TOP

جريدة المدى > تقارير عالمية > كيف استغلت الـ CIA رواية د.زيفاكو!

كيف استغلت الـ CIA رواية د.زيفاكو!

نشر في: 15 إبريل, 2014: 09:01 م

رزمة سرية وصلت إلى مقر الـCIA (الاستخبارات المركزية الأمريكية)، في كانون الثاني 1958، وكان في داخلها رزمتان من الأفلام مرسلتان من الاستخبارات البريطانية، وأظهرت الصور ان الرزمة رواية، "د.زيفاكو"، باللغة الروسية. وكان كتاب الشاعر والكاتب الروسي باستر

رزمة سرية وصلت إلى مقر الـCIA (الاستخبارات المركزية الأمريكية)، في كانون الثاني 1958، وكان في داخلها رزمتان من الأفلام مرسلتان من الاستخبارات البريطانية، وأظهرت الصور ان الرزمة رواية، "د.زيفاكو"، باللغة الروسية.
وكان كتاب الشاعر والكاتب الروسي باسترناك قد منعت من التوزيع في الاتحاد السوفيتي، وكان البريطانيون يقترحون على ـCIA الحصول على نسخ من الرواية التي منعت خلف الستار الحديدي. ووجدت تلك الفكرة، في الحال، استحساناً من قبل واشنطن.
وجاء في المذكرة التي أرسلتها الـ(ـCIA) إلى كافة رؤساء أقسامها، "الأمر هام ليس بسبب طبيعته التحريضية، بل من أجل الظروف التي رافقت طبعها: إننا نمتلك الفرصة لجعل المواطنين السوفيت من التساؤل عن أسباب موقف الحكومة من الرواية: إننا نمتلك الفرصة لاستغلال عدم طبع الرواية في موطن الكاتب الكبير، الأشهر في الاتحاد السوفييتي حالياً، والرواية غير متوفرة في بلاد الكاتب بلغته، لتكون متوفرة للقراء الاطلاع عليها".
وهذه المذكرة هي واحدة من أكثر من 130 مذكرة أخرى، تم الكشف عنها مؤخراً، والعائدة إلى الاستخبارات المركزية الأمريكية، وهي تتحدث عن سبب تدخل الـ(ـCIA) في طباعة رواية "د.زيفاكو" وهي خطة واضحة، غايتها إيصال الكتاب إلى أيدي المواطنين السوفييت، من اجل توزيعه في موسكو والمدن الروسية الأخرى من الكتلة الشرقية، وطبع الكتاب، ثم ترشيحه لجائزة نوبل، أثار واحدة من اشد العواصف الثقافية، في خلال الحرب الباردة.
وبسبب تواصل نجاح الرواية، والفيلم الذي تناولها في عام 1965، ايضاً بعنوان "د.زيفاكو"، تحول ذلك العمل الأدبي إلى علامة بارزة في عالم الرواية، ولكن عددا قليلا من القراء يعرفون كيفية انتقال الرواية، في عالم كان منقسماً بين قوتين رئيسيتين، أما دور الــCIA، فكان طبع الرواية بشكل جيد باللغة الروسية في هولندا، وأيضا بطبعة أخرى صغيرة جداً، في مقر الاستخبارات الأمريكية.
والوثائق التي كشفت عنها الــCIA، تؤكد أن عملية الطبع كانت قد نفذت من قبل "قسم الاتحاد السوفيتي"، في الاستخبارات الأمريكية، تحت إشراف مدير الــCIA، ألين دوليز، وكانت التعليمات في الــCIA، هي "العمل بشكل لا يشير مطلقاً أو يدل على دور الولايات المتحدة في الأمر".
والصفحة الأولى من طبعة عام 1958 باللغة الروسية لـ"د.زيفاكو"، طبعت في هولندا ووزعت على السيّاح الروس في معرض بروكسل عام 1958.
وفي خلال تلك المرحلة الزمنية، كانت الكتب نوعاً من الأسلحة، وإن منع عمل أدبي في الاتحاد السوفييتي أو دول أوروبا الشرقية، كان يستغل لإثارة الدعاية، والقيام بطبع (10 ملايين نسخة منه، وتوزيعها سراً هناك).
وتتحدث رواية باسترناك عن حيادة الدكتور الشاعر يوري زيفاكو- فنه- حبه وخساراته في العقود الزمنية التي تلت عام 1917، أي بعد الثورة الروسية، وفي الرواية، نجد ان زيفاكو هو باسترناك نفسه، فكلاهما من مواليد عام 1809، ولهم ماضٍ مفقود.
وقد أدرك باسترناك ان عالم الطباعة الروسية سيتراجع بسبب أسلوب ولهجة الرواية، كونها لا تتقيد بمتطلبات الاشتراكية الواقعية، أو الإشادة بالثورة الروسية، أو ثورة أكتوبر.
ولكن باسترناك قد أظهر من قبل جرأة غير اعتيادية: قيامه بزيارة أقارب من تم نفيهم في المعسكرات النائية، ويمنحهم ايضاً مساعدات مالية، ويتدخل مع السلطة من اجل طلب الرحمة للذين وجهت اليهم تهم سياسية، وكان ايضاً يرفض التوقيع على طلبات تدعو إلى تنفيذ حكم الإعدام على متهمين سياسيين لأنهم من أعداء الوطن.
ولم يقبل باسترناك الكتابة حسب وجهة نظر السياسة في بلاده، فالتضحية بروايته ستكون جريمة لإبداعه، ولذلك السبب رفضت المؤسسة الأدبية السوفييتية حتى لمس "د.زيفاكو".
ولحسن الحظ، علم باسترناك ان ناشراً من ميلان، قد استلم نسخة من مخطوط الرواية، بواسطة كاتب إيطالي، يعمل في موسكو، وفي عام 1956، وقع باسترناك عقداً مع الناشر والذي سيرفض كل جهود الكرملين والحزب الشيوعي الإيطالي، لعدم نشر الرواية.
وفي تشرين الثاني 1957، ظهرت الطبعة الإيطالية من الرواية وتم توزيعها.
وبدأت التقارير الموجهة إلى الاتحاد السوفييتي بخطورة الكتاب. وبعد فترة قصيرة من نشر الرواية بالإيطالية، دعت إدارة الـCIA، إلى طبع، "د.زيفاكو" بعدد من اللغات الأجنبية لتوزيعها عالمياً، وخاصة بعد نيلها جائزة نوبل.
وفي الوقت الذي نالت فيها الرواية اهتماماً عالمياً، ومن بينها الأكاديمية السويدية لم تبدر أية نوايا للاستخبارات الأمريكية تدل على رغبتها في مساعدة باسترناك للفوز بجائزة نوبل، وقد تواصلت تلك التساؤلات في عدد من العقود الزمنية اللاحقة.
 عن: الغارديان

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

التعديل الوزاري طي النسيان.. الكتل تقيد اياد السوداني والمحاصصة تمنع التغيير

حراك نيابي لإيقاف استقطاع 1% من رواتب الموظفين والمتقاعدين

إحباط محاولة لتفجير مقام السيدة زينب في سوريا

امريكا تستعد لاخلاء نحو 153 ألف شخص في لوس أنجلوس جراء الحرائق

التعادل ينهي "ديربي" القوة الجوية والطلبة

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

برنامج دولي لتحقيق أمن غذائي دائم للمتضررين فـي العراق

برنامج دولي لتحقيق أمن غذائي دائم للمتضررين فـي العراق

 ترجمة / المدى في الوقت الذي ما تزال فيه أوضاع واحتياجات النازحين والمهجرين في العراق مقلقة وغير ثابتة عقب حالات العودة التي بدأت في العام 2018، فإن خطة برنامج الأغذية العالمي (FAO )...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram