما نسبته 46% من رواتب موظفيها والبالغة اكثر من ملياري دينار، لافتا الى ان الشركة استنفذت كامل مواردها والبالغة (26) مليار دينار لتغطية رواتب منتسبيها للعام الماضي وأصبحت غير قادرة على تغطية الرواتب للعام الحالي بسبب توقفها التام عن العمل للسنة الثالثة على التوالي وعدم وجود أي موارد مالية لديها.