جذِلاً وفخوراً في ما يبدو، قالها وزير النفط عبد الكريم لعيبي أمس في كلمته لمناسبة افتتاح حقل غرب القرنة الثاني العملاق: هذا الحقل سيُمكّن العراق من إنتاج أربعة ملايين برميل يومياً قبل نهاية العام.
منذ عشر سنوات كان إنتاج النفط يقل عن مليوني برميل يومياً، وبينما نُشرت في العام 2009 توقعات رسمية بالوصول إلى رقم 7 ملايين برميل يومياً في غضون ست سنوات، أي في العام المقبل، فان وزير النفط يبشرنا الآن بأننا سندخل العام المقبل بمستوى أربعة ملايين برميل فقط.
ليس المهم كم مليوناً من البراميل ننتج يومياً.. هذا ما تعلمناه من تجربتنا المهولة، ففي غضون السنوات العشر الماضية تضاعفت كمية إنتاج النفط لكن أحوالنا لم تتحسن بالنسبة ذاتها، بل أننا الان في حال أسوأ بكثير مما كنا عليه في العام 2004. الوضع الأمني سيئ للغاية .. إننا في جحيم في الواقع على هذا الصعيد. وخلف هذا الجحيم يكمن الصراع الضاري بين القوى السياسية المتنفذة التي تسعى الى التفرد بالسلطة والتحكم المطلق بمقدرات البلاد.
يدخلنا سنوياً الآن أكثر من مئة مليار دولار من النفط وحده، بيد ان المدارس في حال يرثى لها من شدة بؤس المباني والتلاميذ والطلبة. وكذا حال المستشفيات والمستوصفات وبيوت السكن والشوارع والساحات والدرابين وخدمات الري والزراعة والصناعة والنقل والثقافة والترفيه، فيما حصة التموين لا تليق الا بالحيوانات.
الخشية كل الخشية أن يزداد سعار الصراع على السلطة كلما ارتفع مستوى انتاج النفط، فيزداد سعير الجحيم الذي نعيشه. كل المؤشرات لا تدل على ان القوى السياسية المتصارعة على السلطة يمكن لها أن ترعوي وأن تتعلم من أخطائها.
ليس المهم كم مليوناً من البراميل ننتج يومياً.. المهم ما الذي نفعله بعائدات هذه الملايين من البراميل.. لسنا في حاجة الى المزيد من النفط (غازنا يذهب هباء مع ان ثروته بقيمة عالية كالنفط).. ما يعوزنا هم البشر.. البشر العقلاء والحكماء الذين يعرفون كيف يضبطون صراعاتهم عندما يتولون السلطة، ويضبطون معها ساعاتهم على مصلحة الوطن والشعب... البشر الذين يعرفون كيف يستثمرون ثروة النفط وثروة الغاز وثروة الماء وثروة الارض وثروة العقول، في إدارة عجلة الاقتصاد وتحقيق الأمن والاستقرار السياسي وترقية الحياة الاجتماعية.
هل لاحظ أحد منكم شاهداً "يملي العين" على نواتج الثلاثة ملايين برميل التي كنا ننتجها يومياً العام المنصرم والذي سبقه؟ .. الاربعة ملايين ستكون حصيلتها كحصيلة الثلاثة ملايين والمليونين مادام الذين يمسكون بالمال والسلطة والنفوذ هم أنفسهم.
وانتظروا تروا..
جميع التعليقات 3
ابو اثير
أستاذنا الفاضل ... ليس بأستطاعة العراق بلوغ الحد الموازي لدول الجار ولا أقول الدول ألأبعد وألأفضل مهما بلغ أنتاج النفط من زيادة طبعا بوجود هذه الشلة السلطوية وألأحزااب المتشدقة بألأسلام وألأسلام بريء منهم ... وأدعوا مخلصا بأن لا يتم زيادة انتاج النفط وحري
ابو سجاد
انا معك استاذ عدنان كلما ازداد انتاج النفط تزداد ماسينا وارجو من الله ان يجفف ابار النفط ويزيد بمياهنا
قصي المالكي
اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان بستحيب القدر