في الدورة التشريعية السابقة ، قدم عراقيون كانوا اسرى في ايران شكاوى تتضمن مزاعم بتعرضهم للتعذيب على يد شخصيات عراقية معروفة ، شغلت بعد العام 2003 مواقع ومناصب رسمية ، ومنهم من اصبح وزيرا والآخر مستشارا ، فيما تولى اخر رئاسة منظمة مدنية ، وكعادة البرلمان في الابتعاد عن النظر بالقضايا المثيرة للخلاف السياسي تجاهل الموضوع ، ويبدو انه لا يريد البحث في "الدفاتر العتيكة " بضغط من المفلسين ،ولاسيما ان مزاعم المتعرضين للتعذيب بحاجة الى تشكيل لجنة مختصة، تضم أعضاء من جميع الكتل النيابية وبما يضمن تمثيل المكونات الاجتماعية ليتسنى لها التوصل الى حقيقة الأمر الخطير بالغ الحساسية .
ملف الأسرى العراقيين في ايران اغلق منذ زمن ، وفتحه في الوقت الحاضر ومع قرب إجراء الانتخابات التشريعية ، يعني شن حملة تسقيط سياسي ضد مرشحين بارزين في قوائم كبيرة فضلا عن ذلك فان البحث في "الدفاتر العتيكة" أسلوب يلجأ اليه المفلسون للظفر بمكاسب شخصية ، مع استعدادهم للتنازل مقابل حصولهم على "خرجية " تكفي لتغطية نفقات شهر واحد .
في زمن النظام السابق أصدرت وزارة الإعلام روايات ومجاميع قصصية وشعرية لمؤلفين عاشوا تجربة الأسر ، لكن احد الأسرى المعروف عنه بين زملائه بانه نشر أعماله في مطبوعات محلية قبل التعرض للأسر ، رفض الكتابة ضمن مشروع الوزارة ، وفضل ان يدون تجربته بعيدا عما يعرف بتأثيرات الإعلام الموجه والخضوع لسلطة الرقيب ، لرغبته فيان يكون كتابه استعراضا لتفاصيل أحداث مر بها مع آخرين ، بوصفهم ضحايا حرب لأناقة لهم فيها و لا جمل .
الكاتب كان قد تولى مهمة إيصال الشكاوى الى البرلمان السابق ، وحفزه اطلاعه عليها على إضافة أحداث جديدة لمشروع روايته ، واثار انتباهه دور شخص اطلق عليه الأسر بلقب زرزور كان يتولى إقامة حفلات التعذيب ، وكشفت الأوراق عن أسماء ، غير صالحة للنشر في الوقت الحاضر ، ومغامرة ذكرها تعني الدخول في مشكلة تحفز الشياطين على طرد ما تبقى من الملائكة في الأرض العراقية .
الكاتب المقيم حاليا في احدى ضواحي العاصمة أعاد ترتيب مسودة روايته ، فحذف أحداثا وأضاف أخرى فرضتها شخصية زرزور وما تركه في ذاكرة ضحاياه ، ودوره في العراق بعد الغزو الأميركي بملاحقة إعلاميين وكتاب وضباط وأساتذة جامعيين، رفضوا الانتماء الى تنظيم سياسي بزعامة زرزور الرئيس الحالي لقائمة انتخابية كبيرة.
المقربون من الكاتب نصحوه بالابتعاد عن تناول شخصيات معروفة بروايته ، وتأجيل نشرها لحين القضاء نهائيا على الميليشيات الخارجة عن القانون ، لأنه سيكون ضحية كغيره ،ويسجل ضمن قتلى" قائمة فلول النظام السابق من أعداء العملية السياسية " وليس من المستبعد وهو يسكن في ضاحية غربي بغداد ان يعتقل بتهمة أربعة إرهاب ، ثم يجبر وتحت ضغط التعذيب، على الإدلاء باعترافات على شاشة فضائية زرزور.
سيرة" زرزور"
[post-views]
نشر في: 6 إبريل, 2014: 09:01 م