TOP

جريدة المدى > مقالات رئيس التحرير > موعد مع انتخابات مُضبّبة وربما ضالة..! ..اقتراع يجري التصويت فيه بـ"لغة الضمير"لابالإبهام المضَلّل..

موعد مع انتخابات مُضبّبة وربما ضالة..! ..اقتراع يجري التصويت فيه بـ"لغة الضمير"لابالإبهام المضَلّل..

نشر في: 23 إبريل, 2014: 09:01 م

ليس مبالغاً من يعتقد أن التصويت في الثلاثين من هذا الشهر، قد يكون آخر فرصة للعراقيين لاستعادة وطنهم، حراً، موحداً، ترفرف في أجوائه راية ترمز للعراق الذي نعرفه ونعيشه ونستمد منه معنى الوطنية.ولا يبالغ من يعتقد ايضاً بانها الفرصة التاريخية للحفاظ على

ليس مبالغاً من يعتقد أن التصويت في الثلاثين من هذا الشهر، قد يكون آخر فرصة للعراقيين لاستعادة وطنهم، حراً، موحداً، ترفرف في أجوائه راية ترمز للعراق الذي نعرفه ونعيشه ونستمد منه معنى الوطنية.
ولا يبالغ من يعتقد ايضاً بانها الفرصة التاريخية للحفاظ على آخر تجليات "الدولة المُضيّعة" التي أفشل مشروع استكمالها لصوص تعمّروا بسدارة دولة القانون، وهم يلتفون على كل ما له علاقة بالقانون والدولة والحريات .

ويصدق من أيقظته "صدمة التجربة" المعاشة على مدى "عهدين" لم يتحقق فيهما غير المزيد من مظاهر السحت والرثاثة، حين يستدرك ليراجع ضميره ويتحسس مواقع الخلل فيه، فلا يعثر الا على بقايا متشظية من خرابٍ شامل، توهم انها من فِعل عدوٍ ليس للحاكم المقَرر يد فيه، وهو من يحمل "وشم" هويته الطائفية ويُسبّح بحبّات مسبحة تُذكّر باسماء الله الحُسنى، وتُتمتم بذكر الائمة والاولياء.

وتظل الحقيقة تتقاذفها الاوهام التي اصابت مقتلاً في عقولٍ صدّأتها تواترات لم تنقطع من القتل اليومي على الهوية، وشتّتتها التجاذبات المروّعة بين الاعتقاد والتصديق والشكوك المخيّمة على الجميع، في الموقف من مصير يتهدد الجميع ولا يوفر من تلبسته هواجس ضياع "هويته الفرعية"، أو من ضلّلته شعاراتها المخادعة باسم الدين والمذهب، فتنكّب سبيل الصلاح وأخذته العزة بالاثم، فاختار الضلالة، ورأى في اللص مُخَلّصاً، والقاتل حَكَماً، والمنافق معيار الصدق والايمان، والمهووس بكرسي الحكم مختاراً عادلاً، لا يبتغي غير مرضاة الله والانتقام للامام وابناء ملّته المظلومين، المهانين عبر التاريخ الاسلامي المتواتر..
(٢)
واذ يعتقد كثيرون، أن الفريق الحاكم، قد هيأ البيئة الملائمة على كل صعيدٍ لافراغ الانتخابات من ارادة الفعل والتغيير، فلم يترك وسيلة في الدولة الفاشلة دون ان يوظفها لتزوير ارادة الناخبين، بتوزيع الهبات السخية، اراضيَ ووظائف، وصيغاً خفية من العطايا، أو تسخير المال السياسي لتغطية الحملات الانتخابية، وولائم البيعة والتضليل العام، مما يجعل من المشاركة النشيطة في التعبئة للتغيير، والإدلاء بصوت الضمير، ضرباً من العبث واضاعة الجهد والوقت!
وفي هذا الاعتقاد والنزوع، الضياع الحقيقي للارادة، والانتقاص من فعلها وقدرتها على لجم كل المحاولات التي تستهدف تجاوز الفرصة المتاحة للتغيير.
إن "الاستنكاف" عن المشاركة في العملية الانتخابية، هو ما يراهن عليه الفريق الحاكم، من بين كل ما استنفره من جهد سياسي واعلامي مضلّل. 
والمراهنة على "صوتٍ" ضائع، هو السلاح الاقوى في حملة تزوير ارادة المجتمع العراقي التوّاق للتغيير وفق كل المؤشرات التي تجسدها مظاهر الاحباط وفقدان الامل، واتساع دائرة الارهاب، وتزايد ضغط الحياة اليومية التي تفتقر لابسط متطلبات العيش الانساني الكريم.
ان التردد في المشاركة، والاستعداد لتبديد قوة "صوت واحد"، انما هو اسهامٌ في اضاعة آلاف، وعشرات الآلاف، ومئات الآلاف، بل وملايين الاصوات النابعة من الضمير العام، وليس من "الابهام المضلل" في امل التغيير الممكن حتى اللحظة الاخيرة من عملية الاقتراع في الانتخابات يوم الثلاثين من هذا الشهر.
واضاعة فرصة الاقتراع والادلاء بصوت الضمير، ليس سوى مشاركة، وإن بلا قصدٍ واعٍ، في الابقاء على واقع حالٍ سيؤدي لا محالة الى انفراط عقد وطن، تجمعت ارادة قوى الظلام، على وضعه في مفترق طرق، لا منفذ فيه الى مرتجىً طال انتظاره، حتى كاد اليأس يطبق على انفاس العراقيين، ويسد باب الرجاء امام آمالهم وتطلعاتهم في عراق يتعافى..
(٣)
"الصوت الواحد"، في عمليات التغيير التاريخية، ليس صوتاً، بل ارادة جمعية، تُشيع مناخاً من الامل والتفاؤل، تتمدد كلما تحول الصوت الى "نداءٍ وطنيٍ" مُحَرض.
"الصوت الواحد"، هو مثل الخيط الاول من اشراقة الفجر، اذ يفتح مسامات الكون لتبديد ظلمة الليل، امام وهج النهار. فهل لليل ان ينجلي دون خيوط الفجر التي تتجمع على بعضها، لتتشكل منها لوحة الصباح الوهّاج؟!
واذا لم يكن "الصوت الواحد"، "مُجمّع ارادة"، فكيف تصبح خيوط الفجر نهاراً، وتدفق الماء، ومساقط الشلال، نهراً يفيض، وحياة تنبض..؟
( ٤ )
اذا كان لا بد من الرهان، فنحن نراهن على "صوتك" المتردد، المهموم، القلق من القدرة على التغيير..!
ولا نخفي او نتجاهل، ان هذا الصوت لن يخلق في كل الاحوال، معجزة تطيح بكل ما تجمع من ضلالاتٍ أو خرابٍ أو فسادٍ اصبحت لها قوة الهيمنة والتسيّد على مقدرات وطننا الذي ابتلي بهم. لكننا بكل "صوتٍ واحدٍ" نفتح كوةً للامل في الارتقاء بارادة الرفض للرثاثة والفساد وانعدام الذمّة التي تفشت في دولة فاشلة متشظية مسلوبة القوى والفعل..
( ٥ ) 
نعم، ان التطلع للتغيير، والتصويت "ببصمة الضمير" وليس بالابهام المُضَلّل، يعتمد على اختيار "صوت الضمير" المتجسد في مرشحٍ لا تفوح منه روائح، غياب الضمير، والفساد، والاستئثار، والخديعة، وابتغاء السلطة الجائرة وامتيازاتها السحت الحرام.
نعم، ان الاختيار ليس سهلاً على الجميع. ليس متاحاً من حيث وضوح الرؤيا لمن غيّبت عنه الرؤيا، فداحة ضلالات الانحياز للهويات الفرعية. لكن ما اصبح متاحاً، وواضحاً وضوح الشمس، هوية اللصوص، وملامحهم التي عفّرتها سنوات النهب والسلب والتعدي، والخديعة والاحتيال، والتجاوز على الحقوق والحريات، وتقطيع اوصال الدستور والمؤسسات، ونشر مظاهر الفساد المتفشي مثل الوباء، ليتحول مع الممارسة والتقادم، الى تقاليد في الحكم، ووجهة نظر في ادارة مصالح الدولة والناس..!
وحجب الثقة من هؤلاء اللصوص ممن يعتمرون "سدارة" الدولة الفاسدة، دولة اللاقانون، وعيٌ أوليٌ بالتغيير..
( ٦ )
واذ نحجب الثقة عن هذا الرهط الفاسد، يصبح الاختيار في التصويت ببصمة الضمير اسهل..
ان الصوت الواحد ينبغي ان لا يضيع في كل الاحوال في الخضوع للوثة الهوية الفرعية، مذهبية كانت او بأي تجلٍّ لها، بل يصب في خيار الضمير الحي. ومن يحتكم للضمير لا يضيع..
في اكثر من قائمة، اصوات لا تقبل ان تكون منصّة لضياع فرصة التغيير، وبينها من هو أقل نزوعاً للفساد او الرضوخ لدواعيه، أو هو خيار بين الخيارات المتاحة في لحظة حاجة لتجميع القوى لاجراء انتقالة من دولة المظالم والمفاسد والمحاصصة المذهبية الذميمة، الى دولة الانفتاح على مدارج المواطنة الحرة والدولة المدنية..
وتظل من بين الخيارات، تلك التي لم تمسسها شرور الحكم، ولم يقوض ارادتها هوس كراسي السلطة ومغانمها..
وبين هؤلاء من وجد طريقه في تحالفٍ مدني ديمقراطيٍ يستقوي بالصوت الواحد، صوتك انت..

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. طارق الجبوري

    الاستاذ ابو نبيل الغالبية ممن ما زال الامل بالتغيير باقياً في ضمائرهم يتطلعون الى يوم الثلاثين من نيسان وصحوة شعبية لكنس الفاسدين ممن وأدوا الحلم بعراق جديد ، غير ان التفاؤل ينبغي ان يكون محسوباً لاسباب منها عدم تكافؤ الفرص بين من تسيدوا وممن لايملكون غير

  2. ابو سجاد

    استاذ فخري عليك ان تعذر المواطن العراقي لتردده من الذهاب الى صناديق الاقتراع بعد فشل استمر 11 سنة فمن الصعب اقناعه بضرورة الانتخاب ولكن هذا لايمنع من تحريض الناخبين على الانتخاب وقد لاحضنا تغيير جذري في موقف المواطن بعد توجيهات المرجعية في النجف وخصوصا من

يحدث الآن

بالحوارِ أم بـ"قواتِ النخبة".. كيف تمنعُ بغدادُ الفصائلَ من تنفيذِ المخططِ الإسرائيلي؟

تحديات بيئية في بغداد بسبب انتشار النفايات

العراق بحاجة لتحسين بيئته الاستثمارية لجلب شركات عالمية

الكشف عن تورط شبكة بتجارة الأعضاء البشرية

مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 %

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram