TOP

جريدة المدى > عام > الدور المصرية تتألق بمؤلفات الأدب السياسي الساخر وسط تأكيدات على أهميته في إحداث التغيير

الدور المصرية تتألق بمؤلفات الأدب السياسي الساخر وسط تأكيدات على أهميته في إحداث التغيير

نشر في: 8 إبريل, 2014: 04:37 م

المصري ابن نكتة ، هي عبارة كنا نسمعها منذ الصغر سواء من الأفلام أو الأصدقاء الذين زاروا أُم الدنيا واليوم يمكنك ان تلمس هذه الحقيقة في معرض أربيل الدولي للكتاب حين تجد أغلب دور النشر المصرية تخصص مكاناً للأدب السياسي الساخر الذي يرون فيه عاملا مساعدا

المصري ابن نكتة ، هي عبارة كنا نسمعها منذ الصغر سواء من الأفلام أو الأصدقاء الذين زاروا أُم الدنيا واليوم يمكنك ان تلمس هذه الحقيقة في معرض أربيل الدولي للكتاب حين تجد أغلب دور النشر المصرية تخصص مكاناً للأدب السياسي الساخر الذي يرون فيه عاملا مساعدا في تحريك شعب قام بثورتين خلال فترة زمنية قصيرة في حين يرى زوار للمعرض ان هذا النوع يكاد يكون مصريا خالصا ولا وجود حقيقي له في أي دولة من دول المنطقة .
ويستعرض مدير التوزيع في دار (كنوز) المصرية يوسف إبراهيم مجموعة من العناوين الخاصة بهذا الموضوع ،ومنها ( مصر لا مؤاخذة) لشادي احمد و(ياثورة ماتمت) لمحمد المعتصم و(الداهية والهلفوت) لمحمد الباز و(نخنوخ) لأنيس الدغيدي وهي جميعاً تتحدث بأسلوب ساخر عن مجمل الأوضاع المصرية سواء كانت السياسية أم الاجتماعية مع تركيز كبير على الموضوع الاقتصادي .
ويقول إبراهيم في حديث إلى (المدى) ان ميزة الأدب السياسي الساخر انه مفهوم من جميع فئات الشعب بدون استثناء ومن ماسح الأحذية على أي قهوة وصولاً إلى حامل اكبر مؤهل اكاديمي بدون استثناء وهي ميزة لا تتمتع به الأنواع الأخرى من الكتابة الجادة والتي يرى الكثير من القراء أنها صعبة ومتعبة .
ويبين إبراهيم ان الأدب السياسي الساخر تعود جذوره إلى تاريخ بعيد وربما يتجاوز الحكم الملكي وان صوره الأولى كانت بشكل نكات متناقلة بين الناس ثم تطور إلى مواضيع صحفية بسيطة وبعدها إلى أعمدة مختصة ولكن التاريخ الحقيقي لظهوره بشكل كتب لا يتجاوز الـــ15 سنة حيث ظهرت أسماء لامعة مختصة فيه وابرزهم جلال عامر ثم توالى العديدون في هذا المجال ويشتهر حالياً منهم بهاء طاهر وعمر طاهر وآخرون.
ويرى المشرف على جناح (مكتبة مدبولي) الشهيرة علاء محمد سيد ان الكاتب الساخر لا يشترط فيه ان يكون حاملا لشهادة جامعية كبيرة أو خريج أكاديميات مشهورة ولكن المهم فيه ان يعيش وسط الناس ويتحسس هموم المواطنين ويرصدها عن قرب ويترجمها إلى كلمات عامية ساخرة وبأسلوب سلس محبوب من عموم فئات القراء والناس البسطاء .
ويضيف سيد في حديثه إلى (المدى) ان التأثير الحقيقي بدا واضحاً في التحركات الشعبية التي سبقت الثورة على نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك حين ظهرت مؤلفات شهيرة مثل (بابا رئيس جمهورية ) و (واحد حصانه وصلحه) وكتاب (صباح العكننه) لمحمد بركات والذي يروي بأسلوب ممتع يوم المواطن المصري ومعاناته التي لا تنقطع مع المواصلات وخدمات الماء والكهرباء وغلاء الأسعار في حين يروي محمد إسلام في كتابة (مصر المخروسة) حجم الظلم الواقع على المواطن الذي لا يستطيع التعبير عنه بأبسط الأساليب.
ويتابع سيد ان الأدب الساخر أصبح من أكبر صناع الرأي وأن المؤلفات الخاصة به كانت دائماً موجودة في ساحة التحرير أثناء الثورتين اللتين قام بهما الشعب المصري وصار يخشى جانبه من السياسيين ويحسب له حسابا كبيرا مبرراً تميز مصر بهذا النوع لأن المواطن المصري بطبيعته ابن نكته ومحب لها.
ويشدد مدير جناح دار (أطلس) محمود عبدالنبي على ان مؤلفي الأدب السياسي الساخر صارت لهم من الشهرة الشيء الكثير واصبحوا صناعا وقادة للرأي العام اكثر من غيرهم ولهم من التأثير ما لا يمكن لأي دكتور في العلوم السياسية ان يصنعه ، عازياً السبب إلى المفردات العامية والأسلوب الجميل اللذين يخاطب بهما الجمهور .
ويتابع عبد النبي في حديثة إلى (المدى) أحضرت هذه السنة آخر الإصدارات في هذا المجال وهي (الكتاب الأصفر) لمحمد جلال و (أنا والشغالات) لحنان البهي وفيه سرد ساخر لمجموعة مواقف تحدث بين الخادمات الأجنبيات وربات البيوت المصريات وهناك أيضا كتابا(زمن الغم الجميل) و(طريق التوابل) لعمر الطاهر الذي يعد اكثر المؤلفين إنتاجاً في هذا المجال .
وعن جدوى السخرية من الأوضاع وانتقادها بالرغم من محدودية أو انعدام التأثير يبين عبدالنبي ان المهم لدى المواطن ان يقوم بتفريغ شحنة الكبت والظلم التي يعاني منها لأن الاستمرار في كبت المشاعر والغضب من شأنه ان يلحق ضررا بالغا على مجمل أوضاع المواطن .
ويعزو عبدالنبي عدم انتشار هذا النوع من المؤلفات المصرية بشكل كبير في الدول هو استخدام اللغة العامية التي تكون صعبة على الكثير من المواطنين غير المصريين ولا يمكن في ذات الوقت استخدام اللغة الفصحى لأن جمالية هذا النوع من الأدب هو بالكلمات العامية والنكت والقفشات الشعبية .
من جانبه يوضح علي الوكيل (عراقي عاش في مصر أكثر من عشر سنوات) انه حرص ومنذ أيام إقامته في القاهرة على اقتناء هذا النوع من الأدب الذي يجد فيه متعة كبيرة ، مبيناً انه اقتنى من معرض أربيل أكثر من ثلاثة كتب في هذا الموضوع ويبحث عن المزيد بشرط ان يكون جديدا كلياً لأنه يملك عددا كبيرا منها.
وعن عدم وجود هذا النوع من الأدب في الدول الأخرى غير مصر يرى الوكيل ان هذا الأمر يعود لسببين أولهما وهي بديهي ان المصري يعشق النكتة وبإمكانة تناول أي وضع مأساوي بأسلوب ساخر خفيف ، مضيفاً ان السبب الآخر هو ان سقف الحريات العالي والحقيقي في مصر لا توجد له أمثلة مشابهة في جميع دول المنطقة .
ويؤكد الوكيل ان هذا الأسلوب له وجود خجول في بعض دول المنطقة ولكن بشكل أعمدة أو مواضيع صحفية فقط ولم يصل إلى تأليف كتب متكاملة لانتقاد الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية بأسلوب ساخر .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

هاتف الجنابي: لا أميل إلى النصوص الطلسمية والمنمقة المصطنعة الفارغة

جنون الحب في هوليوود مارلين مونرو وآرثر ميلر أسرار الحب والصراع

كوجيتو مساءلة الطغاة

علم القصة: الذكاء السردي

موسيقى الاحد: 14 رسالة عن الموسيقى العربية

مقالات ذات صلة

تصورات مغلوطة في علم السرد غير الطبيعي
عام

تصورات مغلوطة في علم السرد غير الطبيعي

د. نادية هناويإنَّ الإبداع أمر عام لا يختص بأدب دون أدب ولا يكون لأمة بعينها دون غيرها كما لا يؤثر فيه تفوق مادي أو تقدم حضاري، بل الآداب تأخذ وتعطي ولا يهم إن كان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram