TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الحصان يسأل؟

الحصان يسأل؟

نشر في: 25 إبريل, 2014: 09:01 م

سؤال كبير بقدر حجم الحصان ، طرحه رواد ساحة سباق الخيل بالعامرية عن سبب وجود دعاية انتخابية للمرشح" خ –ع " في مكان له عالمه الخاص ولاعلاقة له بالسياسة، ويبتعد عنها بمسافة عدة سنوات ضوئية ، والمقاربات ان وجدت فتتعلق باشتقاق مفردة السياسة من سايس الخيل ، والمراهنون القادمون من احياء العاصمة ، وبعضهم من المحافظات في يومي السبت والثلاثاء من كل اسبوع يقصدون الساحة ، وفي اذهانهم تمنيات بالعودة بملايين الدنانير حين يحالفهم الحظ ويفوز الحصان في" اول هدة " ويكون ضمن المصنفين بحسب مصطلحاتهم "فص كلاص" اي الصف الاول .
يقدر عدد رواد ساحة السباق بنحو عشرين الف شخص، اغلبهم من اصحاب المهن الحرة، وسائقي السيارات على اختلاف احجامها وانواعها ، قبل قطع التذاكر والمراهنة يتجه القسم الاكبر منهم الى محال تبيع المشروبات بعلب معدنية ، لصدور اوامر تمنع استخدام القناني الزجاجية لتفادي استعمالها في المشاجرات ، وقذفها على "الجاكية "في لحظات التعبير عن غضب يجتاح اصحاب الحظ التعس ، اعتادوا تشغيل منظومة الشتائم، وتوجيهها الى مالك الحصان وفارسه والجهة المشرفة على تنظيم السباق. في هذه الاجواء هل التفت احد المراهنين الى دعاية المرشح ؟ خصوصا انه معروف بامتلاكه عدة خيول وضعها في اسطبل خاص " طولة " كانت مسجلة باسم مسؤول كبير سابق ، وهل حاول المرشح الاتصال بقاعدته الشعبية في "الطوايل" ليحثهم على انتخابه ، ولاسيما انه فشل في الانتخابات السابقة في الحصول على مقعد في البرلمان الحالي ، بعد ان كان عضوا في مجلس النواب السابق .
بامكان المرشح صاحب الخيل المشارك في السباق الانتخابي ان يستثمر اهتمامه بالخيول "العربية الاصيلة" بمنح المراهنين "الجانص " اي فرصة الفوز عندما يستخدم نفوذه على "الجاكية" ويعطي اشارات الى ان الفوز سيكون حليف الحصان الفلاني ومن يراهن عليه سيجني الاموال ، وبذلك سيضمن التصويت لصالحه عندما يؤمن روادساحة السباق بشعار" العراقي ينتخب" لاحداث التغيير في السباق الانتخابي .
امام المرشح صاحب الخيول اكثر من "هدة خيل" لحث المراهنين على التصويت لصالحه
في يوم الاقتراع ، وحظوظه بالفوز متقدمة على غيره من زملائه من اعضاء قائمته ،خصوصا انه كلف في وقت سابق من قبل جهة رسمية بتفعيل مشروع المصالحة الوطنية عبر اجراء اتصالات بشخصيات مقيمة في الخارج ، لحثها على المشاركة في العملية السياسية ، وجهوده في هذا الميدان لم تنعكس ايجابيا على الملف الامني، على الرغم من انفاق اموال كبيرة على مشروع المصالحة لكي تحقق نتيجة من نوع "فص كلاص " وبامكان المرشح ان يعيد التجربة ، ويعلن عبر فضائية حزبية، تجديد التحرك على المعارضين للعملية السياسية ليضمن في حال فوزه في الانتخابات الحصول على منصب في الحكومة المقبلة ، ليعيد حضوره في المشهد السياسي ، وتحقيق النصر في" اول هدة" من نوع "فص كلاص".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram