حوّلت الكيانات السياسية في كركوك حملتها للانتخابات المقبلة إلى حرب لحسم عائدية المحافظة الأمر الذي ولــَّد توتراً كبيراً في المدينة أثناء الحملة الدعائية. يتنافس الأكراد والعرب والتركمان من سكان المحافظة في انتخابات مجلس النواب العراقي المقرر إجراؤه

حوّلت الكيانات السياسية في كركوك حملتها للانتخابات المقبلة إلى حرب لحسم عائدية المحافظة الأمر الذي ولــَّد توتراً كبيراً في المدينة أثناء الحملة الدعائية.

يتنافس الأكراد والعرب والتركمان من سكان المحافظة في انتخابات مجلس النواب العراقي المقرر إجراؤها نهاية نيسان (أبريل) الحالي لإثبات عائدية المحافظة وتظهر الشعارات التي رفعوها ما يطمح اليه كل مكوّن لمستقبل كركوك.
يقول آسو مامند مسؤول مركز تنظيمات الاتحاد الوطني في كركوك والمشرف على حملته الانتخابية:
"نراهن في الانتخابات القادمة على بقاء مقاعدنا وازدياد جماهيرنا لنثبت أن كركوك مدينة كردستانية".
بدورها تؤكد الجبهة التركمانية التي حصلت على مقعدين في مجلس النواب العراقي على مستوى المحافظة حسب نتائج انتخابات عام 2010 وتأتي في المرتبة الثالثة بعد الكـرد والعرب، انها تحاول ان تصبح القوة الثانية حتى لا يقال إن التركمان هم القومية الثالثة في المدينة.
وتصنَّف المادة 140 من الدستور العراقي كركوك على أنها منطقة مُتنازع عليها ولأن تلك المادة لم يتم تطبيقها حتى اليوم وجدت الكيانات السياسية طريقة أخرى لإثبات عائدية المحافظة باعتماد نسبة أصوات كل مكوِّن في مجلس النواب العراقي خاصة وأن كركوك لم تشهد إجراء انتخابات لمجالس المحافظات منذ كانون الثاني (يناير) من عام 2005.
مكونات كركوك منشغلة اليوم بالمنافسة في ما بينها وضد بعضها من أجل تغيير المعادلة وما يعمق المنافسة هو ان تلك المكونات لا تشارك في الانتخابات متحدة وقد اتخذ كل منها قائمة خاصة به.
فالأكراد يشاركون بثماني قوائم مختلفة والعرب بسبعة قوائم والتركمان بائتلاف مكون من 11 كياناً فيما يحاول المسيحيون بكيان واحد نيل المقعد الوحيد للكوتا ويتنافسون جميعا لنيل اكبر عدد من اصوات الناخبين في المحافظة الذين يصل عددهم إلى (83616) ناخباً.
القوى الكردية رفعت شعار (كركوك الكردستانية) كإشارة إلى أنها تريد بنتائج هذه الانتخابات أن تضم كركوك إلى إقليم كردستان فيما تشارك القوى العربية بشعار (كركوك مدينة عراقية) وهو ضد شعار القوى الكردية، والتركمان بدورهم يعدون الناخبين بتحويل كركوك إلى إقليم مستقل.
أرشد الصالحي رئيس الجبهة التركمانية ومرشح التركمان في محافظة كركوك لانتخابات مجلس النواب قال لـ"نقاش" نحن "سنشارك في الانتخابات القادمة بقائمة مستقلة ولم ندخل في ائتلاف مع اية قومية أخرى وذلك لنعمل على اظهار ميزان القومية الثانية في كركوك فعملنا القادم سيكون استقلال المدينة ونتوقع الحصول على ضعفي مقاعدنا السابقة اذا لم تجرِ عمليات تزوير"!
أما عرب كركوك فبرغم الخلاف المذهبي بينهم وعدم وجود قائمة موّحدة تجمعهم فما زالوا متمسكين بأن كركوك هي عاصمة الوحدة العراقية.
ويشدد عمر خلف مرشح تجمع عرب كركوك لمجلس النواب العراقي على ان كركوك مدينة عراقية ويجب على اية قوة عربية في كركوك تدخل مجلس النواب ألا تتراجع عن "عروبة كركوك".
وقال "عدا العرب السُنـَّة في كركوك فإن دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء العراقي تحاول الحصول على مقعد من كركوك ".
الصراع بين جميع تلك القوائم في كركوك تسبب في عدم الاستقرار في الحملة الانتخابية في المحافظة فقد جُرح 15 شخصا بالرصاص في الأسبوع الأول من الحملة، وأكـد فرهاد طالباني رئيس فرع المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في كركوك أنهم سيعاقبون الكيانات والمرشحين على أي خرق يقومون به.
وقال "في حال وقوع أي استفزاز أو رد فعل غير لائق يؤدي إلى إحداث الفوضى سنعاقب عليه المرشح أو الكيان السياسي".
ويرجع المراقبون في كركوك اشتداد الحملة الانتخابية إلى دخول الكيانات السياسية حرباً لإثبات عائدية كركوك وهي نقطة الخلاف الرئيسة بين الحكومة المركزية وإقليم كردستان.
وقال رحمن غفور الخبير في مجال الانتخابات إن المكونات الرئيسة تحارب من خلال هذه الانتخابات من أجل إثبات إن كركوك مدينة كردية أو عربية أو تركمانية وهذه الهوية هي التي ولـَّدت الحرب في الدعاية الانتخابية فهي الورقة الرابحة التي تلعب بها الأحزاب اليوم.
عن: موقع (نقاش)