TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > كيف وصلت داعش إلى هنا؟

كيف وصلت داعش إلى هنا؟

نشر في: 25 مارس, 2014: 09:01 م

كيف تمكّن عناصر داعش من الوصول إلى بهرز في محافظة ديالى؟ وقبله كيف استطاعوا اجتياح مدينة الفلوجة الواقعة على مرمى حجر من العاصمة، واحتلالها والمرابطة فيها وإقامة دويلتهم، بما فيها شرطتهم ومحاكمهم الشرعية؟
الأسلحة المتوسطة والخفيفة وذخائرها يمكن تفكيكها وحملها في عبوات وصرر وحقائب صغيرة من قبل أفراد ومجموعات صغيرة على ظهور حيوانات عبر البساتين والطرق الزراعية الى الاهداف المبتغاة. لكن ماذا عن السيارات الكبيرة والآليات العسكرية التي استخدمت في حمل الافراد والاسلحة والذخائر؟ كيف وصلت الى بهرز وقبلها الفلوجة وسواهما؟ من أين دخلت وكيف سارت على الطرق المزروعة بنقاط التفتيش (السيطرات) وتنتشر حولها القوات العسكرية؟
ليجرب أي شخص أن ينتقل من أية مدينة الى أية مدينة بأصغر أنواع السيارات، وليحصي عدد نقاط التفتيش التي يستوقفونه فيها ويسألونه من أين هو قادم والى أين متجه، وربما أيضا يطلبون اليه ابراز أوراق السيارة والسائق.
لابدّ ان في الأمر سراً.
يخيّل اليّ ان أحداً من عناصر داعش والقاعدة لم يكن مضطراً لتفكيك الاسلحة والذخائر وحملها في عبوات وصرر وحقائب صغيرة عبر البساتين والطرق الزراعية للوصول الى الفلوجة وبهرز وسواهما من المدن والمناطق التي تحتلها عناصر داعش المسلحة الآن أو احتلتها في الماضي.
أتصور ان هناك سراً.. لكنه سرّ غير مغلق، فثمة طريق سهلة ومأمونة لنقل ارهابيي داعش من مدينة الى أخرى بأسلحتهم وذخائرهم وآلياتهم، كبيرة وصغيرة.. انها طريق الفساد المالي والاداري.
في معظم الحالات التي جرى فيها تهريب سجناء القاعدة وداعش وسواهما من السجون والمعتقلات المُحكمة الاغلاق والمحروسة حراسة مشددة، ثبت ان تلك العمليات جرت بتواطؤ مع موظفين ومسؤولين محليين.. أي من داخل السجون والمعتقلات، وهو تواطؤ لم يكن بطبيعة الحال لوجه الله.. انه مدفوع الثمن مسبقاً.. لماذا لا يكون الأمر نفسه مع عمليات نقل الداعشيين والقاعديين باسلحتهم وذخيرتها وآلياتها الى المدن والمناطق التي يحتلونها؟
كما يوجد فاسدون ومفسدون في ادارات السجون والمعتقلات، وكما يوجد فاسدون ومفسدون في وزارات الدولة ودوائرها كافة، ما الذي يمنع وجود نظراء لهم في الاجهزة الأمنية؟ لماذا يتعيّن علينا ان نستثني وزارات الداخلية والدفاع والأمن الوطني ونعتبرها معصومة ومحصنة من الفساد ؟
لنراجع السجلات .. لندقق في الأسماء .. لابدّ اننا سنمسك بخيط السر الذي يجعل عناصر داعش والقاعدة يتحركون بيسر وراحة واطمئنان بين مدننا ومناطقنا، فيجتاحونها ويحتلونها وينظّمون فيها المذابح ويعيثون في أراضيها فساداً.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. ALAA

    السيد الكاتب المحترم... انة نفس السر الذي يجعل مليشيات العصائب وغيرها تدخل مع الجيش وتحرق المساجد وتقتل اكثر من 50 مدنيا بريئا في بهرز على الهوية وتسرق المحلات والبيوت والصور منتشرة علة مواقع التواصل الاجتماعي والفضائيات ام انك تغض النظر عن هذة الجرائم ال

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram