اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > 730 مليار نكتة للشهرستاني

730 مليار نكتة للشهرستاني

نشر في: 2 إبريل, 2014: 09:01 م

هل تتابعون مثلي أخبار الحملات الانتخابية للطامحين بكرسي البرلمان؟ هناك بعض التحسن، فقد اكتشف الشيخ إياد الآشوري ان الديانة المسيحية ستوصد في وجه ابواب الرزق ، فقرر ان ينضم الى احد احزابنا الدينية علها تفتح له خزائن الدنيا وتمنحه بركات الاخرة ، هل هناك ما هو اكثر كوميديا؟ نعم، سأبشركم بان السيد حسين الشهرستاني، بعد ان اغلق ملفات الفساد في صفقات الكهرباء وعقود النفط ، تفرغ لحماية ثرواتكم من الطامعين والناهبين وسراق "الكحلة من العين" .. ولكي تطمئنوا فان السيد نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الطاقة ، يقسم لكم باغلظ الايمان ان مليارات الشعب العراقي في الحفظ والصون، وان الاعداء لن يستطيعوا الاقتراب من ثروات هذه البلاد، باعتبار أن السيد الشهرستاني حامي " حمى " الثروات - حسب اليافطات التي امتلأت بها شوارع بغداد – وان كل العراقيين يريدون منه ان يصبح خزندار العراق ، ينظم لهم أمورهم المالية ، بعد ان نظم لهم القائد العام للقوات المسلحة احوالهم الامنية، ونظم لهم السيد حسن الشمري حياتهم الزوجية، فيما تفرغ السيد صالح المطلك لإدارة ملف التصريحات المتناقضة.
ولكي تطمئنون فإن السيد رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي قد بشرنا بانه لن يكون هناك مشروع واحد ولا استحقاقات لرواتب المتقاعدين ، اذا لم تقر الموازنة.. واتمنى ان تطمئنوا ايضا فان لا احد سيسأل السيد المالكي عن الميزانيات المليارية التي صرفت خلال السنوات الماضية، فمخطئ من يقول ان رئيس مجلس الوزراء اهدر اموالا فلكية من ثروات هذا الشعب، وحتى لو حصل هذا الامر، فما الضير في ذلك، ونحن شعب يؤمن بان لافرق بين خزانة الدولة وجيب رئيس مجلس الوزراء .. لا تسألني كم صدمة ستتحملها قدراتك، وانت تقرأ ان ميزانيات العراق من 2006 ولغاية 2013 بلغت هذا الرقم الفلكي 730 مليار دولار عداً ونقداً .
والآن تخيلوا معي أن مواطنا بسيطا سمع ما غرد به حسين الشهرستاني عن ثروات البلاد، فماذا سيحدث؟ ولماذا نتخيل أصلا، والشهرستاني يصول ويجول في الفضائيات، بجمل وشعارات عن المؤامرات التي تحاك ضد خيرات البلاد ، دون أن يقول لنا إن المؤامرة التي يتعرض لها العراقيون، هي بسبب وجود سياسيين يصرّون على أن يحوّلوا الأوهام إلى حقائق، ويحرّفون الوقائع من أجل خدمة مصالحهم الشخصية.
هل بعدنا كثيرا عن أحلام الازدهار والتنمية .. الآن، كل ما يريد المواطن ان ينام آمنا مطمئنا، وألا تتحول الدولة الى مقاطعات، كما في خطب عالية نصيف ووحدة الجميلي، والآن مَن يقدر من حضراتكم أن يعرف لماذا يرفض رئيس مجلس الوزراء تقديم تقرير عن الميزانيات التي صرفت في السنوات السابقة ؟ ولماذا لا يحضر حسين الشهرستاني الى البرلمان ليتحدث عن فضيحة مصفى محافظة ميسان؟ وما حكاية الثروات الفلكية الي يملكها معظم الساسة والنواب نرجو إفادتنا، أنا من جانبي لم أعد أتابع التفاصيل ، وأكتفي بمشاهدة صورة حسين الشهرستاني وهو يبتسم، طبعا ليس من حقنا ان نسأل اين ذهبت الـ 730 مليار ، فهي أموال خصصت لتنمية اقتصاد دول الجوار، وليس من حقنا ان نسأل السادة اصحاب المعالي من اين لكم هذا ، فثرواتهم جاءت من خطب رنانة ومناورة وانتهازية وفساد مالي، وشهادات مزورة..
اليوم لا تعرف الناس أين تذهب المليارات التي خصصت للتنمية والإعمار. كم هي بسيطة هموم العراقيين أن يعرفوا مثلا، لماذا الموازنة 130 مليار دولار، وليس في العراق شوارع نظيفة، وتعليم جيد ونظام صحي متطور، اليوم تبحث الناس عن دولة غير محكومة بالفساد، المواطن اليوم ينتحب ويكتئب حزنا على ضياع الحلم بأيدي مجموعة من السياسيين محدودي الأفق ومتواضعي القدرة، همهم الوحيد استمرار حالة الاحتقان الطائفي لأنها في النهاية تصب ملايين ومليارات من الدولارات في أرصدتهم الخاصة.
السيد الشهرستاني.. الشعب سوف يصدق لافتاتك ويتصدى للمشككين لو أخبرته عن سراق الفروقات في اسعار النفط والتي لا يعرف حتى البرلمانيون عنها شيئا، الناس تريد أن تسمع حقائق لا خطبا، تريد ان تطمئن على مستقبل أبنائها لا على مستقبل أعضاء البرلمان والحكومة، تريد سكنا محترما وضمانا صحيا واجتماعيا ووظيفة مناسبة ومياها نظيفة، تريد أشياء يمكن المحاسبة عليها، وفي حال عدم تحقيقها فالحكومة سوف تستقيل مثلا.. السيد الشهرستاني غالبية الشعب لا ترى الشجرة فكيف تريد إقناعها بأن هناك ثمارا فيها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. ابو هبة

    اخي علي حسين المحترم ... انني فقط أودّ ان أتساءل للدورة الثالثة من انتخاب البرلمان والعراقيون يساقون لصناديق الاقتراع باسم الخطط الرعناء لهؤلاء الذين ابتلى بهم الشعب العراقي باسم المظلومية والطائفة ، من أنصاف الرجال وسراق المليارات وقطاع الطرق وأصحاب

  2. شكري العراقي

    عاشت اياديكم على الايضاحات البليغة والى الامام تحياتي وتقديري العالي لكم

ملحق منارات

الأكثر قراءة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

متى تتكلم الأغلبية الصامتة؟ وماذا بعد قانون الأحوال الشخصية؟

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

العمودالثامن: شجاعة نائبات

 علي حسين إذا كنت مثلي مجبراً رغم أنفك، على سماع أخبار هذه البلاد العجيبة، فإن هناك جيشاً قوامه العشرات من المدونين ، يشن حملة ضد محامية ذنبها الوحيد أنها دافعت عن قانون الأحوال...
علي حسين

قناطر: الشعر هو ما يجعلنا نحلم

 طالب عبد العزيز قليلاً ما أكتب الشعر في الصيف، بل هو لا يأتيني فيه، فأنا أكره الحرَّ والشمس اللاهبة، ذلك لأنني رجل شتوي بامتياز، أحبُّ البرد والرياح القارصة والمطر والثلوج، ولا أجمل من...
طالب عبد العزيز

فلسفة الحكم في العراق

محمد حميد رشيد الحكم في العراق مبني على شعارات مجردة وفرضيات مبهمة وعواطف ملتهبة وعلى قواعد عامة لا تكفي أن تكون نظام لتسيير مؤسسة صغيرة وليست دولة كبيرة. وهناك من يقول ان الدستور هو...
محمد حميد رشيد

العراق: أحوال شخصية ام تكريس لظاهرة السلطة الموازية؟

حارث حسن واجهت معظم الدول الإسلامية الحديثة إشكالية التناقض بين مبادئ وأحكام الفقه الإسلامي (الذي يستخدم خطأً باعتباره مطابق للشريعة)، وبين المبادئ التي تقوم عليها الدولة الحديثة. يتعلق الأمر بمسألة شرعية هذه الدولة، والتي...
حارث حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram