أكّد الرئيس الأميركي باراك اوباما أن "على روسيا سحب القوات التي حشدتها على طول الحدود الأوكرانية"، و"التفاوض مع الأسرة الدولية". وقال أوباما، في مقابلة مع شبكة "سي بي اس" الأميركية، إن قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حشد قوات على الحدود بين البلدين
أكّد الرئيس الأميركي باراك اوباما أن "على روسيا سحب القوات التي حشدتها على طول الحدود الأوكرانية"، و"التفاوض مع الأسرة الدولية". وقال أوباما، في مقابلة مع شبكة "سي بي اس" الأميركية، إن قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حشد قوات على الحدود بين البلدين "قد يكون مجرد محاولة لتخويف اوكرانيا"، مضيفاً أنه قد يكون لديهم "خططاً اخرى". وجاء كلام أوباما بالتزامن مع إعلان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ان كل المنشآت العسكرية في شبه الجزيرة القرم أصبحت تحت السيطرة الروسية.
من جانب اخر أكد المتحدث باسم المجلس الوطني للدفاع، ومجلس الأمن الأوكراني لـ CNN، أن الحكومة الأوكرانية بناء على سجلات موثقة تقدر العدد الحالي للقوات الروسية على الحدود بـ 88 ألف جندي.
ولكن مسؤولين أمريكيين قالا: إنه ربما يكون لدى روسيا 40 ألف جندي على حدود أوكرانيا، مشددين على أن هذه مجرد تقديرات، مستندة بشكل كبير على صور الأقمار الصناعية.
وأكد المسؤولان أنه من الصعب تأكيد العدد بشكل دقيق، لأن روسيا مستمرة في تحريك وحداتها في المنطقة، ولكن تقديرات من أوكرانيين وأعضاء في الكونغرس تشير إلى أرقام أعلى تصل ما بين 80 إلى 100 ألف جندي، ولكن المسؤولين الأمريكيين يعتقدان بأن هذه الأرقام تشمل القوات الروسية المستنفرة، في شرق روسيا أيضاً
فيما أعلنت رئيسة وزراء أوكرانيا السابقة، يوليا تيموشنكو، امس الأول الخميس، عزمها خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة في البلاد، قائلة في مؤتمر صحفي عقدته في مكتبها في العاصمة الأوكرانية كييف: "نعم، أنا أخطط للترشح."
وكان البرلمان الأوكراني أقر مشروع قانون يسمح بإطلاق زعيمة المعارضة ورئيسة الوزراء السابقة، يوليا تيموشينكو بعد ساعات على الإعلان عن التوصل إلى اتفاق بين الحكومة والمعارضة، في 21 فبراير/ شباط الماضي، لإنهاء أحداث العنف التي عصفت بالبلاد، وانتهت أخيرا بفرار الرئيس الأوكراني فيكتور يانكوفيتش إلى روسيا، وتسلم رئيس مؤقت السلطة في أوكرانيا.
وكانت تيموشنكو، من أبرز الخصوم السياسيين للرئيس فيكتور يانكوفيتش، والتي أدينت قبل عامين بتهمة "استغلال السلطة"، وصدر بحقها حكم بالسجن لمدة سبع سنوات.
وتبلغ تيموشنكو من العمر 54 عاماً، وتزعمت حزب "كل الأوكرانيين"، أحد أكبر أحزاب المعارضة في الجمهورية السوفيتية السابقة، كما تولت رئاسة الحكومة للمرة الأولى في عام 2005، ثم تولت نفس المنصب مرة أخرى بين عامي 2007 و2010.
وكان الرئيس الأوكراني المعزول فيكتور يانوكوفيتش قد دعا امس الجمعة الى تنظيم استفتاء في كل مناطق اوكرانيا لتقرير مصيرها، وفق ما نقلت عنه وكالة ايتار تاس الرسمية الروسية.
وقال يانوكوفيتش في هذا النداء الذي وجهه الى الشعب الأوكراني: "بصفتي رئيسًا (..) أناشد كل مواطن أوكراني منطقي: لا تدعوا المنافقين يستغلونكم! طالبوا بتنظيم استفتاء حول وضع كل منطقة في أوكرانيا".
ورأى أن "وحدها الاستفتاءات في جميع أنحاء أوكرانيا وليست الانتخابات المبكرة يمكن أن تعيد الاستقرار الى الوضع السياسي وتحفظ سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها".
كما طالب يانوكوفيتش الذي هرب من اوكرانيا في شباط/فبراير، ويعتقد بحسب معلومات صحافية أنه يقيم في ضاحية موسكو، بشطبه عن قوائم حزب المناطق الذي كان يترأسه، والذي سيجتمع اليوم السبت لتحديد استراتيجيته للانتخابات الرئاسية المقررة في 25 ايار (مايو).
واقر الحزب بوجوب إعادة تنظيمه بشكل كامل وهو يعتزم المشاركة في الانتخابات التي تجري بعدما صوتت القرم في استفتاء على انضمامها الى روسيا.
استفتاء القرم باطل
وصدقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار غير ملزم يعتبر أن استفتاء انفصال القرم عن أوكرانيا والانضمام إلى روسيا غير قانوني.
وتأتي المصادقة على هذا القرار بعد حصول أوكرانيا على وعد بمساعدة مالية من صندوق النقد الدولي تقدر ما بين 14 إلى 18 مليار دولار، وموافقة الكونغرس الأميركي بمجلسيه الخميس على تشريع يقضي بتقديم مبلغ مليار دولار لأوكرانيا على شكل ضمانات قروض.
وأيد قرار الجمعية العامة مئة صوت، واعترض عليه 11 صوتًا في حين امتنعت 58 دولة عن التصويت. وقال دبلوماسيون غربيون إن عدد الدول التي أيدت القرار كان أكبر من المتوقع رغم ما وصفوه بجهود موسكو الحثيثة للحشد من أجل التصويت ضد القرار.
وبعد التصويت، قال وزير خارجية أوكرانيا أندريه ديشيتسيا الذي طرح مشروع القرار على الجمعية العامة إن "غالبية ساحقة من دول العالم أيدت هذا القرار". أما مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين فقال إن "عدم تصويت نصف أعضاء الجمعية العامة لصالح القرار غير الملزم، يعتبر أمراً مشجعاً".
