يعد الموسيقار ديتريش بوكستَهوده (1637-1707) من أعظم الموسيقيين الألمان في القرن السابع عشر، ولد في أولدسلو أو هلسنبورك (هلسنبوري في جنوب السويد وكانت تابعة للدنمارك آنذاك)، فقد عمل أبوه يوهانس كعازف اوركـن في هذه المدن. عمل في مدن هلسنكـور الدنماركية
يعد الموسيقار ديتريش بوكستَهوده (1637-1707) من أعظم الموسيقيين الألمان في القرن السابع عشر، ولد في أولدسلو أو هلسنبورك (هلسنبوري في جنوب السويد وكانت تابعة للدنمارك آنذاك)، فقد عمل أبوه يوهانس كعازف اوركـن في هذه المدن. عمل في مدن هلسنكـور الدنماركية وهلسنبورك قبل أن يحصل على وظيفة عازف الأورغن في كنيسة مريم في مدينة لوبيك الألمانية الشمالية سنة 1668، وبقي فيها حتى وفاته. وهناك توطدت سمعته كأعظم عازف أوركـن في وقته. وزاره الموسيقيون الشباب ليتعلموا منه، فقد زاره هَندل بصحبة صديقه ماتَسُون صيف سنة 1703، وعندها عرض بوكستهوده العجوز على هندل وماتسون منصبه كعازف الأوركـن شريطة الزواج بابنته الكبرى، وهو عرض رفضه الصديقان وغادرا في اليوم التالي. ونعرف كذلك عن باخ سيره مسافة 400 كم على قدميه إلى مدينة لوبيك الشمالية من مدينة آرنشتات حيث كان يعمل، بقصد زيارة بوكستهوده في سنة 1705-1706 حيث أمضى قرابة ثلاثة أشهر، ويبدو أن باخ الشاب تلقى نفس العرض، دون نتيجة.
تكمن أهمية بوكستهوده في وضعه اللبنات الأساسية للأسلوب الموسيقي في العزف على الأوركـن الذي تلقفه من بعده باخ وصقله، وكذلك تطويره فن ألكانتاتا، وهي المقطوعات الغنائية الدينية التي أوصلها باخ الذروة. لكن أعماله الموسيقية الخالصة، مثل السوناتات، هي الأخرى أعمال موسيقية عظيمة وجميلة، تلقى اليوم اهتماماً واسعا من متذوقي الفن.
وكعادة الغرب في احترام تراثه والحفاظ على إرثه الثقافي، هناك جمعية تعنى بهذا الموسيقار الكبير وفنه، يرأسها الموسيقي الهولندي المتميز تون كوپـمان. وستنظم الجمعية بعد أيام، في 8-10 أيار القادم مؤتمراً في مدينة لوبيك تتخلله حفلات موسيقية عديدة تقدم فيها أعمال بوكتسهوده وموسيقيين آخرين ارتبطوا به وبالمدينة.