((مقتل الزميل محمد بديوي الشمري جريمة لا تغتفر، ولا يمكن تبريرها وتسويغها بأي طريقة وشكل. إنها عمل مدان ومستنكر ومستهجن ومرفوض بكل المقاييس والمعايير القانونية والإنسانية والأخلاقية. كما ان مرتكب الجريمة يجب أن ينال عقابه العادل لكي يكون عبرة ودرساً لغيره، ممن قد يرون ان من السهل قتل الإنسان وسفك دمه وإزهاق روحه بدون سبب.
((لكن يجب أن يدرك المجتمع ان هذه الجناية عمل فردي، والعقوبة عليه شخصية. فليس من الصحيح أن نأخذ قوم الجاني او طائفته او دينه او حزبه بجريرة ما ارتكبه. لا يمكن أن يُعاقب الكرد مثلاً على جريمة ارتكبها كردي، أو الشيعة على فعل اجترحه شيعي، أو السنة على عمل قام به سني. فليس هذا من العدالة في شيء. ضرب الهنود مثلا نموذجياً في هذا الصدد. فقد كان الرجل الذي حاول اغتيال رئيسة الوزراء انديرا غاندي سيخياً، لكن أهل الضحية وقومها لم يأخذوا أهل الجاني وقومه بجريرته.
((لا يصح أن تثير جريمة السبت الماضي شجاراً بين الكرد والعرب، أو بين الشيعة والكرد، لا لشيء الا لأن الذي قتل المواطنَ العربيَ الشيعيَ، مواطنٌ آخرٌ كردي. لا يصح أن نعمم الجناية، ونثير نزاعاً قومياً على طريقة حروب القبائل العربية ايام الجاهلية الاولى.
((على العرب والكرد ممارسة اقصى درجات ضبط النفس، حتى لا نحرق الاخضر واليابس، ونهدم الهيكل على كل من فيه. ليأخذ القانون مجراه، ولنحزن على الشهيد، لكن لنحافظ على اللحمة التي تجمع عرب هذه البلد وكرده في وحدة وطنية نحن أحوج ما نكون اليها في هذه اللحظة)).
هذه مقتطفات ضافية من افتتاحية صحيفة "الصباح" التي كتبها مدير عام شبكة الاعلام العراقي الزميل محمد عبد الجبار الشبوط بعنوان "جناية فردية" في العدد الصادر أمس، تعليقاً على جريمة قتل الزميل الإعلامي محمد بديوي الشمري السبت الماضي برصاص ضابط في الحرس الرئاسي كردي القومية.
الكلام طيب وعاقل ومسؤول، وأفكاره خيّرة، ومبتغاه بنّاء.. ما من شك في هذا. وما من شك أيضاً في ان هذا الكلام لم يُكتب لأجل الكتابة، فلابدّ ان كاتبه تحسس الحاجة الى كلام من هذا النوع في ذروة "همروجة" شوفينية أطلقها وقادها وواصلها من أراد، وكان راغباً في ان ((نأخذ قوم الجاني أو طائفته أو دينه أو حزبه بجريرة ما ارتكبه))، وأن تُعمم الجناية ويُثار نزاع قومي على طريقة حروب القبائل أيام الجاهلية.
تلك الهمروجة التي يندّد بها ضمنياً الزميل الشبوط، ما كان لها أن تنطلق وتُقاد وتتواصل لو لم يبادر رئيس الحكومة –للأسف الشديد– الى فعل جعل من جناية فردية مسألة كبرى، أكبر من مسألة ما يفعله إرهابيو داعش في الانبار وبغداد والحلة والموصل وسواها. الانتقال الى مكان الجريمة في حركة غير مسبوقة، والكلام عن "الدم بالدم" (ماذا عن القانون ودولته!؟) وعن ان رئيس الحكومة هو الذي قاد بنفسه عملية القبض على القاتل، وإعادة بث وقائع زيارة رئيس الحكومة الى موقع الجريمة عبر فضائية "العراقية" غير مرة، والأمر باحتجاب الصحف في حركة غير مسبوقة أيضاً، والتجييش من قبل نواب ووسائل إعلام وجهات محسوبة على ائتلاف رئيس الحكومة في الغالب، هو ما أجج النيران وسمح ببث السموم وجعل من محض جناية فردية مسألة كبرى، أُخِذَ فيها قوم القاتل، الكردي، بجريرة جنايته.
أليس هذا ما حصل، أبا سعدي؟
جناية فردية.. مسألة كبرى!
[post-views]
نشر في: 24 مارس, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 3
امير عبد علي
190 صحفياً قتلوا على أيدي مسلحين مجهولين 32 اخرين لقوا حتفهم اثناء تواجدهم في اماكن حدثت فيها انفجارات نفذها مجهولون 20 صحفيا قتلوا بنيران القوات الأمريكية صحفيان قتلا بنيران القوات العراقية كل اولئك قتلوا اثناء تاديتهم الواجب ومنهم علامات مضيئةلا
حامد اسماعيل حسين
الاستاذ الفاضل عدنان حسين المحترم ،ان شر البلية مايضحك بعد مقتل الدكتور الشمري رحمه الله خرج علينا غربان دولة القانون وأخص منهم علي العلاق الشيخ المعمم طبعا علي العلاق بلهموطي يأكل السعفة بسليتها التصريح الغريب والعجيب للعلاق الأبله ان الضابط الكوردي الذ
خليلو...
بقيت ،ولن اقول كم، اذكر صدى الايام التي خلت في الصيحة النابعة من القلب والنافذة من الفم : كورد وعرب فد أحزام عاش الزعيم المقدام حتى سمعت من يسمي نفسه محمد الربيعي وهو يهتف : كل شهر النه عركه ويا الاكراد حتي أيقنت بصدق ما يتمثل به الكورد:ان الكو