الأبناء والأحفاد ، فضلا عن المقربين والأصدقاء والمعارف يشيدون بالجهود الأرشيفية للمدرس المتقاعد مناف خزعل السماوي في حفظ الوثائق الرسمية الخاصة بأفراد أسرته ، ومنها ما يعود الى العهد العثماني ، فاصبح مرجعا معتمدا ، يلجأ اليه من فقد هوية الأحوال المدنية من أبناء الأسرة لتسهل عليه مراجعة الدوائر المختصة لا صدار البدل الضائع باعتماد النسخة المصورة .
مناف ، أستاذ التاريخ المتقاعد ، وظف تخصصه لجمع الوثائق ، لغاية تتعلق بمشروعه في إصدار كتاب ، لطالما تحدث عن تفاصيله شفويا ، ولكنه لم يكتب منه سطرا واحدا ، فاطلق عليه بعض معارفه اسم" ورقة بن نوفل " بوصفه مرجعا معتمدا ومتخصصا بالتاريخ ، لتشجيعه على إنجاز مشروعه المنتظر ، لخدمة الأجيال في الاطلاع على تفاصيل غامضة في المشهد السياسي العراقي . لكن الرجل وبقدر احترامه لآراء الآخرين ، يبدي مخاوفه من الخوض بقضايا السياسة وشجونها ، لاعتقاده بان الإقدام على هذه الخطوة قد يعرضه لمتاعب وربما ملاحقة ، حين يتناول في فصول كتابه مواقف القادة السياسيين وزعماء الأحزاب ، ولطالما اعرب عن تمنياته في توفر اجواء ملائمة لإنجاز كتابه ، ولكنه في اغلب الأحيان يعلق أسباب التأخير على انعدام فرص توطيد الديمقراطية وغياب ثقافة احترام حرية التعبير .
المطلعون على وثائق "ورقة بن خزعل " يؤكدون احتفاظه بصحف وصور قديمة، تعد من وجهة نظرهم ذات قيمة كبيرة ، بإمكانها تغيير الكثير من القناعات ، في حال نشرها ، لأنها تؤكد بالصور نشاط شخصيات سياسية ، كانوا معارضين للنظام السابق ، وبعد الغزو الاميركي اصبحوا يتصدرون المشهد ، واحتفظوا بارتباطاتهم بقوى خارجية " ياستار " ،وعندما شغلوا مناصب حكومية ، وفروا لأسيادهم في الخارج تسهيلات للحصول على مشاريع استثمارية ، وإبرام عقود لاستيراد الطابوق والكاشي المقرنص ، لجعل العاصمة بغداد الأجمل في المنطقة .
تباينت آراء المقربين من "ورقة بن خزعل" فبعضهم ، شجعه على نشر كتابه ، بكل مايحمل من فضائح ، فيما فضل آخرون انتظار الفرصة المناسبة ، والرجل وسط تقاطع الآراء ووجهات النظر ، والخوف من العواقب الوخيمة ، يبدو غير قادر على اتخاذ القرار المناسب ، وبين حين وآخر ، ولإثارة الاهتمام بمشروع الكتاب ، يستعرض ما كان يقوم به "فلان وعلان" من أفعال وأهوال ، وأثناء الاسترسال في الحديث والوصول الى مناطق تتجاوز الخطوط الحمر ، ينادي احد الحاضرين نادل المقهى فيقول بصوت عال " عبيد جايات الجماعة واستاذ مناف واصل " للانتقال الى حديث اخر ، لتفادي غضب رواد المقهى من الحزبيين المكلفين من قبل تنظيماتهم بمراقبة من يتطاول على القوى السياسية ورموزها " الفاعلة " في مدينة السماوة .
بإطلاق النداء الموجه لنادل المقهى عبيد لدفع "جايات" الجماعة ، توصل استاذ مناف المعروف باسم "ورقة بن خزعل" الى قناعة أكيدة وراسخة بان كتابه لم ولن يرى النور ،وصوره سينتهي بها المطاف في تنور" الحجية" ، فتضيع الحقائق والوثائق ، والف رحمة على روحك طالب السوداني شاعر الأغنية الشهيرة العب بيها يا بو سميره .
جهود مدرس متقاعد
[post-views]
نشر في: 25 مارس, 2014: 09:01 م