TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الإخوان يشقون جماعتهم

الإخوان يشقون جماعتهم

نشر في: 22 إبريل, 2014: 09:01 م

أكد الفرع الأردني لجماعة الإخوان المسلمين، ما كان معروفاً عن عدم قبول تلك الجماعةللرأي الآخر، حتى وإن كان في نفس إطار توجهاتها، فقد فصلت ثلاثة من قيادييهالمشاركتهم بتأسيس المبادرة الأردنية للبناء، المعروفة باسم زمزم، بعد أشهر من محاكمتهم غيابياً، بتهمة مخالفة أنظمة ولوائح الجماعة، ومعروف أن القياديين المفصولين محسوبون على ما يعرف بتيار "الحمائم" داخل الجماعة، فيما يسيطر على قيادتها تيار المتشددين أو "الصقور"، وإمعاناً من قيادة الجماعة الدعوية في تجاهل " وجادلهم بالتي هي أحسن" فإنها رفضت التعليق على القرار، في حين وصف قيادي من المبادرة القرار بأنه تصفية لأفكار وآراء مطروحة ويعبر عن حقد من الجماعة.
مبادرة "زمزم" وإن أغضبها القرار الذي يعبر عن ضيق أفق ويخلو من الحكمة أكدت مواصلة عملها السياسي، مستهدفة بناء نموذج للفكر المعتدل، وجددت تأكيدها بأنهاتسعى إلى ايجاد الصيغ التشاركية القائمة على تعظيم مساحات التوافق وتقليل شقةالخلاف، بين جميع مكونات المجتمع السياسية والدينية والفكرية، للإسهام في حفظ هذا البلد واستقراره، والحيلولة دون الانزلاق إلى العنف والفوضى كما يجري في أغلب دول الجوار.
القرار في مضمونه، ليس أكثر من محاولة الإساءة معنوياً لمجموعة من الساعين لتعزيزالوحدة الوطنية والفكر المعتدل، وهو دليل واضح على أن هناك فئة ما زالت تعيش فكرالعزلة والانغلاق والجمود، والعجز عن مواكبة العصر، وينحصر عملهم في صناعة الأعداء والخصوم، فمبادرة زمزم تحمل فكرة مختلفة عن فكر الإخوان خصوصا الدعوة لدولة مدنية بمرجعيةقيمية إسلامية، وللمفصولين الثلاثة امتداد في غير موقع داخل الجماعة وعلى من يعتبرون الفصل حسماًلصراع داخلي، الاستعداد للتداعيات، فخطوة كهذه ليست سهلة، مع تناقض التوجهات السياسية بين الاتجاهين، مع تداخلات معادلة الاصول والمنابت، التي تأخذ تعبيراتها في مشروعين، كلاهما إسلامي،لكن أحدهما وطني والثاني عابر للوطن والفرق واضح بينهما.
بينما يلف صمت القبور قيادة الجماعة من الصقور، فإن المفصولين يؤكدون عدم جواز محاكمة قيادات إخوانية جراء التعبير عن آرائهم وافكارهم ضمن رؤية إصلاحية شاملة، وأن قرار المحكمة الإخوانية مجحف ينم عن حقد دفين لاستهداف أشخاص وتصفيتهم من الجماعة دون ارتكاب أي جريمة، رغم ان قيادات زمزم لم تخرج عن رأي الجماعة ولم تتخذ موقفًا مضاداً لها، وأن المبادرة اجتماعية وليست حزبًا سياسيًا، رسالتها هي "تجميع الطاقات واستثمارها وتقديم البدائل والمبادرات لتحقيق الإصلاح الشامل على أساس المواطنة والكفاءة وفق منهج تشاركي توافقي قيمي.
لن ننتظر طويلاً لنعرف قوة التيار المفصول وامتداده داخل الجماعة، غير أن صقورها يؤكدون أن كل من يخرج من الجماعة يفقد حاضنته السياسية لحظة الخروج، وهذه حجة تنطلق لمواجهة من يلوحون بحزب إسلامي جديد، قد يتم تأسيسه على أساس رد الفعل، ويذكرون بأن قياديين غادروا حزبهم وجماعتهم وشكلوا حزب الوسط الاسلامي الذي لم يلاقي النجاح المأمول، لكنهم يقفزون عن حقيقة أن توقيت قرار الفصل لم يكن مناسباً، لأنه سيقود إلى الانشقاق أو المواجهة وهما أمران ليس هذا أوان مجابهتهما لو كان في قيادة الجماعة من يعي انها تتعرض لهجمة متعددة الأشكال لكن الإصرار على خديعة امتلاكهم وحدهم للحقيقة، سيضعهم أمام حقيقة أنهم وحدهم المخطئون.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram