اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > المالكي يقول لكم: كل "1" نيسان وانتم بخير

المالكي يقول لكم: كل "1" نيسان وانتم بخير

نشر في: 31 مارس, 2014: 09:01 م
اعلن رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي لوكالة فرانس برس انه لن يسعى الى البقاء في منصبه لولاية ثالثة مؤيدا فكرة تثبيت دورتين فقط بشكل دستوري.. وقال ان "الدستور لا يمنع ان تكون هناك دورة ثالثة ورابعة وخامسة لرئيس الوزراء لكن قراري شخصيا ان لا تكون هناك دورة غير هذه بعد، حتى لو كان الدستور يسمح لكن أتمنى ان يتغير الدستور بما لا يسمح بأكثر من دورتين".
إذا كان جنابك من الذين يتابعون اخبار السيد رئيس مجلس الوزراء، ومهتم بملاحقة خطبه التي كثرت هذه الايام، اود ان اوضح لك ان حديث السيد المالكي لم يكن في 1 نيسان 2013 ، وإنما كان في اليوم الذي سبق الأول من نيسان عام 2011. 
في عام 2010 قدم المالكي للعراقيين حكومتين: الأولى معلنة من خلال البرلمان، هوايتها "البصمة" على كل قرار يصدر من مكتب رئيس مجلس الوزراء، والثانية خفية تدار بخطب وهتافات حنان الفتلاوي ، وطبعا لا يمكن ان نستثني "بلبل" دولة القانون محمود الحسن، حكومة خفية، تسمعنا في كل لحظة أخبار صولاتها، لكن ليس بينها خبر عن المستقبل.. ولكي تصبح مواطنا صالحا، يجب أن تسمع خُطب الاربعاء من دون أن تعرف ماذا يريد صاحبها .. عودوك أن ترى كل يوم عشرات القتلى في الفضائيات والصحف، وتشعر بارتياح لا تفسير له لأنك لم تكن رقما في عداد الموتى، كأنما حولوك إلى مخلوق سادي مريض هوايته حساب عدد السيارات المفخخة التي انفجرت في اذار، وهل في شهر نيسان سينخفض الرقم؟ وعلموك ان الشعور الوحيد للاطمئنان هو ان لا تعصف بحياتك " كذبة " ناسفة وضعها سياسي يريد ان يقول ها أنذا.. ولا أخبار حتى الآن عن الحكومة التي قررت أي نوع من الاخلاق يمكن أن يسمح بها للمواطن العراقي، أهم انجازات دولة القانون طرد صباح الساعدي، وأهم بشائرها دعاء الشفاء الذي يحفظه موظفو امانة بغداد لإلقائه على مسامع السيد نعيم عبعوب بعد عودته سالما مظفرا من رحلة الاستجمام البيروتية.. وأهم علائم التنمية عودة مشعان الجبوري الى الانتخابات من اجل " ان يكون للفقراء والعاطلين والمظلومين والحالمين، صوت في البرلمان لا يخشى في قول الحق والدفاع عنه" كما بشرنا السيد مشعان على صفحته في الفيسبوك ليلة الاول من نيسان 2014. 
ولاننا اليوم سنستقبل نيسان اخر يضاف الى الـ11 نيسان التي عشناها في ظل سياسيي الصدفة، ممن يحبون حفلات الكذب الجماعي، حيث وجدنا البعض منهم يكتب سيرة جديدة لحياته بكل ما أوتي من غرام "بالخديعة"، ففي برنامج قدمته إحدى الفضائيات، اكتشفنا نحن الشعب الناكر للجميل أن النواب الافاضل تركوا أعمالهم التجارية وإمبراطورياتهم المالية ليتفرغوا لخدمة الشعب، فهذه النائبة تتحسر على أيام زمان، لأنها كانت تجني ملايين الدنانير في زمن الحصار من واردات أملاكها ولكنها للأسف لم تكمل حفلة التنكر لتخبرنا لماذا تسكن اليوم في بيت تابع للدولة، فيما اكتشفنا أن نائباً يمتلك المزارع والأراضي لكنه أهملها لعيون هذا الشعب، وآخر يدفع فاتورة هاتف ابنه الصغير أربعة ملايين دينار.. ونائبة "لطيفة" أكدت أنها تركت العز "وأكل الوز" مثلما يقول أشقاؤنا المصريون، وقررت أن تنزل ساحة الوغى دفاعا عن هذا الشعب المظلوم.. فيما السيدة الفتلاوي مصرة على ان تعيد لنا حكاية التظاهرات التي كانت تقودها في شوارع وساحات الحلة في صبيحة الاول من نيسان عام 1999 وهي تهتف بسقوط صدام، قصص من الخيال امتلأت بها برامج التوك شو خلال الفترة بين نيسان 2013 ونيسان 2014، صاحبها تصفيق حاد.. ودموع ساخنة.. وهتافات في ساحات العراق كلها تقول: "مساكين".. فهم ضحوا بالغالي والنفيس من أجل السهر على راحة الشعب العراقي.
وأنا أشاهد نوابنا الأعزاء قلت مع نفسي: مدهش هذا الوطن، نادرا ما تجد فيه هذه الأيام مسؤولا أو سياسيا لا يكذب، أو يغش، بل ونادرا ما تجد فيه حزبا أو تنظيما تواضع ودخل العملية السياسية من أجل الخدمة العامة، حيث تطغى المنفعة الشخصية فوق كل الخطب والشعارات.. فهناك اليوم وفرة هائلة من الأكاذيب وقصص الخيال عن أبطال ضحّوا في سبيل هذا الوطن.
سأصدّق أن السيد المالكي ومعه النواب المساكين قد غرر بهم وتورطوا في هذه الاحاديث التلفزيونية، ظنا منهم - وحسن الظن من حسن العبادة – أن كل ايام العراقيين هي الأول من نيسان.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. alialsaffar

    انه حكم القضاء ؛ ألا يفقهون ؟ . جنت على نفسها براقش ! فماتت ومات اهلها وهم اماتوا اهلهم وبعد هم لم يموتوا ! وفي مثل العرب قول حكيم ( كيف اعاودك وهذا اثر فأسك ) . ففلان زعلان من اجل حفنة من الدلارات ويقاطع اقرار الميزانية وعلان زعلان من اجل اظهار حسن

ملحق منارات

الأكثر قراءة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

متى تتكلم الأغلبية الصامتة؟ وماذا بعد قانون الأحوال الشخصية؟

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

العمودالثامن: شجاعة نائبات

 علي حسين إذا كنت مثلي مجبراً رغم أنفك، على سماع أخبار هذه البلاد العجيبة، فإن هناك جيشاً قوامه العشرات من المدونين ، يشن حملة ضد محامية ذنبها الوحيد أنها دافعت عن قانون الأحوال...
علي حسين

قناطر: الشعر هو ما يجعلنا نحلم

 طالب عبد العزيز قليلاً ما أكتب الشعر في الصيف، بل هو لا يأتيني فيه، فأنا أكره الحرَّ والشمس اللاهبة، ذلك لأنني رجل شتوي بامتياز، أحبُّ البرد والرياح القارصة والمطر والثلوج، ولا أجمل من...
طالب عبد العزيز

فلسفة الحكم في العراق

محمد حميد رشيد الحكم في العراق مبني على شعارات مجردة وفرضيات مبهمة وعواطف ملتهبة وعلى قواعد عامة لا تكفي أن تكون نظام لتسيير مؤسسة صغيرة وليست دولة كبيرة. وهناك من يقول ان الدستور هو...
محمد حميد رشيد

العراق: أحوال شخصية ام تكريس لظاهرة السلطة الموازية؟

حارث حسن واجهت معظم الدول الإسلامية الحديثة إشكالية التناقض بين مبادئ وأحكام الفقه الإسلامي (الذي يستخدم خطأً باعتباره مطابق للشريعة)، وبين المبادئ التي تقوم عليها الدولة الحديثة. يتعلق الأمر بمسألة شرعية هذه الدولة، والتي...
حارث حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram