يُعدّ الكتاب في دول العالم المتقدمة موضوعا ستراتيجيا يوضع على قائمة اهتمام قيادات الدولة وساستها مثله مثل السياسة والأمن والاقتصاد، وأصبحت صناعة الكتاب من أهم الصناعات في الغرب. معرض اربيل الدولي التاسع للكتاب جمع بين اروقته اكثـر من 250 دار نشر عرب
يُعدّ الكتاب في دول العالم المتقدمة موضوعا ستراتيجيا يوضع على قائمة اهتمام قيادات الدولة وساستها مثله مثل السياسة والأمن والاقتصاد، وأصبحت صناعة الكتاب من أهم الصناعات في الغرب.
معرض اربيل الدولي التاسع للكتاب جمع بين اروقته اكثـر من 250 دار نشر عربية، كان لاكثـرها تعليقاتها الخاصة حول دعم الحكومات العربية لصناعة الكتاب.
ممثل دار نينوى للدراسات السورية هيثم الغزالي قال لـ"المدى"، "الثقافة في العالم العربي الآن مجزأة إلى جزئين رئيسيين أولهما مصادر الثقافة التعليمية التي اصبح الناس مجبرين على اقتنائها للبحوث والدراسات، والجزء الآخر هو الكتاب الثقافي الذي يعاني من العزوف بسبب التكنولوجية الحديثة والكتاب الإلكتروني".
وتابع الغزالي"ان معظم الحكومات العربية تدعم الكتاب والثقافة مثلا لدينا في سوريا الكثير من المراكز الثقافية التي تأخذ على عاتقها دعم الثقافة والكتاب".
عدد من دور النشر العربية امتنعت عن الحديث لأسباب تحاشت الدخول فيها.
منذر السيسي من دار المتوسطية للنشر في تونس كشف ان صناعة الكتاب في العالم العربي اصبحت فقط داخل بوتقة الترجمة ،فالتأليف والأفكار العربية قليلة".
وأضاف السيسي"ان المشكة تكمن في عدم وجود الدعم للكتاب العربي،طباعة الكتاب مكلفة في الدول العربية،بالرغم من ان الدول العربية بدأت شيئا فشيئا تدعم الكتاب والثقافة، لكن الدعم الحالي غير مناسب"، مستدركا ان الدعم المناسب يكون عن طريق الترغيب على الكتاب والدعم الذي يؤدي إلى خفض السعر على المواطن.
من جهته عدّ الكاتب والمثقف العراقي رشيد خيون انه من خلال إقامة المعارض بكافة الدول العربية يظهر ان هناك دعما، من خلال توفير الفرصة لدور النشر لتبيع للقارئ كي يقرأ، وأضاف" الاختلاف يكمن في الممنوع والمسموح من الكتاب ،لكن بفضل التطور التكنولوجي لم تعد هذه الدول تسيطر على الكتاب ،فسابقا كان هناك قسم الممنوعات في المكتبات، لكن عصر إزاحة الكتابة انتهى".
أما وليد محمد الموظف الذي كان يدير إصدارات بيت الحكمة العراقي في المعرض، يرى ان الكتاب العربي بدأ ينال قدرا ضئيلا من الاهتمام في الآونة الأخيرة، وأضاف: "ان دعم الأنظمة العربية للكتاب إلى حد ما يمكن ان يوصف بالجيد".
بحسب الإحصائيات غير الرسمية فان دول الخليج العربي هي الأكبر دعما للثقافة والكتاب في العالم العربي، حيث تدعم هذه الدول صناعة الكتاب بشتى أنواع الطرق.
خالد سليمان ناصري مدير دار النون للنشر في الإمارات العربية المتحدة، أكد لـ "المدى"، "هناك نقلة بسيطة للأمام في مسيرة الكتاب العربي ،فثورات الربيع العربي أثرت على نشوء جيل جديد بعد أن أعاد ثقته بنفسه بدأ يبحث عن كتاب جديد"، الناصري أضاف ان الدعم الحكومي لصناعة الكتاب في العالم العربي موجود فقط في دول الخليج، مستدركا "بشكل عام لا يوجد دعم حقيقي للكتاب في العالم العربي".
عارف مصطفى تركي من الدار اللبناني للكتاب يقول "حالة الكتاب سيئة، من معرض لآخر، لان الإنترنت والآيباد دمرا كل شيء، وبعض الحكومات تدعم والأخرى لاتدعم،لكن بشكل عام لا يوجد دعم والذي اثر كثيرا على سير الثقافة العربية.
مصطفى خليل عبدالله من منشأة المعارف المصرية دعا الحكومات العربية إلى دعم التأليف والطباعة والنشر لخفض سعر الكتاب.
وأكد عبدالله ان صناعة الكتاب وخطوات الثقافة العربية تسير ببطء ،مبينا ان نسبة القراء هنا في كردستان ممتازة.
عبدالله أضاف ،ان الدعم الحكومي منعدم لكن هناك جهود ودعم شخصي، فالحكومات تستطيع ان تدعم الكتاب من خلال ترخيص مستلزمات الطباعة والنشر، الأمر الذي يؤدي إلى خفض سعر الكتاب و جعله في متناول يد القارئ العربي.