تحتل أسطوانات الغاز في حياة العراقيين مكانة مهمة، فهي الكتلة المعدنية التي لا تستغني عنها العائلة العراقية، لحاجتها الماسة لها بشكل يومي، لكنها في نفس الوقت إحدى التهديدات المباشرة للإنسان والبيئة بسبب تقادم أكثرها وافتقادها لشروط الأمن والسلامة، فضل

تحتل أسطوانات الغاز في حياة العراقيين مكانة مهمة، فهي الكتلة المعدنية التي لا تستغني عنها العائلة العراقية، لحاجتها الماسة لها بشكل يومي، لكنها في نفس الوقت إحدى التهديدات المباشرة للإنسان والبيئة بسبب تقادم أكثرها وافتقادها لشروط الأمن والسلامة، فضلا عن سوء استخدامها الأمر الذي يقود لخسائر اقتصادية وبيئية وبشرية،.
وقال محمد 37 عاما  ان "أسطوانات الغاز تشكل خطراً كبير على حياتنا، لافتقادها  لشروط الأمن والسلامة، فهي قنبلة موقوتة في المنازل"، مبينا انه "يتوجب فحص تلك الأسطوانات قبل شرائها من الباعة المتجولين"، مشيرا الى ان "قدم أسطوانات الغاز في العراق وعدم استبدالها منذ نحو ثلاثة عقود، وافقدها شروط الأمان، جعل منها قنبلة بيتية معدة للانفجار في أي لحظة، وانا لا اُلقي اللوم على ناقل الأسطوانات بل على محطات التوزيع التي لم تضع في الحسبان حياة المواطن وما قد يتعرض له من خطر".
أم حسام  32 عاما،  التي فقدت احد أبنائها في حريق نجم عن تسرب للغاز، تقول ان "أسطوانات الغاز تشكل خطراً كبير على حياة الإنسان، محملة الجهات المعنية مسؤولية ضبط الأسطوانات وضمان عدم تسرب الغاز منها او إيجاد طرق بديلة لإيصال الغاز إلى المنازل والحفاظ على حياة الإنسان". من جهته قال   رحيم 27 عاما (بائع جوال)  ان "الباعة الجولين هدفهم الربح المادي من خلال نقلهم لأسطوانات الغاز، من محطات التعبئة الى المناطق السكنية، الا أنهم لا يدركون خطورة الوضع، وما يحملوه في عجلاتهم من مادة خطرة قابلة للاشتعال". وأضاف ان "نجوت من موت محقق عندما انفجرت احدى أسطوانات الغاز في سيارتي، والتي أدت بدورها الى انفجار بقية الأسطوانات ، نتيجة تسرب الغاز في فصل الصيف".
وزاد " بعد عام 2003 دخلت العراق أعداد كبيرة من أسطوانات الغاز من مصادر استيراد مختلفة، بعضها غير مطابق لمواصفات الأمان والبيئية مما تسبب في حوادث كثير" مشيرا الى  ان "القناني الحديثة دخلت الى العراق كمحاولة لاستبدال الأسطوانات الحديدية بالبلاستيكية أثبتت فشلها".
ويستخدم العراقيون أسطوانات مصنعة في الصين ولبنان وتركيا وايران لتعويض النقص، وبحسب رحيم فان فتح منافذ الاستيراد اسهم بشكل كبير في تعويض النقص في أعداد الأسطوانات، لكن الخطر الذي يتهدد البيئة بس بعض المواطنين الذين يرمون العبوات العاطلة في العراء مما يشكل تراكم الملوثات من كيماويات ومعادن ويؤثر على التنوع البيئي ويلحق أضرارا بالغة بصحة الإنسان. وتسعى لجنة النفط والطاقة البرلمانية الى تنفيذ استراتيجية جديدة تضمن وصول الوقود الى المنازل العراقي بطرق سليمة للحفاظ على حياة المواطن.
 نحن نسعى لإيصال الغاز الى المنازل بطرق سليمة حفاظاً على حياة المواطن، وهناك سعي كبير على ان يكون لتعبئة أسطوانات الغاز وضع خاص لضمان عدم تسربه والحاق الضرر بالمواطن، وزاد  ان "الاستراتيجية الوطنية لعام 2013-2030 تضمنت إيصال الوقود الى المنازل بطرق عصرية من خلال الأنابيب".
وبين "اذا كانت حياة المواطن العراقي مرهونة باستيراد أسطوانات غاز من مناشئ عالمية فستكون خطواتنا بهذا الاتجاه سريعة".
وأوضح ان "هناك خلل فني في بعض المؤسسات يؤدي الى زهق الأرواح وإراقة لدماء الأبرياء"، موكداً ان "هناك  سعي لضمان حياة المواطن العراقي من خلال إيجاد طرق بديلة لإيصال الغاز الى المنازل". ومن اجل الوقاية من خطر الغاز تنصح مديرية الدفاع المدني المواطنين بضرورة التعامل السليم مع أسطوانات الغاز وتحميلها وإنزالها بتأنٍ، وفي حال وجود تسرب للغاز داخل المنزل يجب التصرف بهدوء وحذر وعدم الارتباك من خلال إبلاغ الموجودين بمغادرة المكان والعمل على تهويته، وذلك بفتح النوافذ والأبواب وعدم إصدار كل ما من شانه أحداث الشرارة كالاحتكاك وعدم استعمال مفاتيح الكهرباء أو التدخين وأعواد الثقاب وغيرها، إذ أن اصغر شرارة يمكن أن تؤدي الى اشتعال الغاز المنتشر في الهواء ومن ثم الانفجار، لذا يجب إغلاق صمام الأسطوانة والعمل على إخراجها الى موقع أخر تتوفر فيه تهوية جيدة. أسطوانات الغاز ورغم تعدد أنواعها وأشكالها، الا ان معظمها تشكل خطراً على الإنسان، الذي ربما يجهل ما قد تسببه تلك الأسطوانات الموضوعة وسط المنزل، وتمثل قنابل موقوتة تهدد الحياة