 بغداد/ ايناس طارقعلى الحكومة وبالأخص وزارة البلديات ان تضع حلاً لأزمة السكن العشوائي بتوفير قطع أراض وبناء مجمعات سكنية واطئة الكلفة ،وان تدعم وزارة الإعمار والإسكان بزيادة المبالغ المخصصة لمشاريع سكنية للطبقات الفقيرة. ونذكر أن : هناك أكثـر من (21

 بغداد/ ايناس طارق

على الحكومة وبالأخص وزارة البلديات ان تضع حلاً لأزمة السكن العشوائي بتوفير قطع أراض وبناء مجمعات سكنية واطئة الكلفة ،وان تدعم وزارة الإعمار والإسكان بزيادة المبالغ المخصصة لمشاريع سكنية للطبقات الفقيرة. ونذكر أن : هناك أكثـر من (21%) من مواطني بغداد يعيشون ضمن السكن العشوائي ،في ظروف قاسية بعيدة عن الانسانية ومقومات عيش الإنسان الاعتيادي.

يجهض الفقر الإحساس بالإنسانية ، وحينما يرضى الانسان بأدنى مراتب العيش ,قد يصل احيانا الى الحضيض وتراه راضيا مستكينا ليس عن إيمان او قناعة وانما لموت البقية الباقية منه كإنسان فتراه يسكن الخرائب والأراضي المسلوبة كاتباً على عتبة داره (هذا من فضل ربي) ، وتراه يفترش الأرض ويلتحف الصفيح ، ورغم ذلك يتكاثر ويبالغ في التكاثر في مساكن لاتصلح لتربية الصيصان فضلا عن اطفال من بني آدم فلا جدرانا تستر ولا أبوابا تحمي ولاسقوفا تكف ما تجود به السماء من امطار او شمس حارقة، ولربما الهجرات وثقافة الحوسمة صارت جزءا من العراق تبناها المحرومون والمتخمون على حد سواء، ابتداء بحوسمة السياسيين والاحزاب لمنازل ومؤسسات تحت ذريعة ملكيتها لأزلام النظام البائد وانتهاء بحوسمة الاراضي وبناء أحياء بالكامل عليها ،إذن فداء النزوح وثقافة الحوسمة والفرهود ظل ولايزال يلاحق العراق بسيف قاطع .انتشار العشوائيات بات مشكلة كبيرة والمناطق العشوائية انتشرت في بغداد كانتشار السرطان  في الجسد المعافى لتحيله الى جسد مسلوب الارادة يتقبل العلاج الكيميائي ليزيده تشوها ،وفي تحقيق أجرته ( وكالة أنباء الإعلام العراقي / واع) لتعرضه في وجه المسؤول الذي التهى بملذات المنصب تاركا ابناء بلده نهشا لآفات اجتماعية كان العراقي يقرأها في روايات الكتاب المتشائمين فيعجب من وجودها ... ونبدأ من رؤية المختصين لأحياء الحواسم (العشوائيات ) فهي تشكل لديهم فوضى اجتماعية عارمة وخطراً أمنياً واقتصادياً ، فيما يعتبرون الوضع الاستثنائي ،الذي عاناه البلد من حروب وعنف طائفي، سبباً رئيسا في نشوئها اضافة الى اسباب اخرى كأزمة السكن وعدم وجود قوانين صارمة تمنع هذه الممارسات والفقر المدقع الذي تعانيه شريحة واسعة من الشعب على الرغم من خيرات البلد الهائلة ....تجولت بهذه الأحياء وقد استقبلني السكان بترحاب حذر حين همست ام جعفر في أذني : هل تريدون اخراجنا من منازلنا ؟ اجبتها بالنفي وحاولت طمأنتها فانهالت بالدعاء والترحيب بي ,وام جعفر (72عاما) تسكن مع ابنائها الثلاثة في منزل لاتتجاوز مساحته 200 متر مبني من البلوك والصفيح ، أولادها متزوجون ولهم ابناء كثر. قالت ام جعفر: نعيش وضعاً مزرياً فمعظم الوقت تفيض المياه الثقيلة وتغطي البيت ، نحن هنا منذ 7 سنوات ولانعرف متى تلتفت الحكومة لتجد حلولاً لنا .
أعلنت وزارة التخطيط والتعاون الانمائي أن عدد المساكن العشوائية على مستوى المحافظات العراقية بلغ اكثر من 346 الف مسكن، وفي الوقت الذي اشارت الى أن بغداد احتلت المرتبة الاولى منها، اعتبرت ان الموضوع هو عجز في البنى التحتية والخدمات.
وقال وكيل وزارة التخطيط مهدي العلاق على هامش اطلاق نتائج المسح الشامل للعشوائيات في العراق إن «عدد المساكن العشوائية على مستوى محافظات العراق عدا اقليم كردستان بلغ 346 الفا و881 مسكنا بنسبة قدرها 7% من اجمالي عدد المساكن في العراق والتي تقدر بحوالي اربعة ملايين و752 الف مسكن.
واضاف العلاق أن «بغداد سجلت اعلى نسبة في عدد المساكن حيث بلغت 33% من مجموع المساكن العشوائية تلتها محافظة البصرة بنسبة قدرها 14%»، مبينا أن «عدد سكان العشوائيات بلغ مليونين و400 الف نسمة وبنسبة 7% من مجموع السكان».
واكد العلاق أن «ظاهرة السكن العشوائي في العراق التي تفاقمت في الاونة الاخيرة تعتبر مشكلة ذات ابعاد اقتصادية واجتماعية تعبر بوضوح عن عجز في البنى التحتية والخدمات»، لافتا الى أن "المسح سوف يوفر بيانات احصائية للدولة لعدد التجمعات العشوائية والمساكن ومستوى الفقر في العراق". وكانت وزارة التخطيط والتعاون الانمائي أكدت في (19 ايلول 2013)، ان العشوائيات في العراق مقلقة وتحتاج الى سبع سنوات لمعالجتها، فيما أشارت الى ان الاسبوع المقبل سيشهد الاعلان عن أعدادها.
يذكر أن العراق يعاني من أزمة سكن خانقة نظراً لتزايد عدد سكانه قياساً بعدد المجمعات السكنية، إضافة إلى عجز المواطنين لاسيما أصحاب الدخل المحدود من بناء وحدات سكنية خاصة بهم، بسبب غلاء الأراضي ومواد البناء.