قبل ثلاثة أشهر بالضبط كتبت عموداً في هذه المساحة وضعت له عنوان "قبل أن تجتاحنا داعش"، أعربت فيه عن الخشية من أن تتمدد داعش إلى أبعد من الرمادي والفلوجة اللتين اجتاحهما مسلحو التنظيم الإرهابي، وعرضتُ على رئيس مجلس الوزراء اقتراحاً بالدعوة الى اجتماع أو مؤتمر سياسي لبحث خطر الاجتياح الداعشي ومستلزمات مواجهته. كتبتُ: "يتوجب عليه (السيد المالكي) المبادرة للدعوة الى عقد اجتماع أو مؤتمر سياسي يضم الحلفاء والمعارضين، وحتى الخصوم إن أمكن، بحثاً عن حلّ قبل أن تتفاقم المشكلة بدرجة أكبر وتصبح النتائج أكثر كارثية، فنصحو ذات صباح مثلاً لنجد ان إرهابيي داعش وسواهم قد بلغوا قلب بغداد أو تمترسوا في بعض أطرافِها".
والآن، وقد" وقع الفاس في الراس"، فان مطلب المؤتمر أو الاجتماع لم يعد عملياً، ليس فقط لأن السيد المالكي والمحيطين به لا يروق لهم أمر كهذا، وإنما أيضاً لأننا أصبحنا الآن أمام استحقاق آخر، هو انتخابات البرلمان، الذي سينشغل به الجميع فلا يكترثون بأمر الاجتياح الداعشي.
مناسبة التذكير بما كتبته منذ ثلاثة اشهر، تصريح القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني إبراهيم باجلان أمس (السومرية نيوز) بأن الوقت قد حان لعودة قوات البيشمه ركة الى المناطق المتنازع عليها في محافظة ديالى لتعزيز الاستقرار الأمني قبل فوات الأوان، مبيناً ان إبعاد هذه القوات عن نواحي جلولاء- السعدية – قزانيه - قره تبه، العام 2008 كان خطأ استراتيجياً ارتكبته الحكومة الاتحادية، حيث تواجه هذه المناطق الان "تحديات أمنية خطيرة للغاية يمكن أن تضرب الاستقرار وتنفلت الأمور إلى حد لا تحمد عقباه"، لافتاً الانتباه الى "تنامي خطر انتشار المجاميع المسلحة في مناطق مترامية، باتت تشكل خطراً على منظومة الطرق وتقترب من حدود بعض الوحدات الإدارية".
أظن انه سيكون خطأ كبيراً التعامل مع هذه الدعوة من منظور أن صاحبها كردي وان القوات المراد إعادتها الى المناطق المهددة بخطر الاجتياح الداعشي كردية، فبديل دعوة السيد باجلان ترك هذه المناطق لتتحول الى مستوطنة إرهابية جديدة تُضاف الى مستوطنات داعش الحالية المتسعة باطراد.
لابدّ من أن نعترف بان قواتنا المسلحة فشلت في مواجهة الإرهاب.. أسباب الفشل كثيرة، والوقت ليس وقت محاكمة.. لنحدد الآن هل نستدعي البيشمه مركة للمرابطة في هذه المناطق بوصفهم جزءاً من الجيش العراقي أم نغلّب خوفنا الموهوم منهم فنترك هذه المناطق العراقية، عربية كانت أم كردية أم تركمانية، لتوسّع داعش فيها نفوذها وتلحقها بإمارتها؟
بعدما اجتاحتنا داعش!
[post-views]
نشر في: 1 إبريل, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 4
عسكري متقاعد
الاخ عدنان المحترم ان الخطه المقبله لما يسمى داعش هي تطويق بغداد من المحاور التأليه ،الاول اليوسفية والثاني التاجي والثالث ابو غريب والرابع من اتجاه بعقوبه، ولذا نلاحظ تمركز مفارز المقاتلين في الفترة الأخيره في المناطق المذكورة ووجود حاضنات لها ،وقد ازداد
أبو همس الأسدي
استاذ عدنان لاحاجة للتنويه بمدى حرصك واخلاصك لما يهم الوطن وأمانه ؟؟؟ ولكنك على يقين أيضا أن المتشبثين بوهم المقدرة والقيادة يستمعون للأعداء أكثر من الأصدقاء والمخلصين !! مسترشدين بالقول ((اللهم أحمني من أصدقاءي . اما أعداءي فأنا أطمئن لهم ..
ابو اثير
أستاذنا الفاضل ...الشعب العراقي بكافة أطيافه يعرف ويفهم جيدا أن داعش وألأرهاب نمت وترعرعت وأنتشرت في بعض المناطق نتيجة السياسة الحمقاء التي تدار هذه المناطق بها لحسابها في ألأعتقالات العشوائية والبطالةوحرمانها من المشاركة في صنع قراراتها وألأتيان بشيوخ
nabil
عفوا انتم ما زلتم تعتقدون ان المالكي وطني عراقي هو يريد وجود داعش لان سياته واهدافه لا تتحقق الا بوجود داعش لكي يمارس سياسته الطائفية عل الشيعة يريد طائفية على الجانب الاخر