مستقلون ، وطنيون ، صادقون ، مؤمنون، وغيرها من التسميات اختارتها قوائم انتخابية تتطلع الى كسب ثقة الناخب لتمثله في مجلس النواب المقبل ، لكي تعمل على تصحيح الأداء البرلماني والحكومي، بهدف بناء وتوطيد دولة القانون والمواطنة ، ثم الانتقال الى مرحلة أخرى جديدة ، تتجاوز الأخطاء والكوارث والمصايب السابقة ،بهمة وإخلاص الأبناء المخلصين لوطنهم ، ورجال المهمات الصعبة ، أصحاب البرامج الانتخابية في القضاء على الفقر ، وإعادة إعمار البنية التحتية المدمرة ، ومكافحة الفساد والمفسدين ، وتوفير فرص العمل للعاطلين ، ورعاية ملايين الأيتام والأرامل ، هذه الوعود وغيرها أعلنت في مؤتمرات وتصريحات المرشحين ، ووصلت الى الناخبين ، بعضهم صدقها وتفاعل معها بروح إيجابية ، فحسم أمره في اختيار القائمة ، وقرر ان يمنحها صوته في يوم الاقتراع ، اما الاخرون المشككون بصدقية الوعود ويرون البرامج الانتخابية من منظار المثل الشعبي المصري :" ريش على مفيش " فليس من السهولة اقناعهم بالتصويت للمرشحين ، وخاصة أعضاء مجلس النواب الحالي الراغبين في تجديد ولايتهم النيابية ، وسط توقعات بان معظمهم سيكون ضمن قائمة المندحرين ، تمهيدا لاستجوابهم شعبيا ، للإجابة على أسئلة تتعلق بحجم ثرواتهم المالية المودعة في بنوك اجنبية ، وعقاراتهم في العراق والخارج ، وعدد سفراتهم طيلة وجودهم في الدورة الانتخابية السابقة وما حققوه من نتائج تخدم المصالح الوطنية ، وغيرها من الأسئلة الأخرى الواردة في أذهان العراقيين حول أسباب الاندحار ، والتراجع بسرعة الضوء الى الوراء .
المخضرمون من النواب في حال فشلهم في الحصول على عشرات الأصوات في الانتخابات سيحتلون مراتب متقدمة في قائمة "مندحرون " وموقعهم الجديد لا يعني اطلاق رصاصة الرحمة على مستقبلهم السياسي ، فأمامهم فرص الحصول على منصب وزير او سفير او مستشار في الحكومة المقبلة ، بموجب القاعدة السائدة في العراق، توزيع المواقع والمناصب طبقا للاستحقاق الانتخابي والمحاصصة الطائفية والمذهبية ، وحينذاك يكلف "المندحر" بتولي مسؤولية اخرى ، تقديرا لجهوده الوطنية ،وإنقاذه من لعنة الفشل ، وخيانة قاعدته الشعبية العريضة .
في ضوء ما ستمنحه قائمة "مندحرون " لأعضائها من امتيازات ومكاسب ، وإمكانية تعيين قيادييها بصفة خبراء في المؤسسات الحكومية ، ستكون أبواب السعادة مشرعة أمامهم ، وخاصة لمن كانت له جولات واتصالات ومواهب وصولات وجولات في حصول شركات اجنبية على عقود تنفيذ مشاريع استثمارية في العراق ، وصاحب الحظ السعيد سيحصل على عمولات بالعملة الصعبة تحول الى حسابه الشخصي في احد بنوك دول الجوار، ليضاعف رصيده من الرزق الحلال.
قائمة" مندحرون" في حسابات الأوضاع السياسية الراهنة في العراق هي صاحبة الفوز العظيم ، ومن يتصور انها ستضم النطيحة والمتردية ، جاهل ولا يجيد قراءة المشهد وما يفرزه من نتائج تكون عادة لصالح من يجيد قراءة الكف ، واكل الكتف ، و لا يعنيه المثل المصري "ريش على مفيش ".
مندحرون
[post-views]
نشر في: 12 إبريل, 2014: 09:01 م