TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > المرشّحة الحسناء

المرشّحة الحسناء

نشر في: 4 إبريل, 2014: 09:01 م

انتشار صور ولافتات المرشحين للانتخابات التشريعية، حفز قريحة الكثير من البغداديين على إطلاق تعليقاتهم ، ونكاتهم البريئة ، أثناء تنقلهم بواسطة "الكيات" من أحيائهم إلى مركز العاصمة ، فالرحلة الطويلة، والتعرض للزحام نتيجة انتشار السيطرات ، وإجراءات التفتيش ، تتطلب الكثير من الوقت ، والمرشح المحظوظ صاحب الصورة القريبة من السيطرة ، يكون عرضة للتعليقات اكثر من غيره ، من ركاب الكيا ،وحين تصادفهم صورة مرشحة ، ينبه احد الركاب الآخرين بان صاحبة الصورة تستحق ان تمثل دورا في احد أفلام الرعب ، فيما يذهب الخيال بسائق السيارة ويقول انه شاهد المرشحة في فيلم الرسالة تمثل دور امرأة تحشد المشركين على قتل المؤمنين حتى حلول موعد الصمت الانتخابي ، سيكون البغداديون مضطرين لمشاهدة الفيلم الصباحي بطولة مرشحين ، معظم صورهم تمت معالجتها بتقنيات إلكترونية ، ولاسيما بتصغير الأنوف ، وإزالة المطبات بالوجه ، وآثار الجروح القديمة ، فرئيس القائمة الأصلع ، ظهر يحمل "بكلة" كبيرة تعلو جبهته العريضة الموشومة بعلامة السجود ،ورئيس القائمة الآخر ، وضع صورته مرتديا اليشماغ والعكال مع مرشحي قائمته ،لاعتقاده بانه اصبح رمزا وطنيا ، وسيحصد أصوات أبناء العشائر لجهوده الجبارة فيمنحهم الدور المناسب في بناء الدولة العراقية ، أما المرشحة التي فشلت في الحصول على عشرة أصوات في الانتخابات السابقة ، فبدت وكأنها أجرت عملية تجميل في لبنان، واستطاعت ان تعيد سنوات عمرها إلى الوراء ، وابتسامتها الخجولة تعبر عن جمال الروح ، فنافست نجوم الفضائيات العربية من مذيعات ومقدمات برامج بالجاذبية والرقة والنضارة .
تعليقات البغداديين الصباحية ،تتطرق في كثير من الأحيان إلى البحث عن المرشحة الأجمل لتؤدي دور البطولة في فيلم "المرشحة الحسناء" وأصحاب التعليقات لديهم الاستعداد الكامل لمنحها أصواتهم ، وسيحشدون جهودهم ويتحركون على الأقارب والمعارف، لحثهم على انتخابها ، ولهم الأجر والثواب في الدنيا والآخرة، فوصولها إلى البرلمان قد يمهد لها الطريق لتكون مرشحة الكتلة الأكبر ، وطبقا للدستور سيكلفها رئيس الجمهورية المقبل بتشكيل الحكومة ، وتصبح أول امرأة ، تشغل منصب رئيس الوزراء في العراق .
فرصة تحقيق أمنية البغداديين في العثور على المرشحة الحسناء، لتحمل لقب دولة الرئيس بعيدة المنال ، وسط هذا العدد الكبير من المرشحين المخضرمين ، خاضوا الانتخابات السابقة التشريعية والمحلية ، ولم يسعفهم الحظ في نيل مبتغاهم ، فترى احدهم يتنقل بين القوائم ، ويحاول ان يستفيد من نفوذ زعمائها ، وحين يفشل في الحصول على عشرات الأصوات، يتهم الولايات المتحدة وقوات الاحتلال بمنح شخصيات غير معروفة حق تصدر المشهد السياسي ، ونموذج هذا المرشح حاضر في كل القوائم ، وكان عليه ان يتحرك على الحدادين وأصحاب البسطيات لينال أصواتهم ، لأنهم استخدموا في الانتخابات السابقة صوره ولافتاته، في صنع مظلات وضعت على" الستوتات" و"عرباين" بيع الغاز .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram