TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > سفط لؤلؤ في محارة لؤلؤة

سفط لؤلؤ في محارة لؤلؤة

نشر في: 9 إبريل, 2014: 09:01 م

أين الهرب من عراق لصيق  بؤبؤ العين، ساكن الحدقة؟
أين الهرب  ساعة يومئ  أحدهم لمحاضرة  يلقيها  موسوعي  عراقي؟
أين الهرب من أسئلة لجوجة  مشاكسة، لماذا؟ وكيف؟ وعلام؟ وكم …كم يحتاج  المرء من السنين  عددا ليتعرف على حروف الأبجدية  ليكتب كلمة  غير معلولة، ممنوعة  من الصرف؟
كم يحتاج الإنسان من الجهد لينشئ  جملة مفيدة، تغدو مثلا او قولا مأثورا؟؟  او ليسطر صفحة  خالية من غلط  في حروف الجر! أو الاستهانة بالمفعول به، والجرأة على نصب الفاعل ، أو العبث بموقع الهمزة، و..و..و…
كم نستغرق من هنيهات العمر، للتأمل  والغرف من صنوف المعرفة لنؤلف كتابا جديرا برهق عيون متعبة تتجشم عناء القراءة … كتابا جديرا  بالحفظ كماسة  يتيمة؟ يصلح  للإهداء  كباقة ورد.
هذا عن كتاب واحد، يضيف  للأفق المحدود آفاقا شاسعة، ويتيح رواء للعطاشى  كما الاستقاء من شلال  ماء.  فما بالك بخمسين كتابا  ما بين بحث ونقد، وترجمة من العربية وإليها من كنوز اللغات.
ها؟ كم  تكلفنا مشقة العثور على كنز من تلك الكنوز لنضعها بين عيون قارئ   نهم. تقاذفته  أحابيل الساسة  كما  كرة  البليارد ( تحفظا لم اجعلها كرة قدم )   
…………..
الجم جماح الأسئلة، واهرع لتلبية دعوة من المركز الثقافي العراقي بلندن، لمحاضرة الدكتور عبد الواحد لؤلؤة.
رغم وطأة سنوات اليسر والعسر على الكاهل  والمنكبين، رغم الكلل في العينين. رغم الطقس  المتقلب والمطر الرذاذ، رغم بعد المسافة  والتنقل بين أرصفة القطارات. أهرع كما طفلة لوحوا لها بقطعة حلوى.
جمهرة الحضور تملأ فسحة القاعة، والدكتور ( لؤلؤة ) يفتح محارته المزدانة  بالمعرفة، المعرفة التي لم تجئ  عفوا ولا بالواسطة، لا بالصدفة ولا بخبطة حظ. بل بعمل ودأب وتقصي  ……  أشفق علي،  ارثي لي، واصطحب معي كل الذين ذهبت أعمارهم سدى، بين كر  عقيم وفر اكثر عقما، وقحط معرفي، و عجز عن إنجاز،وتعلل، وتوكؤ على السين وسوف.عندها يساورني همس هتاف : مرحى للعاملين بجد وجهد، الواهبين للآخرين جني القطاف ونسغ التجربة، الكرماء، الأثرياء بالمعرفة، انهم يستحقون الحياة، بما يضفون عليها من زينة  وألق  وزخرف، ويزرعون  سماواتها المدلهمة  بألوان قوس قزح.

  السفط::  وعاء شبيه  بقفة صغيرة ¡ تودع فيها قوارير الطيب والمقتنيات الثمينة ¡ وتكتب احيانا بالصاد (صفط)

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. ملاك

    هنيئا لك سيدتي وشكرا لكرم بوحك لما شعرت بغنى حس المعرفة والتلقي..وتظل هذه أمنيات للبعض منا ليس الا

  2. نور

    انت الكريمة ايتها النخلة العراقية المعطاء، التي عملها عبادة .. انت الواهبة للاخرين دون حساب .. وانت الانسانة ورغم كل التهميش الذي تعرضت له ..لكنك معطاءة وسخية وباسقة .. سعداءبعودتك الى الكتابة والنشر .. كسعادتك بكرم الدكتور عبد الواحد لؤلؤه

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram