قبل أيام دفعني ألمي، إلى انحدار شاعر مهم أصابه مرض نفسي لا يعترف به، فصار يشتم هذا ويفشّر على ذاك، للدخول الى موقعه الشخصي على الإنترنت. قضيت ساعات طويلة اقرأ مقالاته التي لا أحد ينكر رصانتها اللغوية لكنها وللأسف تحمل حسا تربويا معطوبا. ألم يكن المتنبي كذلك مثلا؟ قصائده قمة في الإبداع والحكمة، لكن قيمها التربوية التي تحتقر السود تحيّر كل من يمتلك حسّا إنسانيا سليما.
ما أطولها عليكم، خرجت من موقعه بخلاصة للخلاصة كلها. وهي ان شاعرنا الكبير هذا كان يتمنى ان يبقى صدام في الحكم! قد يكون السبب اعتقاده بان صدام يكره أمريكا او تكرهه. مجرد حدس.
بعد ان انتهيت من قراءة مطولات الرجل تذكرت حادثة وقعت في حفلة غنائية بأحد المنتديات العربية بلندن. كان الحاضرون من جنسيات عربية مختلفة رغم ان الغالبية كانت من العراقيين. وكنت بصحبة أصدقاء من الوسط الثقافي والإعلامي. بعد أن طربت النفوس وغنت نهضت بعض الفتيات للرقص بينهن عراقيات مهذبات شاركنهن فرحتهن. نهض شاب كويتي وسيم فشاطر عراقية الرقص. صعدت الغيرة عند العراقيين واعتبروا ذلك عارا كبيرا! وما أطولها عليكم أيضا، هدّ "النشامى" هدة رجل واحد على الكويتي وكان عددهم قرابة 30 "مقاتلا". نشبت معركة كبيرة حضرت بسببها اكثر من عشر سيارات للشرطة البريطانية فلفلت الربع ومعهم الكويتي. لم يخطر ببالي تعليل واحد سوى ان هؤلاء يكرهون الكويتي لان بلده لم ترضخ لاحتلال صدام لها، أو لأن الكويتيين يكرهون صدام أو ربما لأن صدام يكرههم.
البارحة اتصل بي صديق إعلامي عزيز سألني "بالمختصر" المفيد: هذا شديسوي؟ أمن المعقول انه يتصور بان العراقيين أغبياء لهذا الحد وسيحملون "هدّته" على الضابط الكردي الذي ارتكب جريمة قتل الشمري على محمل الشجاعة والرجولة؟ ببرودة شديدة أجبته نعم هناك من سيعتبرها شجاعة لم يتحل بها ولا عنترة  بن شداد. وهم ما أطولها عليكم، تحادثنا طويلا وكانت الخلاصة انهم يكرهون الكرد لأن صدام يكرههم.
ولك شسويت بالوادم يصدام؟