اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > ارجع لأهلي... وأستر نفسي!

ارجع لأهلي... وأستر نفسي!

نشر في: 30 مارس, 2014: 09:01 م

شاب التقيته مصادفة في مقهى الشابندر في المتنبي يتحدث مع اصدقائه وهو يقسم انه لن يعود الى بغداد مرة ثانية حتى لو اعطوه (مليون دينار) اجرة باليوم الواحد ! . حاولت ان اجاذبه اطراف الحديث علّي اعرف منه سبب المشكلة التي دفعته للعودة الى محافظته الجنوبية

شاب التقيته مصادفة في مقهى الشابندر في المتنبي يتحدث مع اصدقائه وهو يقسم انه لن يعود الى بغداد مرة ثانية حتى لو اعطوه (مليون دينار) اجرة باليوم الواحد ! .

حاولت ان اجاذبه اطراف الحديث علّي اعرف منه سبب المشكلة التي دفعته للعودة الى محافظته الجنوبية .. فغمره الحياء قبل ان يجمع اشتات احداث الليلة الماضية ويقول بصوت متردد خجول: اسمي ( م) ولدت في احدى المحافظات الجنوبية .. وقد قدمت الى العاصمة بغداد منذ عام تقريبا للعمل فيها لعدم تيسر العمل هناك , ولأجمع بعض النقود لتأمين عيشة اهلي فأنا أعيل ثمانية اخوة صغار السن .. وقد قاسيت كثيرا من الحياة في العاصمة حيث انتقلت من اجل المبيت من مطعم الى مطعم ومن غرفة الى كراج بسبب عدم تمكني من دفع اجور السكن .. الى ان حط بي الرحال عند امرأة مسنة تعيش مع ابنها البالغ من العمر ( 25) عاما وذلك في منطقة شعبية من مناطق بغداد .. وليلة البارحة ليلة كانت مشهودة في حياتي لن انساها ماحييت .. فبعد ان انهيت عملي في احد الافران .. وقد نال التعب مني مقتلا .. قصدت غرفتي التي استأجرتها عند تلك المرأة المسنة والكائنة على سطح منزلها .. وبعد ان دخلت الى غرفتي حيث تناولت لفة فلافل أسدُّ بها رمقي ارتميت على فراشي وغرقت في سبات عميق من شدة الارهاق والتعب الذي المَّ بي طوال اليوم . وفي حوالي الساعة الثالثة فجراً استيقظت مذعورا على صوت باب غرفتي الذي يقرع بطريقة غريبة .. فتقدمت بحذر لاستطلع من هو هذا الزائر الذي ياتي في عتمة الليل , فأذا به ابن تلك المرأة العجوز صاحبة المنزل يتمايل مترنحاً ورائحته الكريهة تنبئ انه قد شرب العرق حتى الثمالة .. وتركته يدخل الى غرفتي ظناً مني انه لجأ الي كي لا تراه والدته على هذه الحالة.. ومن ثم عدت الى فراشي لاعاود نومي.. ولكني لم اكد اغمض عيني حتى شعرت بشخص يندس بجانبي في الفراش وقد خلع ملابسه باكملها واخذ يتقرب مني بشكل غير اخلاقي.. فوقفت منتفضاً في مكاني واذا به يحمل سكينا حادة وراح يهددني بها كي لا ارفع صوتي حتى لايشعر احد بنا .. ومن ثم طلب مني ان امارس العمل المنافي للاخلاق والحشمة معه .. فوقفت في حيرة من امري تجاه هذا المأزق الذي وجدت نفسي فيه .. فلجات الى الحيلة علي استطيع ان اخلص نفسي والهرب بجلدي من هذا المجنون الشاذ الواقف امامي.. فأبديت له موافقتي ولكن بعد ان احضر له بعض الاطعمة والمشروبات وحتى تحلو السهرة اكثر .. وفعلا تظاهرت باني اعد له المنضدة , ولكني في الواقع كنت احزم امتعتي متحيناً الفرصة المناسبة للهرب .. وعندما اشعرته انني اصبحت طوع بنانه انتهزت فرصة انشغاله بالطعام ولذت بالفرار متجهاً للمبيت عند احد اصدقائي حتى الصباح .. وقد قررت العودة الى محافظتي للعمل فيها وبين اناسها الطيبين البسطاء , حتى وان كان المردود المادي قليلا هناك .. ولكن الامان الذي اشعر به بين اهلي واقربائي يكفيني والستر نعمة لا تقدر بثمن .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

القبض على عشرات المتسولين والمخالفين لشروط الإقامة في بغداد

لهذا السبب.. بايدن غاضب من صديقه اوباما 

في أي مركز سيلعب مبابي في ريال مدريد؟ أنشيلوتي يجيب

وزارة التربية: غداً إعلان نتائج السادس الإعدادي

التعليم تعلن فتح استمارة نقل الطلبة الوافدين

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram