في جولة قصيرة كالتي قمت بها ما بين مدينتي الحلة وكربلاء وبينهما ( طويريج ) يمكن للعين العراقية التي اعتادت في الأسابيع الأخيرة على التنقل بين صور المرشحين ان تستمتع بمشاهدة وجوه جديدة تختلف عن الوجوه التي تزين شوارع العاصمة ، ولزيادة الاستمتاع لابد من التمعن في ملامح المرشحين للتكهن بما يستتر خلفها من سمات ومزايا– على طريقة علماء الباراسايكولوجي – فلا تحمل اللافتات غالبا الا أسماء المرشحين وأسماء الكتل التي ينتمون اليها ، ورغم ان هناك لافتات حملت تعريفا بمهنة المرشح او درجته العلمية الا ان الأغلبية اختبأوا خلف ولاءاتهم لشخصيات او كتل معينة او قرابتهم لشخص معين ..فمع بداية الطريق المؤدي الى كربلاء وفي طويريج لا تفوتكم فرصة التعرف على أقارب السيد رئيس الوزراء دون دخول قصره او مشاهدة فيلم وثائقي عن حياته الشخصية كما يحدث مع اغلب الحكام المشاهير.. الأمر بسيط جدا فالتفرج على صور المرشحين سيعرفكم على أزواج بنات المالكي وابن عمه وابن شقيقه وآخرين من عشيرته لا يقدمهم للناس الا صلتهم به المكتوبة بين قوسين في سابقة لم تشهدها انتخابات برلمانية في أية دولة أخرى ، او بالعبارة التعريفية العراقية جدا ( ابو فلا ن ) وكأن الناخب يبحث عن شخصية شعبية تتردد على المقاهي والأسواق ويعرفها الناس بلقب (ابو فلان ) لدرجة ان لافتة حملت صورة امرأة تتلفع بعباءتها وقد كتبت على لافتتها عبارة ( ام فلانة ) دعتني الى التفكير في احد أمرين فأما انها القابلة المأذونة لتلك العائلة الكريمة والتي لها شرف المساعدة في زيادة نسلهم الذكوري او انها احدى قريبات رئيس الوزراء ممن يحاولن تجميل صورة حزبه بزيادة العناصر النسوية فيه ..في كل الأحوال فكل من سبق ذكرهم لايعرف عنهم الناخبون شيئا الا قرابتهم للسيد رئيس الوزراء وايمانهم بالمثل القائل ( من جاور السعيد يسعد ) ..
دعاني هذا الأمر الى التفكير في اقتراح لن يجد وقتا لتطبيقه في الانتخابات القريبة المقبلة وهو وضع (CV) المرشح قرب صورته في اللافتة وان تتم كتابته بخط واضح ليعرف الناخب شيئا عن المرشحين مجهولي الهوية ..تحصيلهم الدراسي ، مكانتهم العلمية ، بحوثهم ، مشاركاتهم الإبداعية ، إنجازاتهم لخدمة المجتمع وغير ذلك مما يحفل به (CV) أي اكاديمي بسيط او مبدع في أي مجال يصب في خدمة المجتمع ..
المشكلة انه حتى الإعلانات مدفوعة الثمن في التلفزيون بدأت تنحى منحى آخر فبدلا من التعريف ب(CV) المرشح ظهرت عن بعض المرشحين أغان وأهازيج تصورهم أبطالا ومنقذين للمواطن العراقي من الفقر والمرض والجهل والبطالة وكل العاهات التي تشوه وجه المجتمع منذ ان تعاقب السياسيون على تدميره ..
أتساءل ..اذا كان ما يسبق الانتخابات يفوق الوصف في التزلف والمديح وإعلاء صورة المرشح وصوته بالأهازيج والأغاني فماذا سيحصل اذا فاز او نال منصبا وزاريا او رئاسيا ؟...ربما سيحشد مستقبلا كل ( ابو فلان ) و( ام فلان ) في عشيرته للترشيح معه كما يحدث الآن مع أقارب السيد رئيس الوزراء!
المرشح (أبو فلان)
[post-views]
نشر في: 18 إبريل, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 1
امير عبد علي
لااخفي سرأ اني استمتع في مشاهداتي لصور المرشحين والاستمتاع بها سواء بالوجوه الكارتونيه اوالتعريفات الغريبه والتي تلاحظ سطحية العقول .والاخطاء المطبعية ومن ما اشرت اليه وقد طرح على بعض الماقع الاخباريةالغرائب منها ولكن شاهدت لافتة لمرشحة دكتورة دون تحت اس