ناقش مجموعة باحثين عراقيين على هامش معرض اربيل للكتاب في دورته الحالية المنعقدة في اربيل مجمل تاريخ العراق خلال المئة عام التي مرت على البلاد وأعقبت الحرب العالمية الأولى سنة 1914 وذلك في جلسة اتسمت بالحضور الجماهيري الكثيف وطرح الاستفسارات والإجابة

ناقش مجموعة باحثين عراقيين على هامش معرض اربيل للكتاب في دورته الحالية المنعقدة في اربيل مجمل تاريخ العراق خلال المئة عام التي مرت على البلاد وأعقبت الحرب العالمية الأولى سنة 1914 وذلك في جلسة اتسمت بالحضور الجماهيري الكثيف وطرح الاستفسارات والإجابة عليها.
واكد مقدم الندوة الدكتور هشام داوود على ان "اهمية الحوار وتبادل الاراء بشأن المئة العام المنصرمة واعادة تشكيل المنطقة وتكوين مجتمعات جديدة نتيجة اندماج هويات بنى وثقافات جديدة وللتعرف على مصير بلدهم والمنطقة في القرن المنتهي والذي شهد طرح العراقيون للأسئلة عن مصير بلدهم ومجتمعهم ومصير المنطقة".
وتابع داوود انه ومنذ 10 سنوات والجميع يتابع نبرة نقدية وتساءل عميق يجمع الباحثين والمثقفين والسياسيين، طارحاً أسئلة مثل هل العراق بلد حديث؟ ما المجتمع؟ وهل فشل في تكوين هويته هل فشلنا في مجتمع؟، مبيناً ان العراق ليس وليد هذه اللحظة واننا نعيش لحظة ارتجاج .
الى ذلك، أوضح الدكتور شيرزاد النجار أن تاريخ العراق في هذه المئة عام بدأ باحتلال بريطاني مباشر أثر في تطور النظام السياسي في العراق تأثيرات عميقة حيث لعب دورا في تحريف مسار الدولة العراقية عن المسار الطبيعي ، لافتاً الى ان  معاهدة 48 ومعاهدة 54 حلف بغداد كلها اشكاليات اثرت على تطور النظام السياسي في العراق.
واشار النجار الى ان العراق وطيلة العهد الملكي نظم 14 دورة انتخابية وان دورة واحدة استطاعت ان تكمل فترة دورة انتخابية واحدة وان إرهاصات هذه الفترة والقرارات بالغاء الاحزاب والجمعيات مؤشر على ضعف النظام البرلماني الذي ادى الى انحراف الدولة العراقية ، مشدداً على ان الازمات رافقت العهد الملكي والجمهوري.
 من جهته قال الباحث والكاتب العراقي رشيد الخيون ان الاختلاف بشأن ما يحدث يجب ان يفهم اذا كان الاختلاف على جغرافية العراق وهذه طامة كبرى لان الاختلاف ان يجري على السياسة كيف ترتب هذا البيت، مبيناً ان الكثير من البلدان رتبت بحالة برلمانية او فيدرالية او كونفدرالية او غيرها.
وتابع الخيون أن المشكلة في الشخص الذي يأتي ليلغي التاريخ ويشغل الناس ويدخلها في متاهة السياسة، منوهاً الى ان الجغرافية في كثير من الاحيان اصدق من السياسة واصدق من التاريخ ايضا، وانه شخصياً لم يجد بلد من البلدان ينكر وجود العراق من قمة الموصل الى عبدان ومصادر التاريخ تشير الى ذلك.
واضاف الخيون ان كل تاريخ معين وكل زمن له آراؤه الخاصة به منذ 1914 الى 2014 عشنا في دولة، ولكن هنالك خللا بالمفهوم.
وفي اطار تناوله للمئة العام الماضية من تاريخ العراق فأن الدكتور حيدر سعيد يلفت الى وجود ثنائيتين واولهما ثنائية مسلم وكافر وردة الفعل كانت دينية بالمقام الاول على الاحتلال والمسلمون تعاملوا مع البريطانيين بوصفهم صليبيين دخلوا العراق فيما كانت الثنائية الثانية هي الشرق والغرب او ما يسمى صدمة الحداثة واستمر الامر حتى في الثقافة الشعبية.
واضاف سعيد ان العراق مع 1921 نقل من حكم إمبراطوري لا مركزي الى نموذج الدولة المركزية وهو الحدث الاساسي ووجد شي اسمة دولة ارض واصبح ناظم اجتماعي مرتبط بالكيانات الذي اسمه دولة ومع عصر النفط بدأت الدولة تحوز على عوائد النفط، وهنا نحن امام حدث مفصلي تشكل الدولة.
 واجاب سعيد على سؤال ما هو العراق جغرافيا؟  بالتأكيد على ان العراق بالمعنى الاداري موجود في نهاية العهد العثماني الأخير، وموجود بالمعنى الوجداني والاهم وجود العراق ككيان سياسي اداري".
وفي السؤال الثاني بخصوص هل العراق قديم او لا ؟  يرى انه في الامرين اشكال، وليس بالضرورة الاتفاق على ان العراق كيان مصنع، وعندما اقول الامة العراقية اعني تجميع كل الكيانات الاثنية والدينية في كيان اسمه العراق". واستعرض سعيد عمليات طرد شهدها العراق لكي يبقى بمكون واحد، ففي بداية الثلاثينيات عند سيطرة الضباط الشريفيين على الحكم حدثت مجزرة سميل التي ارتكبت ضد الاشورييين لسبب سياسي بوصفهم من تركة البريطانيين، وبعدها تم طرد مكون اخر اصيل هو اليهود بدءا من الفرهود وصولا الى اسقاط الجنسية 1950، ووصولا الى الابادة الجماعية ضد الكرد 1988 و 1990".
ويشير الى انه بعد 1958 انطلق النزاع الاثني في العراق بوهنا جاءت قضية مهمة وهي  ان ظهور الانظمة الاستبدادية شكل من اشكال ادارة التعدد لعبت دور الحاجز بين الجماعات المتنافسة، وظهر في بلدين متشابهين العراق وسوريا وكل المنطقة بسبب التجربة العراقية والمصرية، ومطروح تفكك الدول والأمم".
وذكر سعيد الحاضرين بدراسة اعدها  مركز دراسات الوحدة العربية في الثمانينات وتوصلت الى نتيجة مذهلة، وهي تفكك السودان والعراق وفعلاً  تفكك  السودان تفكك والعراق بطريقه الى التفكك.