الرجل النشمي ، صاحب النخوة ، والمستعد دائما لبذل الغالي والنفيس للدفاع عن قريته اومنطقته السكنية بمطاردة الحرامية ، وتقديرا لجهوده في الحفاظ على الأمن القومي ونصرة المظلومين استحق لقب "سبع الليل" ، والإشادة الشعبية بدوره لم تأت من فراغ، بل استندت الى مواقفه البطولية فضلا عن وقائع وأحداث وشواهد، لطالما أثارت إعجاب من عاصرها، او من سمعها من الجيل الحالي، وبعد ان فرضت الدولة هيبتها، وأخذت على عاتقها مهمة ملاحقة الخارجين عن القانون قبل زمن تشكيل الميليشيات، انحسر دور "سباع الليل" في الحياة العراقية، وبعضهم انضم الى الأجهزة الأمنية ليعمل بصفة حارس ليلي "جرخجي" موظفا تجربته الميدانية لبسط الأمن حتى في المناطق الحدودية.
في زمن سبع الليل كان الجهات الرسمية، لاتمتلك الوسائل الحديثة من اسلحة ومعدات وعجلات لملاحقة المتمردين من قطاعي الطرق وسراق الماشية، وعناصر الشرطة في ذلك الوقت كانوا يستخدمون الخيل في تنقلاتهم ، اما وسائل الاتصال فكانت معدومة ، وحين يصدر امر قضائي بالقبض على متهم ، يتوجه الشرطي الخيال الى مكان إقامة المطلوب ليبلغ ذويه بضرورة حضوره الى مركز شرطة الناحية، واخذ بصمة الأب او الشقيق عن طريق الشخاطة ام النجمة ، ووضعها في الحافة السفلى من ورقة امر التبليغ ، ثم يعود الشرطي محملا بالبيض والدهن الحر ، وينجز مهمته بان المطلوب مجهول محل الإقامة ،وتم اتخاذ اللازم ببصمة كبريت الشخاطة.
"منين أجيب سباع الليل" ، قالتها امرأة تجاوزت السبعين من سكنة حي الغزالية بجانب الكرخ ، نتيجة تكرار سماعها أصوات دوي انفجارات واطلاق رصاص مستمر، يبدأ بعد الغروب ويستمر لحين طلوع الفجر ، السيدة المنشغلة بمعرفة مصدر الصوت ، علمت من نساء حي الجامعة والعامرية والجهاد والفرات ، بان المناطق المحيطة بقضاء أبي غريب ، تشهد مساء كل يوم مواجهات مسلحة فتطلب السيدة من أبنائها متابعة الفضائيات ، عسى ان يجدوا في أخبارها ما يشير الى تلك الأحداث ، ومادامت وسائل الإعلام الحزبية المرئية المحلية منشغلة بالترويج لمرشحيها ،يفشل الأبناء في الحصول على الخبر اليقين ، لان معظم الفضائيات في هذه الأيام تبتعد عن بث الأخبار الأمنية ، حرصا منها على توفير الأجواء المناسبة للناخبين للإدلاء بأصواتهم في يوم الاقتراع .
احد العاملين في "طوايل" ساحة سباق الخيل الواقعة على الطريق الرابط بين العامرية وأبي غريب ترك مكان عمله ، وتوجه الى احد أقاربه في حي الجهاد ، ليساعده في البحث عن وسائل تمنع "تفزيز الخيل" من اثر ارتفاع أصوات الرصاص والانفجارات مساء كل يوم ، الأمر الذي سيؤثر في قلة نشاطها ثم فشلها في تحقيق نتائج من نوع" فص كلاص" اي الدرجة الاولى في السباق الأسبوعي.
مجسات الخيل كشفت عن خطورة الموقف بفعل استمرار المواجهات المسلحة ، والحل الوحيد للحد منها تشكيل قاطع جيش شعبي بقيادة رؤساء بعض القوائم لتنفيذ صولة ملاحقة "داعش " في مناطق أبي غريب وغيرها لضمان الحصول على أجواء أمنية مناسبة في يوم التصويت .
سبع الليل
[post-views]
نشر في: 9 إبريل, 2014: 09:01 م