بنبرة الحكماء المخلصين ممن لا يرضون السلوك الأعوج في مشروع يرمي مسؤولوه إلى وضع منهج جديد وتطبيق آليات ناجعة لقيادة الكرة العراقية، إنبرى شيخ المدربين أنور جسام إلى إطلاق تهديد برسم الحساب لكتلة المرشح لرئاسة الاتحاد عبد الخالق مسعود إذا ما أخفقوا أو تنصلوا أو أهملوا وعودهم التي جلجلت قاعة المؤتمر الانتخابي أمس الأول في (المنصور ميليا) وسيقف أمام عدسات الكاميرا والصحفيين مطالباً بإسقاط الثقة عن الكتلة تعبيراً عن حرصه ووعيه وانفعاله الايجابي لمصلحة اللعبة والعاملين فيها وحثهم على الالتزام بكل كلمة تشكل عهد الرجال في وقت المحن.
ولم يكن الكابتن جسّام وحده جاداً في هز سبابته أمام منصة مسعود للتذكير بما أجادت به قرائحهم وهم يؤكدون سعيهم لإصلاح العيوب التي شهدتها السنوات السابقة وتصحيح الأخطاء التي أدت إلى إضاعة المزيد من الوقت في رحلات ماجلانية ومؤتمرات صحفية استهلاكية واجتماعات ترضية وتكالب، بل كان هناك العديد من الإعلاميين فرسان كلمة الحق انهالوا بالنقد المفصلي لقادة الكتلة عبد الخالق مسعود واحمد عباس ومحمد جواد الصائغ وهادي احمد وشرار حيدر، بين أمنيات بعض الزملاء بنقلة نوعية لمنتخباتنا في محافلها المقبلة وبين اتهامات مباشرة لمن هان عليه بيت الاتحاد من خراب في العلاقات وطعون في النزاهة وفضائح لمال معوّم على نسب العملات (كومشن) وكان المستمعون من أعضاء الكتلة بمنتهى الإنصات التفاعلي الذي انعكس على محياهم مؤشراً قبولهم جميع الآراء بما فيها وصف كاتب السطور الانتخابات بالباطلة لسعي الاتحاد إلى إجرائها تكميلية أمدها عام وشهران للسنين الثلاث الماضية التي أسقطها قرار (كاس) بفقدان الاتحاد لشرعيته!
ولعل ابرز ما قاله مسعود هو دعوته زميله ناجح حمود لمنافسته في العشرين من نيسان المقبل وليس غير هذا الموعد برغم ثقة الأول انه قادر على المضي في أي يوم تحدده اللجنة العليا للانتخابات، وهي خصلة أخلاقية رائعة قلما نراها في معتركات انتخابات يستثمر فيها الأنداد جميع الأسلحة بما فيها التسقيط الاجتماعي مثلما توفر لمسعود دليله المعنوي في قضية إقصاء غريمه حمود من الترشيح للرئاسة لشموله بقرار هيئة المساءلة والعدالة قبل أن تبرّئه أمس الأربعاء لتقديمه تظلماً أقنع الهيئة بفحواه حسب تصريح نائب رئيس الهيئة بختيار القاضي لـ(المدى) أثناء اتصالي به ظهر أمس، فنال مسعود أعجاب وثناء جميع المراقبين لموقفه النزيه والرجولي بعدم التشهير بزميله ومطالبته الهيئة بإنصافه والسماح له بالمشاركة في الانتخابات التي تصاعدت حمّى تصريحات بعض المرشحين فيها بطريقة غير حضارية كتلويح احدهم بفتح ملف تلقي بعض الناخبين رشا نظير ضمان تصويتهم لهذه الكتلة أو تلك!
الآن وبعد أن زالت الضغوط على رئيس الاتحاد المنحل ناجح حمود وأصبح مؤهلاً قانونياً للمنافسة على رئاسة الاتحاد ، فإننا نطالبه بطرح برنامجه الانتخابي أمام وسائل الإعلام في اقرب موعد للوقوف على مبررات إقدامه على الترشيح لدورة قصيرة وفق برنامج نتمنى أن يكون مغايراً لما طرحه عام 2011 بعد أن فشل في اغلب فقراته ، وخرج عن النص بقرارات فردية حسب شهادة اقرب العاملين معه وتصرّف بشؤون الاتحاد إلى الدرجة التي أغضبت الممثل الحكومي (وزارة الشباب والرياضة) في أكثر من قضية لم يستقم فيها رأيه مع رأيها وأتهم بإضاعة حق العراق في تضييف خليجي البصرة مرتين ، وإثارته الشكوك حول ورقة تصويته في انتخابات الاتحاد الآسيوي التي لم يكشف عنها حتى الساعة هذه ، فضلاً عن عدم وضعه معايير مهنية في تسمية مدربي المنتخبات الوطنية ولعل فضيحة استبدال المدرب هادي مطنش بزميله حكيم شاكر في الدوحة دليل دامغ على سوء تخطيط الاتحاد في عهده .
أما من يراهن على تأجيل الانتخابات وراح يتبّرع بجمع تواقيع مؤيدين لذلك فهو الانهزام بعينه لمنقلبين في المواقف والمبادىء والمواثيق ، فأين كان هؤلاء مذ تم تحديد العشرين من نيسان موعداً للانتخابات بموافقة الاتحادين الدولي والآسيوي كانون الثاني الماضي والجميع يعلم منذ أشهر طوال أن الانتخابات النيابية محددة في الثلاثين من الشهر نفسه ، ولا تحول أية ممارسة متعلقة بتصويت الجيش والشرطة دون إقامة مؤتمر أهل الكرة في موعده المعلن ، لهذا نرى أن الانقسام الراهن بين الكتلتين لا يخدم المشروع الوطني لحسم الملف، واللعب على حبال ظروف البلد سيعثـر الطرف المتخوّف من نتائج الصراع الانتخابي وعند ذاك سيكون حساب التاريخ عسيراً لمن وعد .. وأخلف!
سنحاسبكم!
نشر في: 16 إبريل, 2014: 09:01 م










