اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مريم الريس.. "خطيبة" الولاية الثالثة

مريم الريس.. "خطيبة" الولاية الثالثة

نشر في: 13 إبريل, 2014: 09:01 م

لماذا يصر البعض من ساستنا ومسؤولينا أن يتحول إلى خطيب "مفوه" عندما تسأله عن الأزمة التي تمر بها البلاد، يصرخ بوجهك: لا حل إلا بانتخاب ائتلاف دولة القانون فهو وحده القادر على السير بهذه البلاد الى بر الأمان.. المسؤول "الخطيب" يتصور ان خطبه الثورية وأغنيات من عينة " ملك الموت عراقي" يمكنها ان تكون بديلا عن بناء دولة مؤسسات.
ما هو هذا الموت الذي نباهي به شعوب العالم؟، وماذا يعني إيهام المواطن البسيط بأن النجاحات التي حققها رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي، هي اكبر مشكلة لخصومة كما اخبرتنا " المستشارة " مريم الريس، وماذا يعنى أن على العراقيين ان يتحملوا فشل المسؤول، وهل هناك نظام سياسي حقيقي يعتبر الخراب والازمات والاف الضحايا دليلا على النجاح، الذي تسعى دول كبرى الى اجهاض مسيرته، وكيف يريدون من العراقيين ان يؤمنوا بأن نجاح القمة العربية في بغداد يعادل بل ويتفوق على غياب الامن والخدمات وسرقة ثروات البلاد؟
التفجيرات اليومية شماعة.. المؤامرات التي تحاك في الظلام شماعة؟ الأجندات التي تعيق تنفيذ الخدمات شماعة، شماعات يتشبث بها خطباء العصر العراقي الجديد؟ فنراهم في كل أزمة يطلقون سيلا من الاتهامات المبهمة؟ يريدون ان "تلتهي" الناس بأحاديث مطاطية، عن الفشل الذي لا يتحمله أحد، وعن السعادة التي كانت في انتظار الشعب لو ان دول العالم اختفت من الوجود، وعن المالكي ومنجزاته التي ابرزها حسب خطبة السيدة مريم الريس هي اجبار امريكا على الانسحاب، وهي تجر اذيال الخيبة، والبند السابع الذي اخرجه المالكي من "فم" مجلس الأمن.
وحين تسأل عن معاناة الناس يقولون لك ان حكومة الشراكة هي السبب، فالسيدة الريس ذرفت الدموع أمام الفضائيات، لأن رئيس مجلس الوزراء لا يملك سلطة على مؤسسات الدولة، وبالتالي فأفكاره في بناء دولة متطورة، لا تجد من يطبقها بأمانة وحرفية.. فمعظم المؤسسات والوزارات تتآمر عليه. أليس هذا عذراً أقبح من كل الذنب؟!
الخطب الثورية عن المؤامرات والمعوقات، إذن هي النظرية التي يرى اصحابها، في كل المختلفين معهم عملاء ومنفذين لاجندات خارجية.. وان كل سياسي او اعلامي لايردد شعار "معا" هو ماجور ويعمل ضد مصلحة الوطن، وعليك وحدك ايها المواطن المسكين ان تصدق أن هناك مؤامرات تحاك في الظلام لإجهاض التجربة الديمقراطية الرائدة، وأن عدنان الاسدي أهم قائد للاجهزة الامنية في تاريخ المنطقة، وانه  يمتلك خبرة عسكرية تسمح له بإدارة المعارك ووضع الخطط دون الاستعانة بوزراء للدفاع والداخلية والأمن الوطني.
والآن دعونا نتساءل بعد سماعنا لخطبة مريم الريس، هل السادة في ائتلاف دولة القانون يحترفون البحث عن الشماعات لطرحها علينا كأي مأزومين يختارون الحل الأسهل.. أو أنهم لا يملكون قرارهم كما يقولون؟ في الحالتين هم مدانون، وما تحدثت به مستشارة رئيس مجلس الوزراء هو دليل إضافي على مزيد من الفشل.
ايها المواطن وانت تمسك بالريمونت كونترول، عليك ان تعرف ان الإعلام المتآمر لم يشبع من الخراب والفشل، ولم يكفه السطو على مقدرات البلاد وثرواتها؟  فهو مصر على ان يفبرك احاديث للمالكي، ويبحث عن زلات لسان الزعيمة حنان الفتلاوي ليوزعها على العراقيين، ويروي القصص الكاذبة عن الحاج نعيم عبعوب، وبناء عليه ادعو الله صادقا أن تكون المستشارة الريس دقيقة وصادقة في خطبتها الثورية الاخيرة، وادعوا مخلصا ان يتحقق حلمها في ولاية ثالثة والرابعة للمالكي وذلك حفاظا على صورتها التي تبدو دائما واثقة الخطى وهي تتحدث، وخوفا على الكتل السياسية التي ستجد نفسها خارج جنة رئيس مجلس الوزراء اذا اصرت على منافسته على صولجان السلطة، بعد أن خرج العراقيون جميعا من جنة التغيير خالي الوفاض نتيجة ثماني سنوات من اللف والدوران والتخبط والعشوائية في إدارة البلاد.
السيدة المستشارة، الدول لا تبنى بالأناشيد والخطب الثورية عن حكومة الأغلبية، وحسد الخصوم.. كما لم تبن الامم نجاحاتها بالسخرية من الشعب والضحك عليه.. والاهم من ذلك علينا ان لا نعطي الفرصة لخطباء انتهازيين يقودون حملة تبرعات لضمان دوران ماكينة الفساد والاستبداد والاقتتال الطائفي، وانحدار الهوية الوطنية تحت شعار "البلاد تحتاج إلى خطب ثورية".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 5

  1. خليلو...

    لقد مللنا ، يا اخي، من هذه المخلوقات غير الجميلة ومن ثرثراتهم الممجدة لطنطلهم الممل وما اكثرهم!! يتعب الانسان في عدهم صاروا مشهورين مثل نجوم السينما ولكن مع فارق اولئك يزرعون الفرح في نفوس الخلق وهؤلاء يسببون لهم القهر اولئك يجزون عن خلقهم المتعة والبهجة

  2. د. شيرزاد

    أليس الماليكي المسؤول الأوحد ومع كل السلطات المرطبته بها؟ أليس هو القائد العام ؟ يقرر كما يشاء ؟ أليس هو الذي يدير الاستخبارات؟ بدون منازع؟ أليس هو وحزبه الذي يدير وزاره الداخلية؟ أليس هو من يعين كل الأفراد والقيادات في هذه المؤسسات ؟ فأين تأثير أعداءه عل

  3. د ابراهبم

    ا ن الطالب عندما يفشل بالامتحانات بسبب عدم نجاحه لعدد من الدروس أو قد يكون كل الدروس فهذا مفهوم لكل العالم فالامر هنا ﻻ تقبل بها أعذار لذلك عند فشل حكومه ما بسبب عدم تحقيق عدد من المكاسب للناس فهو فشل أيضا ولأ يقبل تقديم أعذار فهذا مفهوم لكل الخليقة أيضا

  4. حنا السكران

    اين المناظرات بين المرشحين وجها لوجه امام الناس ,ذلك اهم من الدلالات المتنقلات بين الكتل بلا مبدأ فالناس تعرفهم جيدا.. كنت اتمنى ان يكون قانون المرشحين للانتخابات كقانون سنة 1945 في العهد الملكي لكنا ارتحنا من هذه الوجوه الكالحة التي لن ترغب بالترشيح .

  5. ابو سجاد

    الحقبقة ياستاذ علي ان مريم لاتسخر من الشعب كون الشعب يعرف الحقيقة جيدا وهو الذي يسخر منها ومن اشباهها ولكن ليس بيده القرار وان سخريتها من جميع المشاركين في السلطة التشريعية والتنفيذة وهؤلاء يستحقون كل السخرية والاحتقار منهم من باع كرامته من اجل الامتيازات

ملحق منارات

الأكثر قراءة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

متى تتكلم الأغلبية الصامتة؟ وماذا بعد قانون الأحوال الشخصية؟

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

العمودالثامن: شجاعة نائبات

 علي حسين إذا كنت مثلي مجبراً رغم أنفك، على سماع أخبار هذه البلاد العجيبة، فإن هناك جيشاً قوامه العشرات من المدونين ، يشن حملة ضد محامية ذنبها الوحيد أنها دافعت عن قانون الأحوال...
علي حسين

قناطر: الشعر هو ما يجعلنا نحلم

 طالب عبد العزيز قليلاً ما أكتب الشعر في الصيف، بل هو لا يأتيني فيه، فأنا أكره الحرَّ والشمس اللاهبة، ذلك لأنني رجل شتوي بامتياز، أحبُّ البرد والرياح القارصة والمطر والثلوج، ولا أجمل من...
طالب عبد العزيز

فلسفة الحكم في العراق

محمد حميد رشيد الحكم في العراق مبني على شعارات مجردة وفرضيات مبهمة وعواطف ملتهبة وعلى قواعد عامة لا تكفي أن تكون نظام لتسيير مؤسسة صغيرة وليست دولة كبيرة. وهناك من يقول ان الدستور هو...
محمد حميد رشيد

العراق: أحوال شخصية ام تكريس لظاهرة السلطة الموازية؟

حارث حسن واجهت معظم الدول الإسلامية الحديثة إشكالية التناقض بين مبادئ وأحكام الفقه الإسلامي (الذي يستخدم خطأً باعتباره مطابق للشريعة)، وبين المبادئ التي تقوم عليها الدولة الحديثة. يتعلق الأمر بمسألة شرعية هذه الدولة، والتي...
حارث حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram