نقلت تقارير صحافية عن مصدر موثوق في سلطات الطيران المدني السنغالية تأكيدها أن طائرة الرئيس السنغالي السابق عبد الله واد الخاصة حصلت على إذن بالهبوط في مطار العاصمة السنغالية دكار، مساء  امس  الجمعة.

وكان واد أقام لأيام في فندق حياة ريجنسي بالمغرب، بعدما رفضت سلطات الطيران المدني في دكار منحه الإذن بالهبوط في مطار دكار. وكان مقدرًا له أن يصل دكار الأربعاء الماضي، ثم تأجلت رحلته إلى امس الاول الخميس.

لكن أعلن أن الطائرة ستقلع بواد إلى فرنسا، بعدما رفضت بعض الأطراف السنغالية السماح له بالعودة إلى بلاده. لكن تغيّر الأمر ويبدو أن واد عائد إلى بلاده. المزيد

وكان وزير الخارجية السنغالي مانكور نيدياي أكد الخميس أن واد مرحب به في بلده، واصفًا عودته بـ "السياسية"، في أول موقف رسمي سنغالي حيال عودة واد إلى بلاده.

وأضاف وزير الخارجية السنغالي المتواجد في المغرب أنّ واد مُرحب به في بلده، وسيستقبل بكرامة، والحكومة اتخذت كافة الترتيبات لتضمن ذلك، مستدركًا: "لكن واد وأنصاره اختاروا تسييس المسألة لبث الاضطرابات وإثارة المتاعب قبل أيام قليلة من إيداع الترشيحات للانتخابات"

وعبد الله واد المولود 29 ايار 1926 -)، رئيس السنغال منذ 1 نيسان 2000.- 2 نيسان 2012 وهو رئيس الحزب السنغالي الديموقراطي. كان قائداً للمعارضة لفترة طويلة وقد سجن ونفي وقتذاك. أعيد انتخابه سنة 2007، بعد إقرار تعديلات دستورية عام 2001 تسمح للرئيس بالترشح لمأمورية قابلة للتجديد مرة واحدة.

قضى عبد الله 25 عاما في صفوف المعارضة ضد سيطرة الاشتراكيين على مقاليد السلطة حيث حكموا البلاد لأربعين عاما بعد استقلالها عن فرنسا عام 1960.

قرر عبد الله واد، عقب انتخابه عام 2000 لولاية مدتها سبع سنوات، تخفيض الفترة الرئاسية من سبع إلى خمس سنوات، ولكنه عاد وأجرى تعديلات دستورية عام 2008 ليعيد الفترة الرئاسية إلى سابق عهدها، أثارت هذه التعديلات غضب المعارضة.

قررت المحكمة الدستورية السنغالية أن واد بإمكانه الترشح لفترة رئاسية ثالثة استنادا على أن فترته الرئاسية الأولى بدأت قبل صدور القرار الذي يقصر عدد فترات الرئاسة على فترتين فقط

تصاعدت الانتقادات لواد حين اعلن سنة 2011 نيته الترشح لفترة رئاسية ثالثة. وقبل أسابيع من إجراء الانتخابات شهدت البلاد مظاهرات ومواجهات بين الشرطة والمحتجين المطالبين بتنحي الرئيس. وسقط بين ستة قتلى و15 قتيلاً خلال شهر واحد.

اقترح الرئيس النيجيري السابق اولوسيغون اوباسانجو، رئيس بعثة مراقبي الاتحاد الأفريقي في السنغال، تجنب الفوضى عبر تحديد ولاية واد بسنتين إذا أعيد انتخابه، لكن المعارضة رفضت هذه التسوية.

جرت الانتخابات في 26 شباط 2012،حصل واد فيها على نحو خمسة وثلاثين في المائة من الأصوات أمام مكي سال، الذي حصل على نحو سبعة وعشرين في المائة من الأصوات.

سوخاض واد الشوط الثاني من الانتخابات، التي فاز فيها ماكي سال، حيث أقر واد بهزيمته حتى قبل إعلان النتائج الرسمية للانتخابات التي تمت في جو من الهدوء.