الانتخابات التشريعية السابقة شهدت حرص معظم المرشحين على خوض المنافسة لتمثيل سكان محافظاتهم في البرلمان ، بعضهم حقق النجاح، واخر فشل في الحصول على اصوات ابناء العشيرة والناحية والقرية ، وعلى الرغم من ذلك ، وباصوات زعيم قائمته ،حالفه الحظ فأصبح نائبا ، وتمتع بكامل الامتيازات من جواز سفر دبلوماسي ، وسيارة مدرعة ، وشقة تقع في المنطقة الخضراء ، واطلالة يومية عبر شاشات الفضائيات ليكيل الاتهامات لأطراف مشاركة في الحكومة بعرقلة العملية السياسية ، وبفعل الظهور المتكرر من خلال الشاشة امتلك صفة الحصول على النجم اللامع ، واعجاب الجمهور العريض ، فوصل الى قناعة اكيدة بان قاعدته الشعبية ، اصبحت بعدد نفوس الصين ، فقرر الترشح عن العاصمة بغداد ، ضاربا عرض الحائط رغبة جماهير ناحية العكيكة بمحافظة ذي قار ،فاحبط امآلهم في ان يمثلهم ابنهم البار ، من البررة وليس البارات والنوادي المختصة بتقديم المنكر ، اجلكم الله ، في البرلمان المقبل .
المرشح ابن العكيكة البار نشر صوره ولافتاته في احياء متفرقة من العاصمة بغداد ضمن قائمة كبيرة ، وتقديرا لجهوده "الفضائية " في الدفاع عن الانجاز الحكومي المتميز، طيلة السنوات الماضية ، استحق رعاية حزب متنفذ ، فقامت قواعد الحزب بمهمة نشر الدعاية الانتخابية للمرشح ، ولكنها فشلت في الوصول الى احياء ومناطق متفرقة من العاصمة ،لاسباب تتعلق بالانتماء المذهبي ، وتحريم دخول ملصقات بعض المرشحين الى احياء الاعظمية والدورة والعامرية والجامعة ومنطقة ابو غريب والرضوانية وناحية اليوسفية ، الامر الذي يعني ان معادلة المحاصصة او التوازن لم تاخذ طريقها بعد الى المزاج الشعبي ، ولاسيما ان مناطق الشعلة ، والبياع والثورة والكاظمية هي الاخرى شهدت دعاية مرشحين ينتمون الى مذهب معين ، و خلت من صور الاخرين.
الاستعدادات لاجراء التجربة الانتخابية الثالثة في العراق ، تكشف وبكل وضوح، واستنادا الى توقعات المعنيين بالشأن العراقي ، بان قرار الناخب للإدلاء بصوته في يوم الاقتراع ، يستند الى دوافع مذهبية وطائفية ، وفي ضوء ذلك ستكون حظوظ القوائم صاحبة المشاريع الوطنية والعابرة للطوائف كما تزعم ، قليلة ، في ظل صدور فتاوى تحرم انتخاب مرشح لا يحمل جبينه وشم السجود ، حليق اللحية ، اما المرشحات السافرات غير المحجبات فليس امامهن الا " الكوتا " وحدوث زلزال في الوعي الاجتماعي ، لتوسيع تمثيل النساء في البرلمان المقبل.
الانتماء العشائري هو الاخر له الدور الابرز في حصول المرشح على المزيد من الاصوات ،ويبدو ان من ترشح عن بغداد من ابناء محافظات الوسط والجنوب ، فقدوا حتى الدعم العشائري ، وقد يظن بعضهم انه قادر على الفوز ، بكل الاحوال والظروف ، مثل "النومي بصرة"المستورد من الخارج ، ولكنه تشرف بحمل اسم محافظة ، طردت مرشحيها السابقين، ليجربوا حظهم في العاصمة، ويتبغدد علينا واحنا من بغداد .
قائمة "النومي بصرة"
[post-views]
نشر في: 8 إبريل, 2014: 06:31 م