سؤال يجابه بالنفي للوهلة الأولى، لكن التفكير في إمكانية اختزال الأسس العامة لهذه العلوم والمعارف يجعل من الإجابة تترواح بين الاحتمالين ،فيما تريد دار المتوسطية التونسية ان تجعل الإجابة بنعم عبر طرحها (موسوعة القرن) التي ظهرت للسنة الثانية على التوالي في معرض أربيل للكتاب ونفدت جميع نسخها في العام الماضي ومازالت تحقق مبيعات جيدة خلال العام الحالي .

ويقول المنذر الساسي من دار المتوسطية التونسية ان الموسوعة في الأساس هي فرنسية وشارك في تأليفها 44 عالما من جنسيات مختلفة ومن تخصصات منوعة وظهرت للمرة الأولى في سوق النشر سنة 2006 وسارعت دار المتوسطية للحصول على حقوق ترجمتها إلى اللغة العربية ونشرها .

ويضيف الساسي في حديث إلى (المدى) ان الدار أجرت دراسة متكاملة لموضوع الترجمة وجدواه الاقتصادية ،ولكن الأمر في النهاية لم يخل من المغامرة خصوصاً وان تكاليف الترجمة والطباعة للموسوعة بلغت 300 ألف دولار وهو مبلغ كبير ينفق على كتاب أو موسوعة واحدة ،ولكن الحال تغير واستطعنا ان نغطي النفقات في غضون 3 سنوات من المبيعات وانتقلنا إلى مرحلة الربح.

ويتابع الساسي ان الموسوعة صنفت على أقسام هي الكون والأرض وعالم الأحياء والإنسان وصحته والعلوم والتاريخ والأديان والعالم الجيوستراتيجي والاقتصاد والمجتمع والآثار الفنية والأدبية والرياضة والتسلية ، مبيناً أنها تضم 3550 مقالا و 600 قاموس صغير و1000 جدول إحصائي و 4200 رسم توضيحي إضافة إلى 400 خريطة جغرافية ملونة. ويبين أن الأساس الذي تقوم عليه الموسوعة هو السهولة والتشويق ، حيث يتمكن الإنسان بغض النظر عن عمره ودراسته من الاستفادة منها حيث تؤكد المقدمة ان الموسوعة مصممة ليكون استعمالها يوميا من قبل الجميع وأنها تشمل كل ميادين الحياة لتكون قراءتها ممتعة ومفيدة .

وعن الاختلافات بين الطبعتين الفرنسية والعربية يوضح الساسي أنها شملت موضوعين أساسيين وهما الدين الإسلامي الذي كان مختصراً بأربع صفحات في النسخة الفرنسية في حين تم التوسع فيه بالطبعة العربية ليصل إلى 58 صفحة ، مضيفاً بأن التغيير الثاني هو ان النسخة الفرنسية لم تأت على ذكر الدولة الفلسطينية وهو ما تم توسيعه في العربية حيث شرحت الدولة الفلسطينية من حيث التاريخ والجغرافية إضافة إلى القضية الفلسطينية .

ويوضح الساسي ان واحداً من اهم الأسس التي تمت مراعاتها في موسوعة القرن هو سهولة البحث باتباع الفهارس الثلاثة المتبعة في الموسوعة ،وهي فهرس بالألوان للصفحات وآخر بالأقسام والمواضيع ،وثالث بالحروف الأبجدية وهي جميعاً تعمل على تسهيل وتسريع البحث عن أي موضوع لجميع الأعمار وحتى المراحل الدراسية .

ويشير الساسي إلى ان التحدي هو أسلوب نتبعه مع الزبائن والمعارف ويقوم على تحديهم في عدم العثور على موضوع معين يطلبونه ابتداءً من أصعب العلوم في الذرة والفضاء ولا تنتهي بأصغر حيوان أو نبات في الكرة الأرضية ، مستدركاً بأن اختزال أساسيات العلوم جميعاً في كتاب أمر ممكن وعملوا عليه في موسوعتهم .