سؤال كبير بقدر حجم الحصان ، طرحه رواد ساحة سباق الخيل بالعامرية عن سبب وجود دعاية انتخابية للمرشح" خ –ع " في مكان له عالمه الخاص ولاعلاقة له بالسياسة، ويبتعد عنها بمسافة عدة سنوات ضوئية ، والمقاربات ان وجدت فتتعلق باشتقاق مفردة السياسة من سايس الخيل ، والمراهنون القادمون من احياء العاصمة ، وبعضهم من المحافظات في يومي السبت والثلاثاء من كل اسبوع يقصدون الساحة ، وفي اذهانهم تمنيات بالعودة بملايين الدنانير حين يحالفهم الحظ ويفوز الحصان في" اول هدة " ويكون ضمن المصنفين بحسب مصطلحاتهم "فص كلاص" اي الصف الاول .
يقدر عدد رواد ساحة السباق بنحو عشرين الف شخص، اغلبهم من اصحاب المهن الحرة، وسائقي السيارات على اختلاف احجامها وانواعها ، قبل قطع التذاكر والمراهنة يتجه القسم الاكبر منهم الى محال تبيع المشروبات بعلب معدنية ، لصدور اوامر تمنع استخدام القناني الزجاجية لتفادي استعمالها في المشاجرات ، وقذفها على "الجاكية "في لحظات التعبير عن غضب يجتاح اصحاب الحظ التعس ، اعتادوا تشغيل منظومة الشتائم، وتوجيهها الى مالك الحصان وفارسه والجهة المشرفة على تنظيم السباق. في هذه الاجواء هل التفت احد المراهنين الى دعاية المرشح ؟ خصوصا انه معروف بامتلاكه عدة خيول وضعها في اسطبل خاص " طولة " كانت مسجلة باسم مسؤول كبير سابق ، وهل حاول المرشح الاتصال بقاعدته الشعبية في "الطوايل" ليحثهم على انتخابه ، ولاسيما انه فشل في الانتخابات السابقة في الحصول على مقعد في البرلمان الحالي ، بعد ان كان عضوا في مجلس النواب السابق .
بامكان المرشح صاحب الخيل المشارك في السباق الانتخابي ان يستثمر اهتمامه بالخيول "العربية الاصيلة" بمنح المراهنين "الجانص " اي فرصة الفوز عندما يستخدم نفوذه على "الجاكية" ويعطي اشارات الى ان الفوز سيكون حليف الحصان الفلاني ومن يراهن عليه سيجني الاموال ، وبذلك سيضمن التصويت لصالحه عندما يؤمن روادساحة السباق بشعار" العراقي ينتخب" لاحداث التغيير في السباق الانتخابي .
امام المرشح صاحب الخيول اكثر من "هدة خيل" لحث المراهنين على التصويت لصالحه
في يوم الاقتراع ، وحظوظه بالفوز متقدمة على غيره من زملائه من اعضاء قائمته ،خصوصا انه كلف في وقت سابق من قبل جهة رسمية بتفعيل مشروع المصالحة الوطنية عبر اجراء اتصالات بشخصيات مقيمة في الخارج ، لحثها على المشاركة في العملية السياسية ، وجهوده في هذا الميدان لم تنعكس ايجابيا على الملف الامني، على الرغم من انفاق اموال كبيرة على مشروع المصالحة لكي تحقق نتيجة من نوع "فص كلاص " وبامكان المرشح ان يعيد التجربة ، ويعلن عبر فضائية حزبية، تجديد التحرك على المعارضين للعملية السياسية ليضمن في حال فوزه في الانتخابات الحصول على منصب في الحكومة المقبلة ، ليعيد حضوره في المشهد السياسي ، وتحقيق النصر في" اول هدة" من نوع "فص كلاص".
الحصان يسأل؟
[post-views]
نشر في: 25 إبريل, 2014: 09:01 م