يشرح المخرج فولكر هيسه، الذي قدم فيلم، "24 ساعة برلين" لماذا يفضل تصوير أحدث فيلم وثائقي له في القدس، ويتحدث عن "لماذا تبدو المدينة لغزاً، مكوناً من قطع لا تنسجم مع بعضها البعض.وفي مرحلة الأفلام الوثائقية الحديثة، يدعو المخرجين إلى عدم حدوث شيء ما يع
يشرح المخرج فولكر هيسه، الذي قدم فيلم، "24 ساعة برلين" لماذا يفضل تصوير أحدث فيلم وثائقي له في القدس، ويتحدث عن "لماذا تبدو المدينة لغزاً، مكوناً من قطع لا تنسجم مع بعضها البعض.
وفي مرحلة الأفلام الوثائقية الحديثة، يدعو المخرجين إلى عدم حدوث شيء ما يعكر جو التصوير، وقد بدأ اهتمام هيسه بتقديم فيلم وثائقي عن دراسته لمدينة القدس، إلغاء نظرة إلى ما خلف الخطوط الأساسية للمدينة، وتقديم القصة اليومية للناس الذين يعيشون فيها.
وقد بدأ هذا المشروع منذ ثمانية أعوام. ويقول هيسه "لقد فكرت بالأمر دائماً".
كيف أحكي عن المدينة؟ في الأدب لدينا "يوليسيس لجيمس جويس، ومانهاتن، لجون دوس باسوس وبرلين لالكسندر للاتز، وفي يوم من الأيام، قرأت مقالة باللغة الإنكليزية عن المؤرخين الإنكليز، وانهم طلبوا من كافة سكان لندن، الكتابة اليه، ويتحدثون عن كيفية قضاء يوم من الأيام الاعتيادية.
ويضيف، "اعتقدت أنها فكرة جيدة، اذ لا يوجد من يطلب من الناس التحدث عن حياتهم العادية، وتساءلت مع نفسي، لماذا لا أفعل كذلك أمام العدسة؟ فلكل شخص عدسة في هاتفه النقال، وكانت الخطوة التالية، ولماذا لا أفعل ذلك في التلفزيون؟ وكانت تلك الفكرة هي أساس مشروع ببرلين وبدأت أفكر في الموضوع، ثم صورت يوماً واحداً وقررت أن أعرضه، وفيه نصور الحياة الحقيقية ليوم واحد، ونعرضه ايضاً، وهكذا تم تصوير الفيلم، على ان يعرض في التلفزيون العام المقبل، وأن يبدأ العرض في نفس تاريخ بداية التصوير قبل عام، وكانت النتيجة فيلم "24 ساعة، برلين" وحقق نجاحاً جيداً، في التلفزيون الألماني والفرنسي، وقررت بعدئذ تصوير فيلم مماثل في القدس، لأنها مدينة مختلفة وليست اعتيادية مثل لندن، برلين، باريس أو موسكو، ففي القدس لا تعرف الحدود، لأن الفلسطينيين لهم فكرة أخرى مختلفة، عما يعتقده اليهود، وفي هذه المدينة ثلاث ديانات، وكل دين يقول "القدس لنا".
ويتضمن الفيلم العديد من الموضوعات التي يتحدث عنها العالم في هذه الأيام- الدين، السياسة، الحداثة والحياة التقليدية- وكل هذه الموضوعات موجودة في القدس: وإن أراد احد ما صراع الحضارات، فعليه المجيء إلى القدس وكانت الخطوة الأولى الحصول على علاقات وقد بدأنا البحث قبل ثلاثة أعوام من التصوير وإقامة علاقات مع أشخاص هناك، دون إثارة الشك، وخاصة من الجانب الفلسطيني، وكان علينا التحدث مع الناس والجلوس معهم ساعات عدة.
وقد أمضى هيسه ستة أشهر في القدس قبل موعد التصوير، مشرفاً على فريق من الباحثين في أوروبا، وآخر في إسرائيل وثالث من الفلسطينيين وقد شرحت لهم ما نريد قائلاً: "نريد رجل دين يهوديا وآخر مسيحيا وثالثا مسلما، وبالتأكيد شخص من الراديكالية الفلسطينية وآخر من المتشددين الصهاينة، كانت تلك العوامل الرئيسية للعمل، والتي ستتفرع منها التفاصيل الأخرى.
وكان لدى فريق العمل 20 آلة تصوير وأنا لم أقل في الفيلم من هو على حق ومن هو على خطأ، وعندما سيراه الناس سيدركون أمورا عدة عن بلادهم.
ويقول هيسه، انهم تحملوا ضغطاً كبيراً في خلال العمل، وكان علينا رؤية المدينة من خلال وجهة النظر الشخصية، والتوازن في ما بينها.
وتقطيع الفيلم ، مرّ بأربع مراحل، وقام به شخصان أحدهما من إسرائيل والآخر من فلسطين، وقد استغرق العمل خمسة أشهر قامت به ثلاث مجموعات، الفريق الأول اختص في الساعة الأولى من الفيلم والثاني بالساعة الثانية والثالث بالثالثة.
وكانت النتيجة رؤية فوق اعتيادية للمدينة، ستعرض على الشاشة الفرنسية والألمانية بعنوان "24 ساعة في القدس" وسيعرض الفيلم، بتقديم نصف ساعة منه، وبعد ذلك 7 ساعات، أي انه لا يعرض كاملاً مرة واحدة لأن طوله 24 ساعة.
عن: الغارديان