بعد أن فجع سكان ارض السواد باستيراد التمر من كاليفورنيا وإيران ودولة الإمارات.. واستمرأوا الطعم المداف بالهال وزيت اللوز ، نسوا أنهم أرباب بلد العشرة ملايين نخلة وعثوقها المدلاة دانيات القطوف .
بعد ان أعلنت الفجيعة عن نفسها باستيراد الماء المعلب - لسكان وادي النهرين — من تركيا و الأردن والسعودية والإمارات ، ( وبعضها شحيح في عدد الأنهر وبعضها يخلو تماما من مصادر المياه العذبة) . تجاهل العامة ( والخاصة ) عطايا النهرين وروافدهما العذبة ودورها بترسيخ اول الحضارات منذ انبثاق التدوين . واكتشاف الحروف وإتقان الكتابة .
قبل أيام ، روعنا بخبر فاجع آخر ( وليس الأخير ) . تصريح من مسؤول في وزارة الصحة ، يباهي بإنجازه :: استيراد ( عفوا استقدام ) أطباء اختصاص من تركيا والأردن وإيران ولبنان و،،و،، للعمل في المستشفيات العراقية ، والتطرق لإرسال اكثر من الف عراقي مع مرافقيهم —على نفقة الدولة طبعا - الى الخارج بغية المعالجة والتطبيب .
أين هم الأطباء العراقيون . هل نسي القيمون أم تناسوا ، ان اول كلية للطب —في عموم المنطقة أجمع — كانت ببغداد ؟ وإن الكوادر المتخصصة فيها والتي نالت شهاداتها العالية من أعرق الجامعات الغربية .تتقاذفها مستشفيات الدول العريقة، وان تلك الاختصاصات - وبعضها نادر - ملأ رحاب مستشفيات دول الجوار - وغيرها بالخبرة والدراية : بدءا من الأردن مرورا بليبيا وتونس والجزائر واليمن والسودان ..و..وصولا لأعرق الدول الأوروبية : بريطانيا وفرنسا والمانيا والقائمة تطول .
أين خطة إرجاع واسترجاع جهابذة المختصين العراقيين من دول الشتات ٬ وتكريمهم وتسليمهم مفاتيح مستقبل العراق ؟؟
تذكروا ، والنسيان— لو تدرون نعمة ورحمة — مقولة : سنتركها أرضاً قاحلة بلا ناس ولا شجر .
تذكروا دعاء ذاك المكلوم : اللهم قوِّض واهدم أركانها حجرا على حجر .
وهل بلغت مسامعكم تلك النبوءة التي أدرجت في العهد القديم —أصالة أم وكالة ، حقيقة أم افتراء — تصف العراق في زمن آت : أرضها خراب ، لا يهنأ على أديمها بشر ، ولا يحوم في سماواتها طير .
وندري — يقينا ندري - أن الجمرة في يد الجاهل تمرة .. وندري إن الباعة والمشترين لحطام العراق قلة وكثرة . لكنهم أسخياء عند الدفع .
نستورد الماء والتمر والأطباء !!
[post-views]
نشر في: 23 مارس, 2014: 09:01 م