TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > حصى في كفتي الميزان ؟

حصى في كفتي الميزان ؟

نشر في: 2 إبريل, 2014: 09:01 م

معادلة محيرة ، وحلها عسير.
حاكم مخلص ونزيه في كفة ، ومستشارون مضللون في الكفة الاخرى. ..
ما حدود الحاكم —صاحب القرار الاخير —في إختيار مستشاريه؟ وما هي الضوابط التي يركن إليها في الإعتماد على تقاريرهم ؟ وكم هي نسبة الوثوق فيما يطرحونه؟ سواء أكانت نصائح او خلاصة خبرة او محض مشورة؟ وما هي مسوؤلية المستشارين من خبراء وإختصاصيين وسكرتارية وحاشية مقربة في تزويد الحاكم بما يجري من احداث ووقائع دون تهويل او تهوين؟
معظم الذين ضللوا الحكام — عمدا او جهلا او تقية — إرتدت سكاكينهم لنحورهم . غابوا هربا ، او غيبوا قسرا . او جلسوا— عراة إلا من حسرتهم يعضون اصابع الندم— في المقاعد الخلفية للتفرج على هول المشهد .
إختيار الحاكم للجهال والمرتزقة واهل التقية — كمستشارين — قمة الكارثة وقاعها معا . فالحاكم - مهما كان رشيدا ومخلصا وكفوءا ، و..و.. لا يمكنه زيارة البيوت ، والمدارس والمصانع والمزارع لتلبية إحتياجات اهلها ، كما ليس بامكانه التسكع بالشوارع والحواري لسماع شكاوى الناس ، ومشاهدة معالم الخراب الذي يحل بهذى القرية او ذاك الزقاق … لذا فإنه مضطر ان يسمع ويرى ويشم ويتلمس مواضع الخلل عبر حواس مستشاريه ، وما يقدمونه من معلومات غير مضللة وما يرتأونه من صائب الحلول .
من هنا يبدأ تصدع السقوف وإنهيار اعمدة البلد على ساكنيه وأولهم ( الحاكم ) .
التقارير تقول : ان الشعب راض ومرفه ، بينما الشعب ساخط ، يعيش الرهق والخوف والقتر ،والتقارير تؤكد ان الأمن مستتب ، بينما تنور الامن مشتعل وينذر بحريق لا يمكن إطفاؤه بماء صنابير جافة . التقارير تؤكد إن الخير عميم والموائد عامرة والخبز ببلاش ، بينما الغالبية تعاني من قتر ومن عسر ومن تنكيل … إن خطأ صغيرا - مقصودا او غير مقصود - يدس في معلومة ترفع لرأس السلطة او صانع القرار كفيلة بإيقاع افدح الخسائر ، وأن تأجيلا امده بعض ساعة في حسم قرار . او عجالة في إتخاذ موقف. كفيلان بزوبعة كاسحة، من هنا تجيء خطورة الجهلة من المستشارين في بلاط الحاكم .
رجال الصف الاول الاكفاء حول الرئيس هم سقفه وسياج قراراته الصائبة .. والوسيلة المثلى لديمومة خططه الراجحة، بهؤلاء— وليس بالعوام من جمهرة شعب منهك ، تتأكله الامية والامراض. وتتقاذفه الصراعات واجندات الغرباء.
استحضر من الذاكرة مقولة لصحفي قدير مفادها : الشعب يصلح ان يشكل للحاكم حديقة او حقلا او حتى سماء لإستنزال البركات. لكن ملاذ الحاكم الحقيقي هم - المستشارون - شرط ان يسمح لهم بالرؤية دون نظارات ملونة
شرط ان يمحضوه النصيحة دون خوف من عقاب ، دون إبتغاء مكسب…..
يا الله .. ما اكثر العبر والدروس المستنبطة من الاحداث ، ويا إلهي كم من الساسة من يكره قراءة التاريخ !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram