سنة بعد سنة ، تخلى العراقي عن شروطه الصارمة فيمن سيتولى حكم العراق، وغدا جل مراده ، ان يتصف الحاكم بالإنسانية بأسمى شروطها . ليرى إن الوطن مقدس ، وإن المواطن فيه قيمة عليا ، له كامل الحق ان يحيا ويتمرغ بالنعم والرفاهية دون منة من احد .والمواطنون فيه ليسوا نعاجا تساق للذبح في الأضاحي ، او كلما دعت الحاجة ، وللقوانين حرمة لا تتعطل بمزاج احد ، ولا تفصل على مقاس زيد او عبيد .
اول شروط المرشح للحكم: ان يكون سليما من الأمراض سيما العقلية والنفسية!. شهادة حسن السلوك مطلوبة: يعني الا يكون المرشح قاتلا او سارقا او مزورا او مغتصبا او شاهدا شهادة زور… الشهادة الدراسية ركن أساس . لإبعاد الأميين والجهال والمدعين عن سدة الحاكم . فلا ينصاع الحاكم لآرائهم ولا يركن لمشورتهم.
مرشحي: صغير أمام الحق ، عملاق بمعية القانون . المواطنون أمامه سواسية، يتوازون في التقييم عند تكافؤ الفرص ، لا فرق بين عرق وعرق ، ودين ودين ، ومذهب ومذهب ، وقومية وقومية و…و…
مرشحي : متواضع دون ذلة ، ذو كبرياء دون غرور . بعيد النظر ، يحسن اختيار البطانة . يجيد التفريق بين الشبه اللامع والذهب ، بين عرق جباه العاملين ولمى شفاه الغانيات .
حاشيته : العلماء وذوو الفطنة ، مستشاروه : الحكماء ونافذو البصر واهل البصيرة .. سماره : نفائس الكتب ٫ سير السابقين - الناجحين منهم والفاشلين - وشرابه رحيق تجارب الآخرين .
حراسه : شعبه، يحمونه طواعية لأنهم به ، يحمون انفسهم ومستقبل أجيالهم، يخافون عليه لا يرتعبون من بطشه، يفتديهم ، لا يتخذهم أكباش فداء لشخصه.
قضاة محاكمه عدول دون شوائب المغنم او المغرم . لا يحيدون عن حق ، ولا يضعفون أمام شفاعة .
أبوابه موصدة دون الادعياء ونهازي الفرص وذوي المصالح الفردية واهل التقية ، والمتقلبون كلما غربت عنهم شمس المنافع . او انخسف قمر الحظوة .
ليس في سجون مرشحي أبرياء دون تهمة ، او مدانون بالظن او الشبهة ولا محكومين بسبب الرأي ،
مدة ولاية مرشحي اربع سنوات ، غير قابلة للتمديد إلا لسنتين اثنتين . ولأقصى ضرورة ، لان الماء الراكد يأسن وتتعفن رائحته ولو كان من زلال ، ومن لا يستطيع البذار في اربع ، والحصاد في سنتين ، لن يستطيع بستين سنة !
ولكن مهلا : تلك الشروط وملاحقها لا تكفي لصلاحية مرشحي لإدارة دفة الحكم في العراق ، فالكمال ليس من طبيعة الذات البشرية . فالسلطة المطلقة مفسدة والثروة بلا كد او كدح ، مفسدة . والمأمن من الحساب والعقاب مفسدة. والهوى على الإنسان غالب ، لذا ، فمرشحي مرصود عبر عيون ساهرة، ترقبه، تراقبه . تنبهه على موقع الزلل ، تمحضه النصيحة دون خوف من عقاب او إقصاء او تنكيل ، ومن غير مجلس للنواب أهل للمهمة الجليلة تلك…………………؟
دلوني على كائن بتلك الصفات ، يرتضي الشروط الصعبة ويتحمل مسؤولية تنوء بحملها الجبال . ولا يهم بعدها آن كان مسلما او مسيحيا او صابيئيا ، عربيا او كرديا او تركمانيا ، عند قمة جبل او على حافة هور ….
دلوني عليه .. لأصطفيه مرشحا ، أقارع به غيره ، واراهن عليه
# بعض هذى السطور نشرت في جريدة الشرق الأوسط اللندنية في ١٦/٨/ ٢٠٠٣ / واعيد نشرها في صحيفة خليجية مطلع ٢٠١٠ / وهذي بعض فقراتها الان ، فهل في الإعادة افادة ؟ ام اننا نصيح في واد وننفخ في رماد ؟
هذا المرشح لحكم العراق
[post-views]
نشر في: 20 إبريل, 2014: 09:01 م