في خبر ورد في نشرة فضائية" الهندية " ادت عطسة فيل الى قلع عشرات اشجار الموز العملاقة بغابة تقع بمقاطعة جنوبي البلاد ، واثر ذلك نظمت القرود تظاهرة احتجاجية لانتهاك حقوقها ، وتعكير صفو حياتها، ومنعها من تناول طعامها المفضل ، الامر الذي سيؤثر بحسب المعنيين بشؤون البيئة في تكاثرها فضلا عن تهديدها بالانقراض، عندما تبث تلك الفضائية مثل هذا الخبر المفترض ان يصدقه المشاهدون ، وقد تصدر منهم تعليقات وردود افعال تعبر عن تعاطفهم مع القرود لتجاوز محنتهم.
في زمن انتشار الفضائيات في العراق ، وامتلاكها من قبل سياسيين وقادة احزاب ورجال اعمال ، ولحرص الجميع على بث خطابه الاعلامي من اجل تحقيق السعادة لابناء الشعب ،ليس من المستبعد في الايام المقبلة ان تشهد البلاد افتتاح فضائيات باسماء العشائر والمدن "العفجاوية" نسبة الى مدينة عفج ، و"الحلاوية" الى مدينة الحلة ، و"الطويرجاوية" وغيرها ، وسيكون اهتمامها بالشان المحلي اكثر من القضايا الاخرى ، استنادا الى حقيقة كسب الجمهور المحلي قبل كل شيء ومد جسور الثقة معه بكل الوسائل والسبل ، لتعزيزثقة الجمهور بفضائيته .
وعلى فرضية وجود تلك الفضائيات ، ومواصلة بثها طبقا لاموال اصحابها سواء من الداخل او الخارج ، ستشغل اخبار تشكيل الحكومة الجديدة بعد الانتخابات الحيز الاكبر من نشراتها ، وبدأت اولى البوادر عندما اخذت بعض وسائل الاعلام تروج لتشكيل تحالف جديد من ثلاث قوائم ، وتم الاتفاق على اختيار احد اعضاء مجلس النواب الحالي المرشح ضمن قائمة انتخابية كبيرة على تولي منصب رئيس مجلس الوزراء ، اما الحقائب الوزارية السيادية والخدمية فستكون ايضا من حصة التحالف الجديد ، باستبعاد ائتلاف" المالكي "دولة القانون ، وقائمة متحدون" بزعامة رئيس البرلمان الحالي اسامة النجيفي .
"طيران الفيلة " تعبير ساخر شاع استخدامه في الشارع العراقي في معرض التعليق على خبر ما تبثه وسائل اعلام رسمية ، والتعبير لم يرد في فضائية بلد معروف بكثرة الفيلة، على الرغم من قناعتها بعطسة الفيل ، وانعكاس تاثيراتها السلبية على اوضاع القرود،وعلى قاعدة ان العالم اصبح قرية صغيرة في زمن العولمة ، نتيحة شيوع استخدام وسائل الاتصال الحديثة ، ستواجه الشعوب الاخرى صعوبة في استيعاب حقيقة طيران الفيلة في العراق ، ولاسيما ان الانطباع السائد عن بلاد الرافدين في الخارج لايصدق وجود فيل واحد ، وعندما يخضع الموضوع لتفسيرات الخبراء الستراتيجيين والمحللين السياسيين يتضح ان موضوع طيران الفيل مجرد كذبة لا يصدقها العقلاء ، عادة ما تعتمد في مناطق تعيش اضطرابات سياسية وامنية ، تشهد صراعات لبسط النفوذ او السيطرة على السلطة.
بعد اعلان نتائج الانتخابات ستدخل القوائم الفائزة بماراثون تفاوضي من المتوقع ان يكون طويلا لتحقيق اتفاق على تشكيل الحكومة الجديدة ، وسيشهد العراقيون موسما جديدا لطيران الفيلة تنطلق من فضائيات الاحزاب الساعية للحصول على منصب رئاسي ، او وزارة سيادية يكلف صاحب الفضائية بحمل حقيبتها ، وحينذاك يصدق المشاهدون خبرعطسة الفيل .