ضمن نشاطات الدورة التاسعة من معرض اربيل للكتاب القى الدكتور حسين الهنداوي محاضرة عن مئوية المعماري العراقي محمد مكية والمدرسة المعمارية البغدادية وتحدث فيها عن سيرة مكية وإنجازاته والاعمال التي قام بها ومدى استفادة العالم من خبرته في امسية قدم لها ال
ضمن نشاطات الدورة التاسعة من معرض اربيل للكتاب القى الدكتور حسين الهنداوي محاضرة عن مئوية المعماري العراقي محمد مكية والمدرسة المعمارية البغدادية وتحدث فيها عن سيرة مكية وإنجازاته والاعمال التي قام بها ومدى استفادة العالم من خبرته في امسية قدم لها الدكتور حيدر سعيد وحضرها عدد كبير من المختصين وزوار المعرض.
واكد الهنداوي ان مكية تعامل مع بغداد كهم جمالي محض بذاته منذ البدء مانحاً اياها موقعاً هائلاً وحميماً فوق العادة في منظورة المعماري ، مستشهداً بفقرات من مقالة لمكية بعنوان فن العمارة في بغداد ونشرت سنة 1968 وقدم فيها عرضاً شاملاً لتطور فن العمارة في بغداد.وتابع الهنداوي ان مكية استخلص ابرز الخصائص المعمارية التي تميزت بها عمائر المدينة وذلك بالاعتماد على ما سجلة المؤرخون حول معالمها العمرانية بالاضافة الى ما ورد في كتب الادب والرحلات من نصوص وتحريات بلغات عدة .
واضاف الهنداوي انه لم يكن هناك فن للعمارة الاسلامية تتجسد فيه الخصائص الجديدة قد ظهر للوجود قبل ان تتولى بغداد تكوينة وابداعة ، مبيناً ان التمدن الاسلامي في هذه البقعة من العالم اوجد حضارة تولت مسؤولية تمدن سريع نجم عن نشاط حضاري في كافة الميادين .
وتطرق الهنداوي في كلامه الى منهج محمد مكية في العمارة الذي عمل على الاستفادة من الطابع الخاص لمواد البناء الحديثة وقدراتها في رفع قوام التصميم وتكوينه وشكله العام الذي لم يتجاهل قدرات المواد الكونكريتية .وتابع ان هذا المنظور اسفر عن توفير شروط اسلوب جديد لاستعمال المواد الحديثة في العمارة البغدادية والاسلامية عامة كما ضمن مرونة ومميزات اصلية وسهولة في الاستعمال واقتصاد في التكاليف لايمكن تحقيقه بالاعتماد على اي بديل محلي للمواد المستحدثة.
وبشأن فوضى التخطيط الموجودة في الكثير من عواصم العالم فأن مكي يرى انها متأتية من جهل ضارب في مفهوم الكيان التخطيطي وعدم اكتراث الحضاريين انفسهم ، مشيراً الى ان عملية التخطيط للمدينة لا تنحصر بمفهوم ضيق يقف عند فتح الشوارع وانشاء الابنية وتهيئة الساحات والحدائق .
ويشير الهنداوي الى ان تخطيط المدن هي عملية حضارية معقدة وشاملة تستوجب اظهار خصائص ومقومات المدينة على اسس علمية وفنية في ضوء ادراك وحس لمستقبل يتصل بزمان ومكان المجتمع الحضاري.
وفي الجوانب الاخرى من حياة مكية يؤكد الهنداوي ان المعماري الكبير تم استقباله في العديد من الدول وتم الاعتماد على خبرته وافكاره في مشاريع منتشرة في انحاء العالم فيما كان العقار الذي يملكه في العاصمة البريطانية لندن هو ملتقى ثقافي للعراقيين ومنتدى لهم في وقت كان بإمكانه ان يعود عليه بأموال طائلة لو استغله بشكل تجاري.
يذكر ان الدكتور محمد صالح مكية هو من مواليد بغداد عام 1914 وفيها اكمل دراسته الأولية ثم انتقل الى بريطانيا حيث درس الهندسة المعمارية في جامعة ليفربول التي نال منها البكالوريوس والدبلوم في التصميم المدني وحصل مكية على الدكتوراه من كلية كينغز جامعة كمبردج في بريطانيا ليعود بعدها الى بغداد ويفتتح (شركاء مكية للاستشارات المعمارية والتخطيط).
وضع مكية تصميمات عدة مباني سكنية وتجارية وهو ايضاً أحد المؤسسين الأصليين لقسم الهندسة المعمارية في كلية الهندسة بجامعة بغداد في عام 1959 وتوسعت اعمال شركة مكية للاستشارات المعمارية وافتتح لها مكاتب في عدة مدن دول خليجية ومنها البحرين وعمان والكويت وقطر والامارات العربية المتحدة بالاضافة الى بريطانيا.