عن مركز دراسات فلسفة الدين صدر العدد المزدوج 55ـ 56 من مجلة (قضايا إسلامية معاصرة) التي تعنى بالهموم الفكرية للمسلم متضمنة دراسات فكرية لسورن كيرككورن تتصدرها افتتاحية رئيس التحرير الدكتور عبد الجبار الرفاعي تحت عنوان (دعوة للخلاص من نسيان الذات في أ
عن مركز دراسات فلسفة الدين صدر العدد المزدوج 55ـ 56 من مجلة (قضايا إسلامية معاصرة) التي تعنى بالهموم الفكرية للمسلم متضمنة دراسات فكرية لسورن كيرككورن تتصدرها افتتاحية رئيس التحرير الدكتور عبد الجبار الرفاعي تحت عنوان (دعوة للخلاص من نسيان الذات في أدبيات الجماعات الإسلامية) موضحاً أنها تتجاهل الحياة الإنسانية الحقيقية وتتعاطى مع الفرد كعضو في الجماعة، وليس له وجود حقيقي مستقل خارج إطارها.. وفي مقالة سورن كيرككورن ومسألة الفرد والإيمان ينبه إلى ان رؤيته للإنسان والحياة تنطلق من قيمة الفرد وفعله في الوجود كوحدة صغيرة ذات أصوات متعددة تلعب دوراً حاسماً في اختياراته.. ويقول سورن كيرككورن في دراسة بعنوان (الدولة المسيحية): دعونا نعود إلى المسيحية فإنها ربانية لا تريد ان تكون مملكة من هذا العالم، بل على العكس تطلب من المسيحي ان يخاطر بحياته ليمنع ذلك.. ويذكر الدكتور حسن يوسف طه في مقال الحب والإيمان جدل الأرض والسماء عند كيرككورن: ان فلسفته ذاتية أو أنها قصة نفس أراد صاحبها ان يعبر عنها بلغته ورؤيته، وما نجده في فلسفة كيرككورن هو ذاته تتأمل ذاتها وبلغة هيجل تتخارج للوجود كذات أحبت وآمنت بطريقة دينية. مبيناً ان التجربة الإيمانية من الممكن تكرارها عبر الأفراد إذا أخلصوا وقنعوا بتلك الفكرة.. ويؤكد هيرمان ديم في دراسته (العقيدة وجدلية الوجود لدى كيرككورد) ان عقائده صحيحة بالمقدار الذي تشكل فيه قضية حاسمة داخل الحياة المسيحية أو تتسبب في صيرورتها كأن تكون على سبيل المثال غير متجاهلة لأساليب الوعي بالكون بمجمله.. ويذكر انه شيد صرحاً فكرياً من الصعب ان يوصف بانه عفا عليه الزمن، ليس لأنه نظر للوجود واللاهوت والعلوم العقائدية من زوايا مختلفة وحسب، وإنما لأن ما قدمه من تأصيل فلسفي هو مما ينطبق عليه توصيف الفيلسوف شلايرماخر حين اطلق على بعض الأعمال الإنجازات الخالدة.. وفي دراسة الأخلاق الإيمانية عند كيرككورد للدكتور نعيمة بور محمدي يذكر ثلاث مراحل للحياة ،هي :التذوق والأخلاق والدين، والمقصود من الأولى ان الحياة من اجل الذات تمثل المفهوم الحقيقي للتذوق أي عبادة الجمال للحصول على اللذة.. وفي الثانية يقول: إن الحياة المقرونة بالشعور بالمسؤولية هي عنوان المرحلة الأخلاقية، إنما تكسب الحياة معناها ومفهومها إذا تكفل الفرد بإنجاز مسؤوليته ومهمته. موضحاً ان الفرد الأخلاقي هو قبل كل شيء ملتزم بالتكليف الذي اختاره. وفي الأخيرة يوضح ان سعادة الفرد في الحياة تكمن بارتباطه بالخالق العظيم وإيمانه به يعني التفاؤل بالخلود والأبدية.. وفي دارسة حب الذات وحب الجار يقول سورن كيرككورن: إن الأمر القاضي بحب المرء لجاره كحب الذات يجب ألا يفهم ببساطة على انه التزام بمعاملة الجار كمعاملة الذات لأن الكثير من الناس يسيئون التعامل حتى مع أنفسهم.. إن التوصية بحب الجار كالذات ليست مجرد أمر رسمي يتم تحقيقه بمعاملة الجار بمثل ما يتعامل به مع النفس، موضحاً حب الجار بانه روحاني قائم على أساس حبنا للخالق، ونحن مأمورون به.. وفي دراسة النزعة الإيمانية عند كيرككورد يذكر رضا أكبري: يرى كيرككورد ان حاجة الإيمان إلى البرهان إنما تأتي حين يفتقر الإيمان إلى الحماسة، وفي هذه الحالة لن يعود إيماناً. موضحاً تمثل الحماسة في كتاباته جزءاً لا يتجزأ من الإيمان، ولذا يقول: عندما ينحدر الإيمان نحو سارية الضعف ويفقد حماسته بالتدريج ويغدو في وضع لا يمكن ان نسميه إيماناً عندها يكون بحاجة إلى البرهان ليذعن له جناح الكفر وينظر له باحترام.. وفي دراسة عباس أسكوئيان الموت واليأس والإيمان عند كيرككورد: إن الإدراك الصادق للموت يستلزم فهم ان الاعتبار بموت الآخرين لا يكون مجدياً بما فيه الكفاية، ولا يمكن الانتفاع به كثيراً في ما يتعلق بموت الشخص نفسه بوصف المسألة شخصية ،بمعنى إنني أنا الذي سأموت، وان هذا الأمر مرشح للحدوث في كل لحظة. مبيناً ان الفرد المسيحي في مواجهته للموت يحصل على الطمأنينة من خلال خوفه مما هو أقسى من الموت الطبيعي، فكما ان الجرح المؤلم يسكنه الجرح الذي هو أشد إيلاماً، كذلك الأمر بالنسبة إلى الآلام الدنيوية حيث تتخذ شكلاً مختلفاً بالنسبة للفرد المسيحي، وذلك لأن الموت بالنسبة له لا يعني نهاية جميع الأشياء بل هو حاثة صغيرة تحتوي على كل شيء للحياة الأبدية. وفي الرؤية المسيحية هناك أمل في الموت حتى قبل زمن الحياة التي نكون فيها بصحة كاملة.. ويذكر محسن طلائي ماهلاني في دراسته :مقولة الإيمان عند كيرككورد: إن قواعد الإيمان عبارة عن المفارقة والعمل والاختيار والمجازفة والفزع والاضطراب والعشق ،وبالتالي اجتياز سائر قواعد الألعاب اللغوية ويجب الالتفات إلى ان كل واحد من هذه المفاهيم تحصل على معناها الدقيق في المنظومة الفكرية لكيرككورد، ولا ينبغي تفسير أفكاره وتقديم صورة مظلمة ومبهمة عنها إلا من خلال ما ندركه من هذه المفاهيم في الحالة الاعتيادية.