تقول الأمثال الشعبية ان الكذب خيبة ولأن رجال السياسة هم اكثر من يتقن فن الكذب لذا تفاقم الكذب في بلدي وتلاحقت معه الخيبات حتى غدت الحقيقة حلما صعب المنال..
ويزعم ميكافيللي ان رجل الدولة لا يستغني عن الكذب والغدر والمداورة والمراوغة وانه معفى من قيود الأخلاق والآداب لأن واجبه الأول هو منع الفتنة والفوضى ....ويبدو ان رجال دولتنا يؤمنون بهذا القول الذي كان ينطبق على العصور القديمة حين كان رجال الدولة مهددين دائما بمن يحاول قلب كراسي الحكم من تحتهم وصعودها بدلا منهم مستخدما الفتنة والفوضى سبيلا لذلك ، اما ان نكون من الذين يرفلون بنعمة الديمقراطية وننتظر ممارسة الانتخابات بنزاهة واطمئنان فلا حاجة إذن للجوء حكامنا الى فنون الكذب والمراوغة للتشبث بكراسيهم خصوصا وانهم لم يفلحوا في استخدام الكذب لدرء الفتنة والفوضى بل لنشرها بين المواطنين وزيادة جرعتها يوميا بسلوكيات لا تبرر نواياهم ولا تعطيهم العذر لها ..
في هذه الايام ، حيث يتسابق المرشحون للانتخابات لنيل رضى المواطنين وتأييدهم ، يزدهر الكذب وتتلاحق الشعارات والوعود الى درجة السخرية من الشعب فمنهم من يعد بتحسين الكهرباء وهو يدرك جيدا ان اعتدال الجو هو المسؤول حاليا عن استمرار التيار الكهربائي ، ومنهم من يصور لنا العراق المستقبلي مزدهيا بالعمران والمشاريع الاستثمارية وبعضهم يعدنا بتحقيق الأمن والأمان وتطبيق العدالة والقانون ..وهناك من يفوقهم كذبا ويتفوق عليهم بوعوده الجميلة فيقول انه قادر على درء الفتنة وإطفاء نارها بعد تنظيف العراق من الإرهاب والمفسدين وكل من يضع العصي في دواليب سير العملية السياسية الناجحة جدا الى درجة رغبة القائمين عليها بإعادة الكرة للمرة الثالثة تلبية لرغبة ( الجماهير العريضة ) ومحاولة ( مخلصة ) لإكمال المهام الجسيمة التي بدأت معهم ولا يعرف أحد متى ستنتهي ...
وتؤكد دراسة علمية نشرتها صحيفة الاوبزرفر البريطانية مؤخرا للباحث جلين نيوي ان للكذب دوراً كبيراً في صنعة السياسة في الديمقراطيات الحديثة فالناخبون يتوقعون من السياسيين ان يكذبوا عليهم ورغم انهم عرفوا من خلال التجربة ان وعود الساسة تتبخر بمجرد صعودهم على الكراسي ، الا انهم يحاولون دائما تصديق الوعود التي تدغدغ طموحاتهم وتواسي الامهم...وقد نصح احد حكام امريكا سياسيا امريكيا ذات مرة بان يكذب ويكذب ويكذب الى ان يصدقه الناس ..لن نامل اذن في سماع الصدق في الفترة المقبلة ولن نتوقع الكثير من المرشحين فهم يكذبون لتحقيق أهداف شخصية في الفوز بالانتخابات ولن تقف في طريقهم عوائق تزعجهم كمصلحة المواطن وراحته وأمنه وأمانه وبقائه على قيد الحياة ..
ونحن نفتح أعيننا اليوم على مناسبة ( كذبة نيسان ) التي يصبح فيها الكذب مسموحا به ويجري تبريره والاستمتاع به واعتباره موقفا مضحكا، علينا ان نملأ قلوبنا بالتسامح لنغفر للسياسيين أفعالهم وان نستمتع بكذبهم ولا نحملهم ما لا طاقة لهم به أو نلومهم على تخبطهم في عالم السياسة فنحن شعب يهوى المزاح ودائما ما نحول مآسينا الى نكات تضحكنا ..الا يمكننا اذن ان نضحك قليلا ونحن نقبل على مرحلة ساخرة وزاخرة بالكذب ( البلاش ) ...
كــذب (بـلاش)
[post-views]
نشر في: 31 مارس, 2014: 09:01 م