شركة الخطوط الجوية العراقية ، رحبت بامتلاك الاشخاص والشركات في العراق طائرات خاصة لاستخدامها في التنقل بين المحافظات ، وهي بانتظار اصدار تعليمات وزارة النقل وسلطة الطيران المدني لتحديد ضوابط واليات الاستخدام ، وفي الايام القليلة المقبلة، ستشهد الاجواء العراقية تحليق العشرات وربما المئات من الطائرات ، المسجلة باسماء اصحابها، وبمرور الايام سيعتاد العراقيون على مشاهدة طائرات باحجام والوان مختلفة ، تعود ملكيتها لمسؤول او لصاحب شركة او زعيم سياسي او احد اعضاء مجلس النواب ، حصل عليها هدية من شركة اجنبية، تقديرا لجهوده المباركة في حصولها على عقد استثماري باقامة مطعم خمس نجوم في بغداد .
في سنوات سابقة وقبل فرض العقوبات الاقتصادية على العراق ، ومع بداية التوجه لتشجيع القطاع الخاص في مجالات التجارة والصناعة ، والزراعة ، وللتخفيف من الانفاق الحكومي على ماكان يعرف بالقطاع الاشتراكي ، صدرت قرارات رسمية تشجع نشاط القطاع الخاص ، بموجب مواصفات وشروط في مقدمتها الولاء المطلق للحزب والثورة والقيادة الحكيمة ، فابدى احد رجال الاعمال المحظوظون والمقربون من صاحب القرار ،رغبته في استخدام طائرة خاصة لاستخدامها في متابعة اعماله والاشراف على مصانعه لزيادة انتاجها وبما يحقق الخدمة الافضل للاقتصاد الوطني وتحقيق التنمية ، رجل الاعمال استعان بالمتنفذين ، و"الحبربشية " ، واستطاع ان ينقل رغبته الى صاحب القرار ،وبعد انتظار استمر اياما قليلة وصله الرد برفض الطلب، فخسر الرجل امتلاكه لقب صاحب اول طائرة خاصة تحلق في الاجواء العراقية.
في "العراق الجديد" تطبيقا وترسيخا وتوطيدا وتعبيرا عن احترام الحريات الشخصية يحق للاشخاص امتلاك والسيارات والعربات والبعران والحمير والخيول للتنقل بين منطقة واخرى ، وهذا الحق الاصيل المنسجم مع المعايير الدولية لحقوق الانسان ، يسمح لمن يمتلك المال باقتناء طائرة ، شريطة ان تنطبق عليه ضوابط وزارة النقل وسلطة الطيران المدني ، وفي ضوء ذلك ، سيحرص القادة السياسيون المعروفون بارتباطاتهم وعلاقاتهم المتينة بالدول الاقليمية على شراء الطائرات لاستخدامها في زياراتهم الاسبوعية ، والعودة بتوصيات وارشادات تخدم المصالح الوطنية، وتسهم في ضمان نجاح العملية السياسية ،شيوع استخدام الطائرات الخاصة سيشجع الاخرين ايضا على اقتنائها ، وخاصة منقبل الوجهاء وكبار القوم ، فحين يشتري " ابو شراد" طائرته الخاصة سيبذل" ابوغافل " جهوده للحصول على طائرة بمواصفات فنية متطورة ، وفي ظل هذا التوجه ،ستشهد المطارات الستة في العراق زحاما ملحوظا ، وانتشارا لعناصر الحماية ، وابناء العشيرة ليشاهدوا مشهد تحليق طائرة كبيرهم المتوجه الى الجنوب لحضور فصل عشائري، قبل انقضاء "العطوة" بساعات قليلة .
الطائرات الخاصة ستخلص المسؤولين من حماقات ابنائهم ومشاكساتهم ، وستوفر لهم حرية الحركة والتنقل ، لمتابعة تجاراتهم ، والقضية الاهم ان طائرة ابن الوزير لن تكون سببا في اندلاع أزمة مع دولة شقيقة .
طيارة أبو شرّاد
[post-views]
نشر في: 31 مارس, 2014: 09:01 م