اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > بعد عشرين عاما.. الكشف عن فساد وغش الشرطة البريطانية

بعد عشرين عاما.. الكشف عن فساد وغش الشرطة البريطانية

نشر في: 30 مارس, 2014: 09:01 م

في وصف أخطاء الكبار، يقول الأديب الإنجليزي الأشهر، ويليام شكسبير، إن "أسوأ الفساد هو فساد الأفضل." ماذا لو كان هذا الأفضل هو بحجم وسمعة جهاز معروف عالميا كالشرطة البريطانية، «سكوتلانديارد»؟. شُوهت صورة الجهاز العريق بممارسات عنصرية وسو

في وصف أخطاء الكبار، يقول الأديب الإنجليزي الأشهر، ويليام شكسبير، إن "أسوأ الفساد هو فساد الأفضل." ماذا لو كان هذا الأفضل هو بحجم وسمعة جهاز معروف عالميا كالشرطة البريطانية، «سكوتلانديارد»؟.

شُوهت صورة الجهاز العريق بممارسات عنصرية وسوء سلوك وشبهات بالانفلات والفساد، حتى غرق في فضيحة دمرت، باعتراف قيادته، ثقة الناس فيه، فقد كشفت لجنة المراجعة القضائية مؤخرا عن أن سكوتلنديارد تعمدت التغطية على الفساد وسوء التصرف خلال التحقيق في قضية مقتل ستيفن لورانس قبل حوالى 20 عاما.

ففي نيسان عام 1993، قُتل الشاب الأسود المسالم ستيفن لورانس، البالغ من العمر 18 عاما، طعنا بسكاكين اثنين من الشبان البيض العنصريين. ولم تتحقق العدالة إلا في عام 2012، أي بعد نحو 20 عاما. وسجن القاتلان.

وكما أصبح ستيفن أيقونة الحرب على العنصرية في سكوتلانديارد، أصبحت أمه (درين) التي عينت بارونة في مجلس اللوردات تكريما لها وأبوه (نيفيل) رمزين للنضال من أجل العدالة وتطهير الجهاز من الفساد المخفي في أدراجه.
بفضل هذا النضال، اجبر الأبوان الحكومة في شهر تموز عام 1997، بعد ست سنوات من مقتل ابنهما وفشل الشرطة في جمع الأدلة لإدانة قاتليه، على إجراء تحقيق قضائي مستفيض ومستقل في القضية أجراه ويليام مكفرسون، القاضي السابق بالمحكمة العليا. وبعد عامين انتهى إلى نتائج هزت سكوتلانديارد ووزارة الداخلية بعنف، كان أهمها أن الجهاز يعانى "عنصرية مؤسسية"، الأمر الذى يستلزم تدخلا تشريعيا وهيكليا عاجلا.
ولولا حرية الإعلام المسؤول، لما أُجري التحقيق القضائي وانكشف الغطاء عن هذه العنصرية. ففي شهر شباط 1997، نشرت صحيفة "ديلي ميل"على صفحتها الأولى اسمى الشابين اللذين أدينا لاحقا وقالت إنهما قاتلا ستيفين، وتحدتهما أن يرفعا قضية عليها لو كانا بريئين.ومع ذلك، رأت الشرطة، وبالتالي النيابة، أنه لا توجد أدلة كافية ترجح إمكانية إدانة الشابين المشتبه بهما لو أحيلا للقضاء. وفى تموز 2006، أثار فيلم وثائقي تليفزيوني بثته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" تساؤلات خطيرة بشأن سلوك وسجل الشخصين المشتبه بهما. فاضطر"سكوتلانديارد" لإجراء ما وصفه بمراجعة للأدلة في القضية، ثم أجرت اللجنة المستقلة لشكاوى الشرطة تحقيقا آخر انتهى إلى عدم وجود أدلة على فساد أو تقصير فى التحقيق.
استفزت النتائج أسرة لورانس وكثيرا من المنظمات والشخصيات الحقوقية التي التفت حولها، وبلغ الغضب مداه في عام 2008 بعد اعتداء وصف بالعنصري على نصب لتخليد ذكرى ستيفن أقامته الأسرة بتبرعات المؤمنين بقضيتها العادلة، بلغت 10ملايين جنيه استرليني. وفى العام التالي قالت الأم ، بمناسبة ذكرى مرور 10سنوات على قتل ابنها إن الشرطة لا تزال عنصرية تجاه السود، خاصة أسر ضحايا جرائم القتل. وظلت الأم المكلومة المؤمنة بتقصير الشرطة تواصل حملتها الشرسة، بعد القبض على الشخصين المشتبه في أنهما قتلا ابنها، في جرائم مخدرات وعنف. وأخيرا أعادت الشرطة فحص الأدلة لتعثر على الحمض النووي لستيفن على ملابس المشتبه بهما، ليقدما لمحكمة الجنايات التي أدانتهما بقتل ستيفن.
أراح مشهد القاتلين وراء القضبان أسرة لورانس، لكنها لم توقف الحملة، واستجاب رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، تحت ضغط أعضاء البرلمان وأمام الأدلة الدامغة، إلى تكليف المحامي المستقل مارك أيلسون بإجراء تحقيق شامل جديد لكشف ما خفى من ممارسات وسلوك وحدة التجسس، التي هي واحدة من أكثر الأجهزة سرية وحصانة في سكوتلانديارد.
وكشفت نتائج تحقيق لجنة أيلسون ما هو أسوأ وصادم للبريطانيين على كل المستويات: 
- الشرطة أتلفت عمدا الكثير من الوثائق والسجلات الخاصة بقضية ستيفن.
- الشرطة لجأت إلى حيل يشتبه أنها تهدف إلى ستر الفساد. ووصفت الصحف هذه الحيل بأنها قذرة.
-هناك ضباط رئيسيون شاركوا في القضية من المحتمل أنهم فاسدون.
وبناء على هذه النتائج أضاف محامو أسرة لورانس اتهاما جديدا للشرطة البريطانية هو: "الفساد المؤسسي".
واستشاطت لجنة الشؤون الداخلية في البرلمان غضبا بعد كشف الفضيحة المدوية . وطالبت في خطاب رسمي سير بيرنارد هوجان هاو بتحديد عدد الضباط الذين أفلتوا من العقاب بسبب الممارسات الفاسدة والعنصرية في قضية ستيفن.
وردت الحكومة ووزارة الداخلية والشرطة باستدعاء كل وسائل الدفاع عن سمعة سكوتلانديارد وإعلان الحرب على الفساد والعنصرية فيه. وبالفعل، بدأت كل من وزارة الداخلية والشرطة تحقيقين موسعين منفصلين جديدين. وأحالت الشرطة نفسها إلى لجنة شكاوى الشرطة المستقلة كي تجرى تحقيقا خاصا ... على أمل إقناع البريطانيين بالجدية في التطهير ومكافحة الفساد والعنصرية في أحد أعرق أجهزة الشرطة في العالم الغربي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. وحشي

    هاي وين جرت احداث هذه القصة بس لا في العراق لانه يجب ان يعتذر المقتول من القاتل هذه شريعة القانون في العراق الاسلاميييييي العظييييييم

يحدث الآن

القبض على عشرات المتسولين والمخالفين لشروط الإقامة في بغداد

لهذا السبب.. بايدن غاضب من صديقه اوباما 

في أي مركز سيلعب مبابي في ريال مدريد؟ أنشيلوتي يجيب

وزارة التربية: غداً إعلان نتائج السادس الإعدادي

التعليم تعلن فتح استمارة نقل الطلبة الوافدين

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram