قائمة رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي اختارت الغيمة شعارا لها ، لخوض الانتخابات التشريعية، ويبدو ان قياديي القائمة اعتمدوا هذا الشعار بوصفه رمزا للخير والنماء والعطاء فجلب لهم أصواتا كثيرة في الانتخابات المحلية السابقة ،كان بالنسبة لهم ذا فأل حسن يمكن ان يلبي طموحهم وأهدافهم في تحقيق الإصلاح .
ما أثار انتباه المتابعين للدعاية الانتخابية ان شعار" متحدون " في الانتخابات المحلية كان يحتوي على خمس قطرات مطر تسقط من الغيمة ، ولكنها أصبحت اليوم ثماني قطرات وفي صور أخرى بمرشحين من القائمة سبع قطرات ، فهل يشير العدد الى القوى المؤتلفة داخل القائمة ام الى شيء اخر يشير الى تقديس الرقم سبعة ، والإجابة على السؤال تحتاج الى توضيح ، من أصحاب الشأن ، لبيان أسباب إضافة قطرتين خشية تفسير الأمر بشكل اخر، وإحالته الى رغبة النجيفي في ان يتولى منصبه لدورة ثانية ، والرجل له الحق في ذلك كغيره من الراغبين في الاحتفاظ بمناصبهم ومواقعهم لأنها ستوفر لهم فرصة خدمة الشعب العراقي .
قراءة المتابعين للشأن الانتخابي ، من إعلاميين ومنظمات المجتمع المدني ، وبعض القوى السياسية رصدت إصرارا ملحوظا على بقاء القوائم الانتخابية بصفتها المذهبية شيعية وسنية ، وهذا التوجه ، تجاهل ما كان يعلن سابقا عن تجاوز الاصطفاف الطائفي ، والتمسك بالاصطفاف الوطني وفي مراجعة سريعة لتصريحات بعض القادة السياسيين اكدوا أهمية ضمان حياة سياسية مستقرة في العراق بتجاوز الأطر الطائفية والمذهبية ،لكن مجريات الأحداث والمستجدات كشفت عن توجه اخر اكد بالدليل القاطع ان التصريحات السابقة طرحت لغرض التسويق الإعلامي ، وليس هناك من يجازف بتبني المشروع الوطني والتخلي عن الطائفي ، استنادا الى مزاعم ان القوى السياسية تمثل المكونات العراقية ، في وقت مازال معظم الناخبين خاضعين لتأثيرات عشائرية ومذهبية ومناطقية في اختيار ممثليهم في المجلس النيابي المقبل فليس بإمكان الشيعي ان يمنح صوته لمرشح سني وبالعكس ، والمعادلة سوف تبقى قائمة وغير خاضعة في الوقت الراهن الى اي متغير الا بعد مرور زمن طويل بمعنى اخر بعد نضج التجربة الديمقراطية ، وتحقيق معجزة القضاء على كل الأزمات والخلافات والتحديات الأمنية وحسم الملفات الشائكة المعقدة بين الأطراف المشاركة في العملية السياسية .
طيلة السنوات الأربعة الماضية وخاصة في احتدام الأزمات برزت دعوات لإجراء إصلاحات ، وشكلت لهذا الغرض لجان سباعية وخماسية وأخرى ثلاثية ، ولم تستطع واحدة منها تحقيق "إصلاح مجاري مياه الصرف الصحي" أما الإصلاحات السياسية والأمنية فلم تتجاوز التصريحات عبر الفضائيات ، وخضعت للتأجيل والترحيل لأجل غير مسمى لحين توفر الأجواء المناسبة لبحثها وتطبيق بنودها على ارض الواقع ، ولعل الغريب في الأمر ان الأطراف العراقية لها مواقف متقاطعة من الإصلاح ، وكل طرف يفسره من وجهة نظره ، ولهذا السبب ظهرت اكثر من قائمة انتخابية تدعو الى الإصلاح وهي تقف على ارض خراب .
غيمة "متحدون "
[post-views]
نشر في: 22 إبريل, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 1
ابو سجاد
بالطائفية والاثنية والعنصرية لاتبنى الاوطان فلا امل للتغير في الوضع العراقي للفترة المقبلة اما ستكون بنفس المستوى من تردي الاوضاع او اشد مادمنا مصرين على بقاء الطائفة والعرق طريقنا الوحيد لبناء الوطن