TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > لغز الطائرة الماليزية قد لا يحل أبداً

لغز الطائرة الماليزية قد لا يحل أبداً

نشر في: 25 مارس, 2014: 09:01 م

تشارك طائرات وسفن وأنظمة رصد فائقة التطور في عملية البحث عن حطام الطائرة المدنية، التي تقول ماليزيا إنها تحطمت في منطقة نائية من المحيط الهندي بعدما انحرفت عن مسارها.وتواجه عملية البحث تحديات كبيرة لتحديد مكان الصندوقين الأسودين التابعين لطائرة الب

تشارك طائرات وسفن وأنظمة رصد فائقة التطور في عملية البحث عن حطام الطائرة المدنية، التي تقول ماليزيا إنها تحطمت في منطقة نائية من المحيط الهندي بعدما انحرفت عن مسارها.
وتواجه عملية البحث تحديات كبيرة لتحديد مكان الصندوقين الأسودين التابعين لطائرة البوينغ 777، واللذين يحتويان على معلومات أساسية ستكون كفيلة بتحديد سبب اختفاء الطائرة في الثامن من آذار/مارس الجاري أثناء رحلة من كوالالمبور الى بكين.

ولكن الخبراء يعتقدون أن إيجاد الصندوقين الأسودين للطائرة لن يوصل الى إجابات. وجميع الطائرات المدنية مجهزة بصندوقين أسودين أحدهما يسجل جميع إحداثيات الرحلة كالسرعة والارتفاع وغيرهما، والثاني يسجل جميع الأصوات في قمرة القيادة بما في ذلك المحادثات والأصوات والبيانات.

وفي هذا الصدد، قالت شركة الطيران الاميركية الاستشارية "ليهام" إن صندوق إحداثيات الرحلة يجب أن يوفر الكثير من المعلومات.
الا ان صندوق التسجيلات الصوتية لا يحتفظ سوى بآخر ساعتين من المحادثات التي حصلت في قمرة القيادة ، ما يعني أنه من الممكن خسارة معلومات حساسة عن الرحلة قبل تغيير مسارها أي حين كانت تحلق في أجواء بين ماليزيا وفيتنام. 
وبحسب الشركة، فإنه "من الواضح أن الصندوق لن يكشف عمّا حصل فوق خليج تايلاند". 
آخر ساعتين
وأضافت الشركة أنه يجب ايضاً معرفة ما إذا كانت تسجيلات آخر ساعتين توفر معلومات ذات صلة باختفاء الطائرة، حيث يعتقد أنها غيّرت مسارها أو نفد منها الوقود. 
وكان رئيس الحكومة الماليزي نجيب رزاق اعلن الاثنين أن الطائرة تحطمت في المحيط الهندي ، وعلى متنها 239 شخصاً من الركاب وأفراد الطاقم، مستندًا في ذلك الى تحليلات جديدة لصور من الأقمار الاصطناعية. 
ولكن لم يتم تحديد موقع سقوط الطائرة ، ولا تزال أسباب سقوطها غامضة. ولم يتم التقاط أية إشارة منها بعد 17 يوماً من بدء عملية البحث.
وتوالت السيناريوهات حول مصير الطائرة ، وكان من ابرزها خطف الطائرة ، أو قيام احد الطيارين بتخريبها ، أو حدوث أزمة مفاجئة أثناء تحليق الطائرة أدت الى شلل قدرات طاقم الطائرة وجعلت الطائرة تحلق آلياً الى أن نفد وقودها.
وتعتقد ماليزيا أن شخصاً ما تعمد تغيير مسار الطائرة. 
ولكن لم يظهر التحقيق الماليزي حتى الآن أي دليل يثبت أيًا من تلك النظريات. 
وقال الخبير البريطاني كريس ياتس إنه حتى لو تم العثور على الصندوقين الأسودين فإنه من غير المرجح الحصول على أية إجابات حول سبب تغيير الطائرة مسارها على مدى آلاف الكيلومترات.
وأضاف في حديث الى تلفزيون "بي بي سي" أنه "ليست لدينا حتى الآن أية فكرة عن الحالة الذهنية للطيار أو مساعد الطيار، وليست لدينا فكرة إن كان شخص ما استطاع الدخول الى قمرة القيادة للسيطرة على الطائرة، وبالتأكيد ليست لدينا أية اعترافات بالمسؤولية منذ أن بدأت الأزمة". 
وتابع "انه سر لا يشبه أي لغز آخر".
وتم رصد حطام في مكان بعيد جداً عن ساحل استراليا الغربي، ولكن عملية البحث الدولية لم تستطع الوصول الى الأجسام المرصودة للتثبت من أنها تعود للطائرة ، ومن المحتمل أن يكون الحطام انجرف مئات الكيلومترات بعيدًا عن مكان سقوط الطائرة. 
لا دليل مادياً 
وقال انتوني بريك هاوس من المؤسسة الدولية لمراقبة السلامة الجوية لوكالة فرانس برس "إننا كمحققين نتعامل مع أدلة مادية وليس لدينا الى هذا الحين أي دليل مادي يمكن الاستناد اليه". 
وستفرغ بطاريتا الصندوقين الأسودين خلال اقل من أسبوعين من الآن. 
وبذلك بدأ سباق مع الوقت لمحاولة التقاط الإشارة التي يصدرها الصندوقان الأسودان، مع العلم أن إرسالهما يمكن نظرياً أن يستمر حتى عشرين يومًا اضافيًا. 
وأرسلت الولايات المتحدة نظامًا لتحديد موقع الصندوقين الأسودين، الا أن سوء الأحوال الجوية علق عملية البحث عن الحطام امس الثلاثاء على الأقل. 
وقال بول ياب ، استاذ الطيران في سنغافورة ، "لن نعلم على الأرجح ماذا حصل"، في حال لم يتم العثور على الصندوقين الأسودين. 
وتابع أن صور الأقمار الاصطناعية توفر معلومات ولكنها أشبه "بمربعات لعبة شطرنج. ويبقى علينا الآن أن نجد المربع الذي ينبغي التركيز عليه، وحيث يوجد الصندوقان الأسودان". 
وتشكل عمليات البحث عن الصندوقين الأسودين تحديًا حقيقيًا تبقى نتيجته غير مؤكدة بالرغم من الوسائل التكنولوجية الفائقة التطور التي يحظى بها المحققون لسبر المحيط الهندي. 
والطائرات التجارية مجهزة بصندوقين أسودين، احدهما يسجل جميع إحداثيات الرحلة كالسرعة والارتفاع وغيرهما، والثاني يسجل جميع الأصوات في قمرة القيادة بما في ذلك المحادثات والأصوات والبيانات. 
وقبل الإعلان رسمياً عن تحطم الطائرة، أفادت البحرية الاميركية أنها أرسلت نظامًا لتحديد موقع الصندوقين الأسودين، واعلن مسؤول في الدفاع الاميركي أن جهاز الرصد هذا ارسل من نيويورك جواً الاثنين في اتجاه بيرث حيث سيتم "نشره في مرحلة اولى". 
جهاز رصد الإشارة
ونظام رصد الإشارة هو جهاز مثلث الشكل يزن 35 كلغ يتم ربطه بطرف سلك تجره سفينة ويمكنه التقاط إشارة صندوق أسود على عمق يصل الى ستة آلاف متر تحت سطح الماء. 
غير أن المسؤول السابق عن مجموعة عمليات البحث بحرًا عن الرحلة ايه اف 447 التي تحطمت في المحيط الاطلسي عام 2009 قال إن "التقاط اشارة صادرة عن الصندوق الأسود يبدو لي من باب الصدفة".
ويستمر الصندوق الأسود في إصدار إشارة لمدة ثلاثين يومًا (اكثر بقليل بحسب معلومات الشركة المصنعة) يمكن التقاطها على مدى كيلومترين الى ثلاثة كيلومترات.
ولفت المحقق السابق الذي طلب عدم كشف اسمه الى أنه في حالة الرحلة بين ريو وباريس، لم يتم رصد إشارة الصندوقين الأسودين، وتبين لاحقًا أن احدهما لم يكن يعمل، والثاني اقتلع عند تحطم الطائرة ولم يتم العثور عليه. 
وقال "إنني بالتالي متشائم قليلاً في ما يتعلق بهذا الخيط" في عمليات البحث، مشيراً الى أن الأولوية الثانية في الوقت الحاضر تكمن في تحديد الإحداثيات الجغرافية، أي وصف جميع القطع التي يتم انتشالها وتصويرها وتدوين مراجعها وتواريخها.
وتابع "بعد ذلك ينبغي في ظروف مثالية رمي عوامات الرصد الجوي" لجمع البيانات الاوقيانوغرافية. 
وهذه العوامات التي يتم رصدها وتتبعها عبر الأقمار الاصطناعية تعطي معلومات تتعلق بالتيارات في المنطقة، وتؤكد أو تنفي صحة النماذج الرياضية لتوقع التطورات اللاحقة، لكن المسؤول أوضح أن "19 يومًا من الانجراف مع التيارات والشكوك الملازمة لهذه النماذج، كل ذلك سيسهم في توسيع مجال عمليات البحث بشكل كبير".
وفي حال عدم رصد الصندوقين الأسودين، فإن المرحلة المقبلة تقضي بإرسال أجهزة سونار للكشف الجانبي غير أن ذلك يستلزم امتلاك خارطة طبوغرافية لقعر البحر على قدر كافٍ من الدقة ،"حتى يتم البحث بعدها عن نتوءات في تضاريس قعر البحر".
ويرى جميع الخبراء الذين التقتهم وكالة فرانس برس أن العمليات قد تستمر لوقت طويل جداً يقدر "بأشهر إن لم يكن اكثر"، مع العلم أنه فيما يتعلق بالرحلة بين ريو وباريس استغرق الأمر 23 شهراً لتحديد موقع حطام الطائرة على عمق 3900 متر تحت سطح الماء.
واكد المسؤول السابق أن ستراتيجية البحث تبقى "ذات أولوية".
تضييق مساحة البحث 
وهو أيضا رأي مكتب التحقيقات والتحاليل لسلامة الطيران المدني الذي حذر الاثنين بأنه "لن يصبح من الممكن اطلاق مرحلة أبحاث تحت الماء سعياً لتحديد موقع الرحلة ام اتش 370 الا اذا سمحت العمليات الجارية بتحديد موقع للبحث أضيق مساحة من مجالات البحث الحالية". 
وبعد تحديد هذا الموقع، واذا ما تبين أنه مسطح ، سيكون بوسع المحققين استخدام "أجهزة سونار وتحقيق تغطية جيدة" للمساحة المعنية.
اما في حال كانت المساحة ذات تضاريس وعرة فسيكون بوسعهم الاستعانة بالغواصات الآلية "ريموس" التي استخدمت في البحث عن الرحلة ريو-باريس.
غير ان المحقق السابق في المكتب حذر بأن "هذه الأجهزة الآلية المسيرة عن بعد، والمثبتة الى سلك يربطها بالسطح، تتقدم ببطء وتوفر بالتالي تغطية أضعف".
ولفت الى أنه "في هذه الحالة ايضا ينبغي تحديد الموقع بشكل دقيق لنشرها على عمق كبير". 
وفي حال تم العثور على الصندوقين الأسودين فليس هناك أية ضمانة بأن حالتهما ستسمح باستخراج المعلومات منهما. 
وتحدثت السلطات الماليزية عن عمل متعمد لإخفاء الطائرة عن رادارات المراقبة الجوية. ويبقى السؤال الكبير مطروحاً لمعرفة إن لم يكن تم تعطيل صندوق تسجيل الأصوات عمدًا ايضًا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق منارات

الأكثر قراءة

اغتيال مسؤول إيراني رفيع بهجوم مسلح

وفاة الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية

إيران تنفذ عملية إعدام علنية "نادرة"

صحيفة بريطانية: قائد اركان الجيش الأمريكي يزور دولتين عربيتين لاقامة "تحالف" ضد ايران

العالم يتنبأ بندرته.. كيف سيكون مستقبل "الذهب الازرق" في كوكبنا؟

مقالات ذات صلة

الامم المتحدة تطلق نداء استغاثة بسبب التغيرات المناخية: أنقذوا بحارنا

الامم المتحدة تطلق نداء استغاثة بسبب التغيرات المناخية: أنقذوا بحارنا

المدى/ متابعة  أطلق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم الثلاثاء، نداء استغاثة عالمياً للتصدي لأزمة ارتفاع مناسيب مياه المحيطات في جزر المحيط الهادئ بسبب التغيرات المناخية. وقال غوتيريش خلال "قمة منتدى جزر المحيط...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram