بعد مرور ثمانين عاماً على كتابتها ، ستجد رواية ( ليالي مجنونة ) للكاتب المسرحي الأمريكي تينيسي وليامز طريقها إلى النشر حسب صحيفة الغارديان البريطانية ..ويبلغ وليامز في هذه الرواية أعلى درجات الرومانسية والحميمية بعد مسرحيتيه الشهيرتين ( قطة على صفيح

بعد مرور ثمانين عاماً على كتابتها ، ستجد رواية ( ليالي مجنونة ) للكاتب المسرحي الأمريكي تينيسي وليامز طريقها إلى النشر حسب صحيفة الغارديان البريطانية ..ويبلغ وليامز في هذه الرواية أعلى درجات الرومانسية والحميمية بعد مسرحيتيه الشهيرتين ( قطة على صفيح ساخن ) و( عربة اسمها الرغبة ) ..
وبطلة رواية (ليالي مجنونة ) هي واحدة من النساء العديدات اللواتي مررن في حياة وليامز وهي أصغرهن -كما يبدو- فهي صديقته الصغيرة في المرحلة الثانوية ( آنا جان اودونيل)..
وحسب أندريو غولي المحرر الرئيسي في مجلة ستراند الأمريكية التي تحدثت عن المسرحية فإن وليامز ربما كتب مسرحية (ليالي مجنونة ) عندما كان شابا في المرحلة الثانوية خلال سنوات الثلاثينات ..ويبرز موضوع الخيبة والكذب في المسرحية كما كان حاضرا في مسرحية ( قطة على صفيح ساخن ) ، كما يكشف وليامز عن نقص رهيب في الثقة والكتمان لدى أبطاله يخفونه تحت رداء من الوقار والكياسة ..
تدور أحداث المسرحية خلال العطلة الربيعية التي يتمتع بها طلبة المراحل الثانوية فيخرجون فيها عن المألوف عبر تناول الكثير من الكحول وممارسة الجنس في كل مكان ..في واحدة من تلك العطل ، يلتقي وليامز بالفتاة آنا جان التي تسحره ويرتبط معها بعلاقة حميمة ..
ويرى غولي في تصريحه لوكالة ( اسوشيتد بريس ) ان هذه المسرحية ربما تشكل القطعة المفقودة من اللغز الذي رافق حياة وليامز الرومانسية وقد تحمل هذه المسرحية لدى نشرها قريبا حلا له...
ولد الكاتب المسرحي تينيسي وليامزالحائز على جائزة بوليتزر في عام 1911في كولومبوس ، وبعد التخرج من الجامعة انتقل إلى نيواورليانز التي ألهمته الكثير في كتاباته ..عرض في برودواي عام 1945 مسرحيته ( الوحوش الزجاجية ) التي حازت رضى الجمهور والنقاد ..وبعدها بعامين عرض مسرحية (عربة اسمها الرغبة ) التي حاز عنها أول جائزة بوليتزر ..تم تحويل العديد من مسرحيات وليامز إلى أفلام سينمائية مثّلها كبار الشاشة مثل مارلون براندو وإليزابيث تايلور ..
تأثر وليامز كثيرا بانهيار العلاقة بين والديه ،وكانت علاقته بوالده معقدة جدا ولم يعتبر المنزل مكانا مناسبا للعيش بسبب التوتر المستمر فيه وألهمه ذلك للكتابة عن الأوضاع العائلية المضطربة فكان يجعل من والدته نموذجا للمرأة القوية الحمقاء كما قدمها في مسرحية ( الوحوش الزجاجية ) ، أما والده فكان يقدمه عدوانيا وقائدا متسلطا كما في مسرحية ( قطة على صفيح ساخن )..
في عام 1929 ، التحق وليامز بجامعة ميسوري لدراسة الصحافة. لكنه سرعان ما أرغمه والده على مغادرة المدرسة ،كما تفاقم سخطه حين علم ان ولده يهيئ لدخول الجامعة ..شعر وليامز بقنوط عميق وحصل على وظيفة بائع في شركة أحذية بناءً على إلحاح والده لكنه كره ذلك بشدة والتفت إلى كتابة القصائد والقصص ، وكان خلال تلك الفترة يعاني من الاكتئاب الذي لازمه لفترة طويلة لدرجة انه كان يخشى من الإصابة بالجنون كما حدث لأخته روز ويظهر ذلك بوضوح في أعماله ..
كان على اتصال مع العديد من الشعراء الذين يدرسون في جامعة واشنطن، لذا انتفض على أسلوب حياته وانتقل إلى نيوارليانز حيث غير اسمه وبدا ينهل من متع الحياة التي ألهمته في عمله وبدأ بعرض مسرحياته على مسارح برودواي محققا الكثير من النجاح ..
تتميز أعمال وليامز بالمأساوية والتوتر ولم يكن هذا غريبا لأنه انغمس في كآبة قادته إلى الإدمان على المخدرات والكحول حتى توفي في حجرة صغيرة في أحد فنادق نيويورك في 25 شباط من عام 1983 ..