القوائم الانتخابية، وخاصة الكبيرة منها، بدت على ثقة راسخة، بانها سوف تشغل معظم مقاعد مجلس النواب المقبل، فتتجه نحو تشكيل حكومة الأغلبية، وتطلق النار على جميع ازمات العراق السياسية والامنية والاقتصادية، واحدة من تلك القوائم، جعلت فضائيتها تبث برامجها على مدار اربع وعشرين ساعة، لايصال رسالة واضحة الى الناخبين بان الحزب مالك الفضائية سيحقق النصر الكبير في الانتخابات، والترويج لهذه الفكرة ينطلق من يقين راسخ، وايمان عميق بان القوائم الاخرى، ستركب قطار "الجطلة" ولن تستطيع اللحاق بالقطار السريع المتوجه الى محطته الأخيرة حكومة الأغلبية.
انتصار جديد تحققه القائمة الكبيرة عبر بث الفضائية، والقائمون عليها المشرفون على إعداد وتقديم برامجها فاتتهم حقيقة معرفة جمهورهم، وهل يصل بثهم الى نينوى وديالى والأنبار وصلاح الدين، في ظل وجود عشرات الفضائيات العراقية، تمولها أحزابها، وهي الاخرى تروج لقوائمها، وترغب في تشكيل حكومة الأغلبية السياسية.
من حق الاحزاب والقوى السياسية ان تسخر وسائل إعلامها لخدمة اهدافها، وخصوصا في الانظمة الديمقراطية بجميع نسخها ومنها العراقية صاحبة الامتياز، في منح حزب صاحب القرار كل الامتيازات والإصلاحيات، ليكون قائد المرحلة، بوصفه "السيف المجرب" في قطع اعناق الارهابيين، وصاحب ملحمة الانتصار المؤزر على اعداء العملية السياسية، منفذي مخططات دول اقليمية تسعى للاطاحة بالنظام السياسي، مثل هذا الكلام وغيره المدعوم بتصريحات زبانية وحاشية ومرشحي قائمة القائد حامل السيف المجرب، يبث يوميا، بعدد طرقات بائع قناني الغاز، عندما يجوب الاحياء لعرض بضاعته لربات البيوت.
فضائيات الاحزاب المنشغلة هذه الايام بالحملة الدعائية للمرشحين، اخذت تعزف على وتر "الأغلبية الوهمية" وتجاهلت حقيقة عزوف المشاهدين عن متابعة برامجها، ولم تسأل أيهما انفع للعراقيين، بائع الغاز أم صاحب "السيف المجرب"، الجواب معروف وواضح، فما قيمة صاحب القرار في لحظة حاجة "جدر الفاصوليا اليابسة الى نار عالية "، وحيرة ربة البيت في تدبير اعداد وجبة الغداء، لا شك ان حضور بائع الغاز في تلك اللحظات سينهي اندلاع ازمة عائلية، باستبدال القنينة الفارغة باخرى جديدة، ومن دون الاستعانة بخدمات القائد صاحب السيف المجرب في المعارك التاريخية.
في زمن الحرب العراقية الايرانية كان احد امراء الالوية يسأل جنوده عن رقم البيان العسكري، ومضمونه، ليختبر متابعتهم نشرات اخبار الاذاعة العراقية، ويعاقب من يجهل الاجابة بتأخير اجازته الدورية، وظل سؤال الآمر مصدر قلق جنوده، تخلصوا منه بعد نقله الى وحدة اخرى.
فضائيات الاحزاب المتنفذة المروجة لحكومة الاغلبية بحسب مقاساتها الخاصة، وتوقعاتها، واتساع قاعدتها الشعبية كما تزعم وتدعي، ربما ستدعو وتناشد اصحاب القرار الى اصدار تعميم لدوائر الدولة كافة، يلزم موظفيها بمتابعة فضائية صاحب السيف المجرب والاستعداد لاجراء امتحان يومي قبل المباشرة بالدوام لتقديم موجز لاهم اخباره ونشاطاته، ومؤتمراته وخطاباته، وحرت والله بزماني ياصحبتي.
أغلبية وهمية
[post-views]
نشر في: 14 إبريل, 2014: 09:01 م