لا أتذكر اسم الشاعر الشعبي الذي قال:
الكاع ملت من بچينة الما وراه غير البچي
الناس ملت من حچينه الما وراه غير الحچي
تذكرت هذا المقطع الشعري وأنا صافن بوجه آخر تصريح لحجي نوري المالكي في الحلة يوم الجمعة الفائت، الذي تفطّن في "العشرة الأخيرة" للانتخابات فصار يسرع في توزيع الأراضي على الناس. سمعت ان "الحچي بالتفاطين" وليس توزيع الأراضي بالتفاطين.
وعلى ذكر "الحچي"، فان الحجّي ينصح الناس ألا ينتخبوا من لا "يحچي" على الإرهاب. قال لهم: "لا تعطوا صوتا للذين يسكتون على الإرهاب". كعادته لم يحدد اسم مرشح واحد ساكت. يا عم الكل يتاجر ويحچي من الصبح لليل عالإرهاب. بس والنتيجة؟ الحچي ماكله الثور.
تصوروا ان حاكما لبلد يعيث الإرهاب به على مدار الليل والنهار ويحصد منه مئات الأرواح كل يوم ويرى ان الحچي سينهيه. وهل يُدحر الإرهاب بالكلام؟وهل الإرهاب إذاعة أو جريدة حتى نرد عليها الكلمة بالكلمة وما نسكت؟ لو كان كذلك لوجدنا دول العالم نصبت مكبرات أصوات على السطوح تشتم الإرهاب وتلعنه ليلا ونهارا للتخلص من شره. لا يا حجّي، أظن ان أهل طويريج الطيبين، الذين نشأت بينهم، قالوها كما قالها أهل العراق كلهم "اكعد عوج واحچي عدل".  
الحچي العدل هو أن "لا تعطوا صوتكم لمن فشل في محاربة الإرهاب". ثماني سنوات وأنت تحتكر الملف الأمني الخاص بمحاربة الإرهابيين القتلة بيدك أنت وحدك لا شريك لك. سخرته كله لحماية نفسك وحبايبك وتركت الناس لا حول لهم ولا قوة. صارت العدها حبايب بفضلك تشبع أمنا وسلاما وصفقات و"دزكات" دولارات. من يريد ان يجعل القاعدة وداعش ترقصان بچفية، فلينتخب من فشل في دحرهما والحد من جرائمهما. الإرهاب يحتاج عقلا نظيفا لمحاربته وليس إلى لسان طويل يزبد ويرعد هراء.
حاز الإرهاب بفضل فشلك في إدارة الملف الأمني الميدالية البرونزية في ولايتك الأولى. ونال الفضية في الثانية. وإنك لو بقيت في الثالثة فإنه والله العظيم سيحرز الذهبية والماسية معا. وليعلم الناس أن كل من سينتخب، مرة أخرى، من فشل في محاربة الإرهاب سيظلم نفسه وسيحشر معه يوم القيامة وإصبعه البنفسجي مخضب بدماء الأبرياء، يوم لا ينفع مال ولا بنون ولا ائتلاف دولة القانون. وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون.